الجزيرة - جمال الحربي / تصوير - حسين الدوسري:
وقَّع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ومعالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان صباح أمس الأربعاء كرسي بحث الأمير سلطان بن سلمان لتطوير الكوادر الوطنية في السياحة والآثار.
وعقب التوقيع أكد سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المهمة الأساسية لقطاع السياحة هو خلق فرص عمل، والسياحة ليست فقط مهرجانات وفعاليات كما يعتقد الناس، بل هي مشروع اقتصادي متكامل، وأحد مخرجاتها الأساسية هي فرص العمل، وأضاف سموه أن السياحة من أكبر ثلاثة موفرين لفرص العمل في العالم كصناعة خدمات والسياحة كقطاع اقتصادي نموها يؤدي لنمو الطلب على المنتجات المحلية والخدمات مما يزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
وأضاف سموه أن العامين المقبلين سوف يشهدان تعزيز وجود السياحة الوطنية بالكامل كقطاع اقتصادي مترابط مع القطاعات الأخرى لذلك فنحن اليوم مهتمون لإحداث هذه النقلة ومن أهمها تفعيل دور القطاع الخاص وهو قطاع متفاعل بشكل كبير وينتظر فقط الإشارة من الدولة ممثلة في هيئة الآثار والسياحة لينطلق في مجال الاستثمار السياحي، مبيناً أن الشهور الستة المقبلة ستثبت أن القطاع الخاص سوف ينتهز الفرصة للدخول في سوق السياحة الوطنية.
وقال سموه إن المأمول من كلية السياحة والذي نسعى من أجله هو أن تخرّج كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود ليست فقط كلية لتخريج الطلبة بل نريد خريجي الكلية أن يكونوا مستثمرين في قطاع السياحة وأن يكونوا مهيئين للبدء في الاستثمار وسنقوم بتمويل كل خريج مستعد للاستثمار في هذا القطاع المهم وهناك صناديق لتمويلهم.. وأوضح سموه بأن الهيئة لديها خمسة صناديق مشتركة مع القطاعات ذات الاختصاص لتمويل هؤلاء المستثمرين الخريجين ومن ضمنها صندوق الموارد البشرية وصندوق التسليف للمشاريع الصغيرة.
وأكد سموه أن هيئة السياحة والآثار تعمل الآن بمخططات جديدة ومناطق جديدة مثل الاستثمار في القرى التراثية ونحتاج الكثير من أبناء المملكة لهذا المشروع وسيكون هناك فنادق تراثية ضمن الجمعيات التعاونية وسنشغل قطاع الشقق المفروشة حيث ستطرح وظائف جديدة لهذه المشاريع، وأبان سموه بأن الاستثمار في الفنادق والشقق المفروشة سيُدار من قبل شركات خاصة جديدة وستدير ما يقارب ألف مبنى مبدئياً.
وكشف سموه عن إنشاء برنامج جديد للتدريب في قطاع السياحة والآثار اسمه (يا هلا) متعلق بتدريب الخطوط الأمامية من الموظفين في المنشآت السياحية وسيعلن خلال نهاية هذا العام.وأكد سموه أن قطاع السياحة سيوفر أكثر من مليون ونصف المليون فرصة عمل إذا ما تم دعمه واحتضانه خلال الأعوام المقبلة.
وأوضح سموه أن عدداً كبيراً من المواطنين ينفقون الملايين أو المليارات التي تذهب للسياحة الخارجية مما يُعد خسارة كبيرة، مشيراً إلى أن مهمتنا الأساسية هي توطين هذه الاستثمارات وجزء من وقت المواطنين الذين يذهبون للسياحة خارج حدود الوطن.. ولن يكون هذا باستجداء المواطن أن يبقى في بلده ولكن بالمنافسة الحقيقية أن يكون منتج السياحة الوطني متكامل العناصر وجاذباً للمواطن لاختيار السياحة بوطنه وأن تكون المملكة إن لم تكن خياره الأول تكون أحد الثلاثة خيارات الأولى.
وأشار سموه إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار مرتبطة بكل القطاعات الاقتصادية والوزارات وليست منعزلة تعمل بمفردها وهي تعمل مع شركاء فاعلين.
