في لقاء قصير جمعني - مؤخراً - بالناقد والكاتب الرياضي القدير الأستاذ تركي الناصر السديري دار النقاش بشكل خاص بحكم التخصص عن الرياضة السعودية ومواكبتها للتطور الذي تعيشه الدول المتقدمة رياضياً وخاصة في الدول الأوربية وجاءت معظم وجهات نظرنا متطابقة بشأن أهمية قطاع الرياضة الذي تحول إلى قطاع اقتصادي رئيسي ورافد من روافد الاقتصاد في الدول المتقدمة ولم تعد تقتصر الرياضة فقط على أهدافها السابقة التي تهدف إلى بناء الإنسان بدنياً ونفسياً واجتماعياً والمفهوم الجديد للرياضة هي صناعة تعتمد على الاستثمار المالي أساساً لها ولكن ليس على حساب أهدافها الأخرى ومنها الترفيه لكل طبقات المجتمع..! ودار النقاش عن أبرز المعوقات التي ما زالت تقف حائلاً في وجه الرياضة السعودية ومنها معوقات تشريعية تتمثل في الهيكل التنظيمي (العتيق) للرئاسة العامة لرعاية الشباب وكذلك الأنظمة ومنها على سبيل المثال نظام الجمعيات العمومية بالأندية بالإضافة إلى معوقات بشرية تتمثل في قلة تواجد الكوادر القيادية المتخصصة سواء (ممارسة أو شهادة) عن إدارات ولجان الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأخيراً معوقات تقنية ومنها غياب تقنية التواصل بين رعاية الشباب وفروعها من جهة وبين الرعاية والأندية من جهة أخرى في ظل وجود حضرة سعادة (الفاكس) الذي ما زال حاضراً بقوة في كل التعاملات الرسمية وفي زمن ثورة تقنية يستفيد منها أكبر أبنائي حسام وأصغرهم عبدالله وعمره خمس سنوات..!
إن النهوض بالرياضة السعودية والتي وللأسف أصبحت في نظر البعض كرة قدم فقط هي مسؤولية وطنية يتحملها الجميع وتتفاعل معها كافة فئات المجتمع فالرياضة لا تقل أهمية عن التعليم والصحة حينما يُنظر إليها على أنها الجانب المتكامل للتربية تعمل على تنمية الفرد وتكيفه جسمانيا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا.
والحقيقة كان النقاش مع أبوناصر الأستاذ تركي السديري طويل وشيق لم يقطعه إلا اتصال هاتفي من أم العيال تسأل (وينك) تراك تأخرت..!
أضعناها من بدري..!
الكثير من النقاد اختزلوا أسباب خسارة منتخبنا للتأهل مباشرة للمونديال من خلال مباراة منتخب كوريا الشمالية المتواضع لأسباب فنية ومن وجهة نظري أن ما حدث هو أكبر من ذلك بكثير نعم الأمور الفنية جزء منها لكن كرة القدم عامة والمنتخب السعودي خاصة هو جزء من المنظومة الرياضية والتي تشمل التخطيط والاعتمادات المالية والتجهيزات والكوادر الإدارية والفنية للرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي من أهم عناصر نجاحها العمل الجماعي المتكامل والتخطيط الدقيق والتطبيق الصحيح واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والخروج بأفضل الحلول والنتائج والمعالجات وذلك من خلال اختيار أنسب البدائل الكفيلة بتحقيق النجاح المطرز بالإنجاز وبأقل جهد ووقت ممكن وأي خلل في أحد عناصر تلك المنظومة سيؤدي للفشل لذا يجب أن تكون هناك مراجعة شاملة لتحديد مكامن القصور ليكون العلاج جذري وليس وقتي أو اختزاله في خطأ (فني)..!
صفاء القلوب لا يكفي..!
تحفظ سمو الأمير جلوي بن سعود على ما ورد في مقال الأسبوع الماضي في محله عندما يكون القصد التقليل من جهود الإدارات السابقة في النصر وخاصة ما قبل الاحتراف حينما كانت الأندية الكبيرة ميزانيتها لا تزيد على مليونين إلى ثلاثة ملايين وهي بالفعل الفترة التي تدار فيها الأندية بصفاء القلوب قبل الجيوب أما الآن ونحن في عصر الاحتراف والملايين فإنها لا تكفي بدون المال حتى لضمان البقاء في دوري المحترفين وليس تحقيق البطولات..!
نوافذ:
- التجديد الإداري من خلال كفاءات إدارية هو من أهم عوامل النجاح في تحقيق الإنجاز والنجاح المنشود والجهاز الإداري للمنتخب بقيادة الأستاذ فهد المصيبيح أخذ فرصته كاملة وآن الأوان لتكليف جهاز إداري جديد قبل مواجهة البحرين الحاسمة ليساهم في تجديد وتطوير العمل الإداري بالمنتخب خاصة في ظل وجود كوادر إدارية مؤهلة تنتظر الفرصة..!
- فرنسا لم تتأهل لمونديال 94م بأمريكا لكنها عادت في مونديال 98م بفرنسا أكثر قوة وتزعمت العالم وأوربا لذا فخسارة منتخبنا للتأهل إن حدثت لا سمح الله قد تكون (خيره) وعدم التأهل ليس عيباً عندما يكون فرصة لإعادة الحسابات من جديد وتصحيح الأخطاء التي تخفيها الانتصارات..!
- سلمان الغايب شاب سعودي طموح من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تمنعه الإعاقة من إدارة فريق لكرة القدم وقيادته فنياً من على كرسي متحرك إنها الإرادة القوية في حياة تحتاج إلى التحدي والصبر والمعاناة من أجل صنع المستحيل وعدم الاستسلام للإعاقة كما هي حال الشاب سلمان..!
- التشكيل الإداري للفئات السنية بالنصر جاء مواكباً لتطلعات النصراويين وذلك من خلال استقطاب الكوادر المؤهلة للأشراف على الفئات السنية بالنادي بدلاً من أصحاب (الفلاشات) ولاشك أن لمدير عام الكرة الكابتن سلمان القريني الدور الأبرز في ذلك التشكيل..!
- إذا تخطى مبلغ إعارة لاعب الاتفاق عبدالرحمن القحطاني الخمسة ملايين فإن إدارة النصر تكرر غلطة الإتحاد الذي لعب له بالإعارة وفشل وعادةً اللاعب الذي يفشل في إعارته الأولى من الصعوبة أن ينجح في الثانية خاصة وأن عوامل نجاحه في النصر أقل مما هي كانت متوفرة بالاتحاد..!
- يبقى منتخب الجزائر الشقيق المنتخب العربي الوحيد المؤهل للتواجد في مونديال جنوب إفريقيا فهو يقدم مستويات متميزة بقيادة مدربه الرائع رابح سعدان والفرصة ستكون متاحة أمام نجوم الجزائر المحترفين في أوربا لتكرار المستويات المشرفة لزملائهم في مونديال أسبانيا عام 82م بقيادة النجم الأخضر بلومي..!
للتواصل alzamil@cti.edu.sa
