القاهرة- مكتب الجزيرة- علي فراج:

انتقد الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني الأسبق المفاوضات الأخيرة بين أمريكا والحكومة السودانية والحركة الشعبية التي جرت الأسبوع الماضي، ووصفها بأنها مباحثات ثنائية وأنّ أمريكا تعمل الآن على حل المشاكل بين الشمال والجنوب ونحن نحتاج إلى مراجعة، وأنه لا بد من مخاطبة أمريكا في أن حل المشاكل في البلاد يجب أن يتم في إطار اتفاق قومي، وأشار إلى أن اجتماع واشنطن الأخير ليس في الاتجاه الصحيح، وان الصحيح هو إطار قومي وليس ثنائياً، موضحاً أن أقوى وسيلة لضمان نتائج ايجابية في العلاقة مع أمريكا هي أن يفلح السودانيون في تحقيق وفاق وطني شامل يحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي الكامل، وحذر من أن العيوب الداخلية تظل هي منافذ التدخل الأجنبي في الشأن الوطني، وانه يجب إيجاد حل قومي لقضية دارفور عن طريق آلية حكماء أفريقيا. وطالب المهدي الدول العربية بقبول التحدي وأن تتحاور مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إطار سياسة التغيير التي جاء بها وهذه مسؤولية كبيرة يجب ان نعد أنفسنا لها، محذراً من أن العناصر غير الحكومية في الدول العربية والإسلامية هى التي تكتب الآن أجندة المنطقة. جاء ذلك في محاضرة ألقاها المهدي وسط جمع من السياسيين والإعلاميين المصريين والعرب بالقاهرة، وتناول فيها التطورات السياسية في السودان والمنطقة بشكل عام حيث شدد على ضرورة معالجة الملفات النووية في المنطقة بصدقية تأخذ بعين الاعتبار مبدأ مهماً جداً وهو أن السماح لإسرائيل الدولة المبتزة في المنطقة نووياً بحيازة هذا السلاح سوف يخلق بلا شك حالة من سباق التسلح المحموم.