وأبدى سموه سعادته بانعقاد المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار الذي يضم في عضويته ممثلين عن الخدمة المدنية ووزارة العمل وصندوق الموارد البشرية والقطاع الخاص وممثلي وكالات السفر والسياحة والخبراء المتميزين الذين تم اختيارهم من داخل المملكة وخارجها من أجل متابعة مسيرة الكلية ومناهجها ومخرجاتها ونشاطاتها وتقييمها بشكل حيادي حتى تنطلق بشكل متميز.. موضحاً أن هدفنا الرئيس من الكلية أن يكون خريجوها مؤهلين لسوق العمل الذي أصبح متوسعاً في مجال السياحة، ونحن نأمل أن يكون لدى الخريجين قدرات تؤهلهم لإنشاء شركات صغيرة مثل الفنادق الصغيرة وننقل الخريج من البحث عن وظيفة إلى خريج يمتلك عملاً خاصاً به ويصبح رجل أعمال أو سيدة أعمال من خلال تدربه مع شركات القطاع الخاص وليكونوا مستثمرين.
وأبان سموه أن الهيئة تسعى لكي تكون الشقق المفروشة قطاعاً استثمارياً جديداً موازياً ومنافساً لقطاع الفنادق ويضخ فرص عمل ونشوء شركات جديدة تدير هذه الشقق، وأعلن سموه عن (برنامج هلا) الذي يتعلق بتدريب الخطوط الأمامية في الاستقبال.
مشيراً إلى أن المملكة تجاوزت مرحلة قبول السياحة ونحن الآن في مرحلة تلبية مطالب المواطنين للخدمات السياحية.. فيما شكر معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان باسمه وكافة منسوبي الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على دعمه للجامعة وتمويل هذا الكرسي.. مضيفاً أن سموه يريد أن تكون مخرجات كلية السياحة والآثار نوعية جداً وقد طلب منا سموه مجموعة من الأشياء استجبنا لها منها إنشاء فندق حتى يكون مكاناً لتدريب طلاب كلية السياحة.. وبالفعل وقّعنا مع مجموعة بن لادن واتفقنا مع أحد المشغلين ليكون شريكاً في التأسيس.. مؤكداً أن هذا المبلغ هو حصيلة تبرعات برنامج كراسي البحث ضمن كراسي البحث الوقفية، مضيفاً أن مشروع هذا الفندق سيكون مردوده إيجابياً لدعم كراسي البحث فضلاً عن أنه مكان لتدريب طلاب كلية السياحة.
وأشار الدكتور العثمان إلى أن كرسي سموه هو أحد الكراسي التي ستساهم في إنشاء هذا الفندق حيث تم ترسيته وبدأ العمل فيه منذ شهر ومدة العقد 16 شهراً، مشدداً على حرص سمو الأمير على أن يكون خريجو هذه الكلية متميزين، ولذلك ينعقد اليوم المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار وحرص سموه على سد الفجوة بين من يعد القوى العاملة ومن يقوم بتوظيفها.. ونحن في جامعة الملك سعود استجبنا لكافة المطالب التي تخدم الناحية التعليمية والبحثية.
من جانبه قال عميد كلية السياحة والآثار الأستاذ الدكتور سعيد بن فايز السعيد إن الكرسي يهدف إلى تطوير الكوادر الوطنية في السياحة، والآثار وتوفير البيئة الملائمة للبحث والتطوير والإبداع في مجالات السياحة والآثار، وتبني مبادرات نوعية لأبحاث رائدة في مجالات السياحة والآثار، وربط مخرجات البحث العلمي بمتطلبات سوق العمل والإسهام في إثراء المعرفة، وكذلك زيادة نسبة الإسهام في الإنتاج العلمي العالمي والارتقاء بالإنتاجية العلمية والتقنية في مجال السياحة والآثار كماً ونوعاً بالإضافة إلى إثراء المكانة العلمية والبحثية للمملكة العربية السعودية على المستوى العالمي ودعم التنمية المستدامة والاقتصاد الوطني القائم على المعرفة وتعزيز ونشر ثقافة الإبداع والتطوير في ذات المجال إضافة إلى تقديم الاستشارات والدراسات الفنية للمؤسسات في القطاعين العام والخاص وتنمية مهارات طلاب كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود وتطوير مهارات العاملين في مجال السياحة والآثار واستثمار الكفاءات المميزة بالجامعة في مجالات الكرسي.