بني استاد سوكر سيتي في جنوب إفريقيا على شكل قدر ضخم يغلي فوق النار، ومن المتوقع أن يكون ملعباً لا ينسى في نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل وواحداً من أكثر المنشآت الرياضية في العالم روعة.
وتبلغ تكلفة بناء سوكر سيتي ثلاثة مليارات راند (373 مليون دولار) ويسع 94 ألف متفرج وهو استاد مميز يشبه ثمرة يقطين (القرع) مجوفة تستخدم كوعاء لغلي أو حمل الماء في مناطق كثيرة بالقارة الإفريقية.
وكانت ثمرة اليقطين بمثابة الملهم للون الخارجي للاستاد البرتقالي والبني بينما ستضيء سلسلة من المصابيح قاعدة المبنى كي تشبه النار أسفل القدر. وعند اكتمال بنائه في وقت لاحق هذا العام سيصبح سوكر سيتي أكبر استاد في إفريقيا.
ويحتوي الاستاد الذي سيستضيف نهائي كأس العالم في 11 يوليو - تموز 2010 على تكنولوجيا حديثة وسيتضمن أكثر من 150 مقصورة إدارية ذات رؤية رائعة لأرض الملعب وهي مريحة بالنسبة للمشجعين وتوفر أجواء عمل ممتازة لوسائل الإعلام.
واكتمل إنشاء مطعم يسع 300 شخص داخل الاستاد بالإضافة إلى أماكن لانتظار 15 ألف سيارة.
ويعمل ما بين 3000 و3500 عامل بناء ستة أيام في الأسبوع في موقع الاستاد بضواحي سويتو التي تبعد عشرة كيلومترات عن جوهانسبرج.
وقال رود بيرس مدير المشروع لرويترز إن أعمال البناء تسير وفقا للجدول الزمني المحدد رغم ارتفاع التكاليف نتيجة تغيّر سعر الصرف وسعر أعمال الصلب التي تم تصنيعها في إيطاليا وألمانيا. وأضاف بيرس (عندما يكتمل البناء لن يكون فقط مصدر فخر لجنوب إفريقيا، بل للقارة بأكملها). وتابع (سيكون علامة باهرة على ما يمكن لهذا البلد تحقيقه).
أعتقد أن هذا الاستاد يثبت أننا كمواطني جنوب إفريقيا وكأفارقة بوسعنا التنافس مع أفضل دول العالم من حيث ما يمكن أن يتم تحقيقه هنا).
ومضى قائلاً (لا يوجد أي سبب لنا كي نعتقد أنه لا يمكننا أن نماثل ما تستطيع كل دولة أخرى أن تقوم به. بكل وضوح هذا واحد من أروع الاستادات في العالم وسيمثل إرثاً باقياً لنهائيات كأس العالم من أجل الأجيال القادمة).
وبين اللمسات الأنيقة الأخرى في التصميم أن النوافذ والمقاعد اصطفت كي تشير نحو استادات كأس العالم الأخرى بجنوب إفريقيا وأيضاً نحو برلين التي استضافت نهائي كأس العالم 2006 .
وبني النفق الذي يربط بين غرف الملابس وأرض الملعب كي يشبه منجم الذهب من الداخل في تقدير لصناعة أدت إلى تطور جوهانسبرج لتصبح المدينة مصدر المهم للاقتصاد الإفريقي.
وثمة خطط لوضع نتيجة كل مباراة في كأس العالم على السطح الخارجي للاستاد في لفتة أخرى لأول نهائيات تُقام في القارة الإفريقية.
وبني استاد سوكر سيتي وهو يشبه إلى حد كبير استاد اليانز ارينا في ميونيخ في نفس موقع استاد فيرست ناشيونال بنك الشهير الذي كان علامة بارزة في سويتو والذي يتم دمج جزء منه الآن في الاستاد الجديد.
واستضاف الاستاد القديم كل المباريات الكبرى لجنوب إفريقيا ومن بينها فوز منتخب البلاد بكأس الأمم الإفريقية 1996 .
وفي 1990 توجه أكثر من 100 ألف شخص إلى هناك من أجل سماع دعوة نيلسون مانديلا الذي كان خرج لتوه من السجن إلى توحيد جنوب إفريقيا.
وبدأ العمل في بناء الاستاد الجديد في يناير - كانون الثاني 2007 ومن المتوقع أن يكتمل البناء في أكتوبر - تشرين الأول المقبل على أن ينتهي العمل في المنطقة المحيطة بنهاية العام.
ولن يستضيف سوكر سيتي فقط المباراة النهائية، بل المباراة الافتتاحية أيضاً بالإضافة إلى أربع مباريات في الدور الأول ومباراة في دور الستة عشر ومباراة في دور الثمانية.
وقال بيرس (الأعمال النهائية بدأت بالفعل. كل أعمال النجارة والزجاج والسطح الخارجي وتغطية الأرض جارية الآن. سيتم وضع العشب في أرض الملعب قريباً ورغم أنه سيستخدم بعد ذلك في مباريات الرجبي لكن الاستاد تم تشييده في الأصل كملعب لكرة القدم). وأضاف (إنه مشهد مذهل. هناك مبان هائلة في إفريقيا لكني أشك أن يكون إحداها بمثل هذه الروعة).