تذكرت هذه الأيام - وكثير من الناس على وشك السفر داخلياً وخارجياً - واحداً من أغرب الاقتراحات التي قرأتها لتسهيل سياحة الناس (ووناستهم).. هذا الاقتراح طرحه أحد الزملاء الكتاب في مقال نشره صيف العام الماضي وخلاصة اقتراحه - كما قرأت -: (أن يتم تخصيص صندوق لإعانة الناس الذين لا يستطيعون السفر لتمكينهم من ذلك للتعرف - كما يقول - على الثقافات والبلدان، وطالب أن يمول من وزارة التربية والتعليم وكذا من المحسنين للتبرع لهذا الصندوق وفق ضوابط).
أما قلت إنه من أغرب الاقتراحات (وكان هذا الذي ناقصنا).. وكأن (السياحة) ضرورة لا غنى عنها لذا فهي تتطلب إنشاء صندوق لعيونها بل والتصدق والتبرع لهذا الصندوق من أجل أن يسافر الناس ويرفهوا عن أنفسهم ويطلعوا على معالم الدنيا!!.
لقد وفق أ.خالد الحسيني عندما علق تعليقاً موضوعياً على هذا المقترح قائلاً: (بعض المواطنين لم يجدوا سكناً لهم أو وظيفة لأبنائهم.. إنهم يريدون ذلك ثم يفكرون بالسفر..!).
إن عجبي لا ينتهي من هذا المقترح وبخاصة مطالبة الكاتب أن يتم تموينه من قبل وزارة التربية والتعليم التي ربما يعتقد الكاتب أن لديها فائضاً مالياً ضاقت به لتضخه في (صندوق السفر والوناسة) بعد أن بنت المدارس ووفرت كافة متطلبات العملية التعليمية والتربوية.
أما الأغرب فهو دعوة الكاتب المحسنين للتبرع لهذا الصندوق؛ فالمسافرون من أجل الترفيه أهم من الفقراء وأولى من المحتاجين إلى كساء وأجدر من الشباب الذين يتطلعون إلى سكن!.
و(يا محلا الفنجان مع سيحة البال!).
-2-
قهوة بلا أم..!
** تفاعلاً مع مقالة سابقة لي كان عنوانها: (وبراً بوالدتي) أرسل لي أخي الشاعر الرقيق د. أحمد بن سعيِّد مقطوعة شعرية عنوانها: (قهوة بلا أم) وجاء في هذه المقطوعة الجميلة:
(ألا ليتها بقيت في الفناء وظلِّ حديقتي الزاهية
تُفتِّح قلبا كثغر الربيع وترشف فنجانها راضية
وياليتها شمَّت الياسمين، وعانقت الروض والساقية
وساقت لي المجد من إرث (قحطان) والطيب من أصل (تمامية)
ويا ليتها غرّدت بالضحكة الحلوة الصافية
ذكرت مساك أحلى مساء وأهناه يا أميَّ الغالية).
-3-
وقفات صيفية
** في عسير الاصطياف: خدمات:
* أتق مع سمو الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير الجميلة عندما قال: (إن الفعاليات الغنائية ليست من الفعاليات المهمة في مهرجان أبها الصيفي).
نعم هذا المنشط لا يشكل أهمية كبيرة في الجذب السياحي، فالناس يريدون خدمات جيدة، وسكناً ملائماً ومتنزهات وحدائق ترفيهية وأسواقاً متكاملة، وهذا موجود لمن يرغب بالاصطياف الداخلي.
انقطاع الكهرباء: لنفكر في غيرنا
* كم يؤلمنا انقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء في عدد من مناطق المملكة وبخاصة بعد اشتداد الصيف، وبدء الاختبارات.
الشركة اعترفت بزيادة الاستهلاك عن طاقة الشركة وحجم أحمالها.
بقي أن يفكر الآخرون الذين لم ينقطع عنهم الكهرباء أنهم أحد أسباب انقطاع الكهرباء عن غيرهم بسبب إسرافهم.
شيء من الترشيد منا جميعاً إن لم يكن من أجل جيوبنا فمن أجل إخواننا الذين يعانون من انقطاع التيار بسبب عدم كفاية الأحمال.
(أنت مو شايف اثنين)
* عفواً..هذه العبارة الأمية الركيكة جداً وغير المفهومة ليست من اختراعي ولكنها تصدرت إعلاناً لشركة الاتصالات!
هل ضاقت لغتنا العربية - يا شركتنا - عن استخدام لغتنا العربية في إعلاناتك بدلاً من هذه الكلمات العامية الركيكة التي يصعب إرسال رسالتك عن طريقها للمستهدفين بالخدمة لعاميتها ولعدم فهمها من الكثير من المشتركين.
-4-
لو أنصف الناس!
** (ثروات الدنيا تكفي لحاجات البشر لكنها لا تكفي لمطامعهم!).
لقد صدق الحكيم الذي قال هذه العبارة الخالدة..!
حقاً..
كم من إنسان لديه من الثروات ما يكفي الآلاف من الناس غذاء وكساء ومسكناً وحتى الكماليات!
وكم في المقابل ملايين الناس في هذه الدنيا لا يملكون قوت يومهم؟!
(لو أعطى الغني الفقير ما زاد عن حاجته، لما شكا الأول سقماً، ولما شكا الثاني جوعاً) كما يقول المنفلوطي رحمه الله.
لكنها أطماع البشر التي خلقها الله في نفوسهم ليميز المحسن من المقتر والكريم من البخيل، وطالب الأجر من المحروم منه..!.
الرياض 11499- ص.ب 40104
فاكس 014565576
hamad.alkadi@hotmail.com