خسارة الأخضر لفرصة التأهل المباشر إلى مونديال جنوب إفريقيا - وتأجيل ذلك إلى الملحق وما بعد الملحق، وهناك في الأمر قولان فقد نتأهل، وقد نغيب عن المشهد العالمي للمرة الأولى منذ إطلالتنا اللافتة في مونديال 94 - ليست وليدة التعادل مع كوريا الشمالية ولا أخطاء بوسيرو في مساء الأربعاء الحزين، بل تتجاوز ذلك إلى أمور كثيرة، وهنا لا بد أن نبحث عن هذه الأمور فالخسارة لم تعد جديدة فقد باتت منتخباتنا تخرج تباعاً بلا ذهب في البطولات الإقليمية والقارية والدولية، ومع كل خروج نقول إن الفوز قادم لا محالة وأن ما يحدث كبوة جواد لا أقل ولا أكثر.
وعلينا أيضاً ألا نركن إلى منجزات الماضي فقد مللنا من القول إننا أسياد آسياد وأن نجومنا هم صقورها ونحن الذين لم نرفع كأسها منذ عام 96 في أبوظبي، كما مللنا من إسباغ الألقاب والمسميات على نجوم قد يقدمون كل شيء لكنهم يغيبون ساعة الحسم!!
إذا أردنا أن يعود الأخضر إلى ماضيه التليد وأمجاده العظيمة فعلينا أن نقفل صفحات الماضي تماماً وأن نبدأ التخطيط من جديد من أجل الحاضر والمستقبل، وعلينا أيضاً أن نعرف الأسباب الحقيقية التي تعوق منتخباتنا الأربعة وتحد من انتصاراتها وتعطل تواصل إنجازاتها التي كانت ملء السمع والبصر في حقبة جميلة من تاريخ الرياضة السعودية، علينا أيضاً أن نراجع منافساتنا المحلية ومشاركتنا المرهقة في كل البطولات الإقليمية وهو ما أسهم في إرهاق اللاعبين وزاد من نسبة احتمال تعرضهم للإصابة، كما علينا أيضاً أن نعيد صياغة أسلوب العمل الإداري في الأندية التي تعد الأساس الذي يقوم عليه المنتخب، وفي لجان اتحاد الكرة التي تدير منافساتنا المختلفة، وهنا أذكر مثلاً أن جدول دوري المحترفين للموسم المقبل مثلاً لم يصدر بعد، وفيه يجب أن نتجاوز كل إشكاليات جداول الموسم السابقة وما تحفل به من تأجيل وتعجيل وتقديم وتأخير يضر بمستوى الدوري وفي شكله أيضاً وتوحي بأن الأهم لدى البعض هو أن ينتهي الدوري ويتوج بطله والسلام.
علينا أن نوحد حلول جذرية لكل العلل والأوجاع التي أرهقت الكرة السعودية، والمسؤولون لم يقصروا في الدعم وتهيئة السبل الكفيلة بذلك، أما إذا تركنا ذلك وعملنا بأسلوب الحلول الوقتية وإدارة الأزمات في كل المناسبات والظروف، فإننا قد نتجاوز الملحق، وقد نتجاوز ما بعد الملحق، ونصل إلى جنوب أفريقيا، لكننا قد نعود من هناك إلى نقطة البداية من جديد وهي النقطة التي ندور في فلكها منذ بلوغنا الدور الثاني من مونديال 94، ونبدأ في طرح حلولنا الوقتية ومسكناتنا سريعة المفعول سريعة النفاد، دون أن نتقدم قيد أنملة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
مراحل.. مراحل
* مع إيماني بأن الألقاب لا تقدم ولا تؤخر ولا تنفع ولا تضر، إلا أننا نعرف جميعاً أن لقب لاعب الهلال نواف التمياط كان الفتى الذهبي، لكن اللقب طار فجأة هذا الأسبوع إلى حسين عبدالغني!!
* تجربة سيول لم تمنع الأندية السعودية من تجربة اللاعبين الكوريين من جديد، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
* بعض الاتفاقيين اعتقدوا أن الهلال جدار قصير فراحوا يطلبون لاعبيه بأبخس الأثمان ويشترطون المبالغ المرتفعة عليه إذا طلب خدمات أي من لاعبي فريقهم، وعندما عاملهم بالمثل استغربوا واحتجوا ورفضوا، والهلاليون يشكرون إدارة ناديهم التي عرفت كيف تحفظ حقوقه وتتعامل مع من لا يحسن التعامل معه.
* مسفر القحطاني وأحمد الدوخي وحمد العيسى والطريدي والرهيب كلهم لاعبو ظهير يمين، تعاقد معهم الاتحاد خلال السنوات الأربع الأخيرة، والنتيجة للأربعة الأول لا تغيب عن ذي فطنة ويبقى الرهيب تحت المجهر فماذا سيقدم للعميد.
* الهجوم الذي يتعرض له ياسر القحطاني هذه الأيام شبيه بالهجوم الذي كان يتعرض له سامي الجابر طيلة مشواره الكروي.. فهل يصمد القناص كما صمد الأسطورة سامي الذي تزيد إنجازاته كلما زاد هجومهم عليه!!
* الصفقات الأخيرة قد تنهي الحظوة الجماهيرية الخاصة التي كان يحظى بها المهاجم الذي لم يحقق أي إنجاز (فعلي) في مشواره الكروي!!
* إذا كان الرجل (جباناً) فمن الأفضل له ألا يتحدث!!
* عندما نقول إن لاعباً (ما) هو سبب الخسارة فهذا يعني أنك تؤمن في عقلك الباطن بأن اللاعب نفسه هو سبب الفوز عندما يتحقق!!
* التحركات الأخيرة هل تحقق حلم السنوات (الطوال)؟
للتواصل: sa656as@yahoo.com