Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/06/2009 G Issue 13419
الخميس 02 رجب 1430   العدد  13419
هذرلوجيا
الحرب اللئيمة
سليمان الفليح

 

قد لا يعرف البعض أن الثمن البخس لفلسطين هو كمامات الغاز.. حينما تضايق الإنجليز من اختراع الألمان غاز الكلور السام في موقعة أيبر في الجبهة الغربية أبان الحرب العالمية الأولى وذلك تحديداً في (22 أبريل 1915)؛ وكان ثمة علماء يهود يعكفون سراً على صنع الكمامات الوقائية التي تقي من مفعول هذا السلاح الكيمائي الخطير الذي لا مفر منه، وبالطبع تقدم العلماء إياهم ونكاية بألمانيا بعقد مساومة لئيمة مع الإنجليز يقدمون بموجبها هذا الاختراع المذهل مقابل وعد بوطن قومي يجمع شتات اليهود في أرض الميعاد (فلسطين) وقد وعدهم الإنجليز بذلك فيما نفذ بعد وعرف بوعد (بلفور) المشئوم وبالطبع أضافت معاهدة فرساي نصاً بعدم استخدام الغاز السام وأيد ذلك في مؤتمر واشنطن 1922م.

****

وبالطبع أيضاً لم يتوقف العقل التدميري الشرير للإنسان البشري ضد أخيه الإنسان بل بدأ ذلك العقل يخترع السلاح الجرثومي الخبيث الأكثر والأشد ضراوة من السلاح الكيمائي وعكف على استخلاص الجراثيم من الكائنات الحيوانية كجرثومة البرولوزدا ومن الكائنات النباتية (البكتيريا والفطر والفيروسات) وأخذ يتقن تصنيعها ونشرها متى ما أراد مثل الغاز السام الذي استخدم في الحرب العالمية الأولى والذي لم يزل يستخدم رغم معاهدة فرساي ومؤتمر واشنطن، بل وعلى مؤتمرات السلام بل ضربت الدول المصنعة للأوبئة والجراثيم بكل القوانين الدولية عرض الحائط، فأخذت الدول المنتجة لوسائل الدمار (تخترع المرض) وتضخم بإعلامها خطره على الإنسان وتقوم من جانب آخر بعرض علاجه (المجهز) لديها سلفاً بقصد الاتجار بالموت تماماً كما كانت تلك الدول تفتعل الحروب بين الدول المسكينة والجاهلة لتبيعها السلاح، واليوم ها إننا نشهد نفس المسرحية تتكرر، إذ أخذوا يرعبوننا (بأنفلونزا خنازيرهم) ويبيعون لنا أجهزة الكشف والعلاج معاً.

فالعارفون ببواطن تاريخ الطب يقولون لنا إن هذا الوباء قد شيع منذ (1914م) وليس جديداً وهو تماماً كالجمرة الخبيثة التي روعونا - روعهم الله - بها سابقاً مع أن العارفين ببواطن تاريخ الطب يقولون أيضاً: إن الجمرة الخبيثة هي مرض قديم كان يصيب القصابين و(الدباغين) ومن يستخدمون فرش الحلاقة (القديمة) المصنوعة من شعر الحيوانات الملوثة ب (بزيرات باسيل الفحمية).

****

يبقى القول أخيراً من منا اليوم يستخدم فرش الحلاقة القديمة المصنوعة من شعر الحيوانات؟! ومن منا اليوم يقبل بل ويطيق حتى رؤية الخنزير ومن منا يعرف اليوم (دباغاً) يمارس هذه المهنة المنقرضة! إلا إذا كان (دباغنا) الحديث هي الدول إياها فذلك أمر آخر!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد