جدة - عبدالله الدماس:
انتقد الدكتور غازي القصيبي وزير العمل بعض وسائل الإعلام على وصفها بعض المهن بالدونية والتقليل من تلك المهن، وقال القصيبي لا يوجد إلا نوعات من العمل الحلال، والعمل الحرام واصحاب المهن الدونية هم المرتشون، وهم الذين تسببوا في حدوث الأزمة العالمية ودمروا اقتصاد مكتسبات العالم، أما شبابنا وأبناؤنا فهم رجال المستقبل وهم أصحاب المهن الرفيعة والشريفة.. ولا يوجد في مقياسي فرق بين عامل يبيع الخضار وبين رئيس مجلس الإدارة، وقال: إن أعظم شرف هو أن يبدأ الإنسان من أسفل السلم ثم ينتهي به في قمته، أن يجد الإنسان نفسه في قمة السلم هذا ليس إنجازا، لكن أن يبدأ تسلق السلم درجة درجة هذا هو الإنجاز الحقيقي. وأضاف: إنني أتطلع الليلة من خلالكم إلى المستقبل لأن تكون كل الوظائف في هذه البلاد بيد أبنائها السعوديين أمثالكم، أما أنتم في مجموعة صافولا فقد ضربتم المثل الأعلى وكنتم القدوة الحسنة، وأتمنى أن يحذو حذوكم جميع رجال ومجتمع الأعمال في المملكة.
وكان وزير العمل قد دشن الشراكة الاستراتيجية بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومجموعة صافولا لتأسيس المعهد السعودي للبيع بالتجزئة والتسويق في الروشان مول في هايبر بندة في جدة أمس الأول، بحضور أمين عام مجلس الوزراء عبدالرحمن السدحان ومحافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص، ورئيس مجلس مديري شركة العزيزية بندة عضو مجلس إدارة مجموعة صافولا موسى العمران وتعد هذه الشراكة الأكبر في الشرق الأوسط بين القطاع الحكومي والخاص، وتهدف إلى تدريب الشباب السعودي وتهيئته للعمل في مجال تجارة التجزئة والمساهمة في توطين الوظائف في هذا المجال الرائد عبر تدريبه وإيجاد كوادر سعودية متخصصة لتوظيفها في مجال البيع بالتجزئة.
ويختص المعهد بتدريب وتخريج كوادر مؤهلة في ثلاثة مستويات وظيفية من الشهادة الوطنية الأول مهارة البيع بالتجزئة، بائع، خدمة عملاء، كاشير، مستلم ومنسق بضائع، والثاني مشرف، والثالث مدير.
وبيّن الدكتور محمد أمين قشقري، الرئيس التنفيذي لقطاع التجزئة في مجموعة صافولا أن الهدف من إنشاء هذا المعهد التدريبي هو تأهيل جيل جديد من أبنائنا الأعزاء من خريجي المرحلة الثانوية والمرحلة المتوسطة للعمل في المجال التجاري وتزويدهم بسلاح العمل والمعرفة والمهارات الفنية التي يتطلبها سوق العمل إضافة إلى تزويدهم بالمهارات الأساسية اللازمة للحياة العملية.
وأكد الدكتور محمد أمين قشقري بأن صافولا ومن خبراتها الطويلة تؤمن بشكل كامل بأن التدريب الجيد والتطوير المستمر للموارد البشرية هو أهم عناصر النجاح، وأن هذه الغاية لا تتحقق على أكمل وجه إلا من خلال العمل المؤسساتي المشترك مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ذات الصلة. وهذا التوجه نابع من إيمانها العميق بأن التحديات التي تعترض خطط الدولة التنموية وطموحات القطاع الخاص لا يمكن أن يتغلب عليها طرف بمفرده. وأهم ما يميز هذا المعهد عن غيره هو استخدامه لمرافق المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمنتشرة في كافة أنحاء المملكة، وكذلك حصول المتدربين فيه على المكافأة الشهرية الممنوحة للمتدريبن في البرامج المهنية الأخرى التي تقدمها المؤسسة بجانب اعتماد شهادات إكمال برامج التدريب التي ستمنح للمتدربين، بينما تضطلع صافولا بمسؤولية إدارة وتشغيل المعهد، حيث تقدم مجموعة صافولا خبراتها المتراكمة في تدريب الكوادر السعودية للعمل في قطاع التجزئة والتي اكتسبتها من خلال تدريبها وتوظيفها للآلاف من الشباب السعودي الذين يعملون حالياً في أسواق بندة وهايبر بندة. وخلال الزيارة اطلع وزير العمل غازي القصيبي على آلية وبرامج التدريب في كل من أقسام الخضار والأجربان واللحوم والمخبز وتصفيف البضائع والإلكترونيات ومحاسبة المبيعات بالإضافة إلى شرح مبسط عن آلية القبول في المعهد، وقد أشاد صاحب المعالي الدكتور غازي القصيبي بما شاهده خلال زيارته التي شملت جميع أقسام الهايبر ماركت التي اطلع خلالها على آليات التدريب المنظم على رأس العمل التي يتم تطبيقها في المعهد السعودي للبيع بالتجزئة، حيث تعتمد على تخصيص مدرب ممارس في كل قسم لتدريب المتدربين ونقل خبراته لهم من خلال الممارسة العملية للمهارات والجدارات التي تم تدريبهم عليها في المعهد. كما أشاد معاليه بمستوى التدريب في المعهد وذلك بعد لقائه مع متدربي ومنسوبي المعهد. من جانبه عبر معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص عن سعادته بهذا التعاون مع مجموعة صافولا التي تعد من أكبر الشركات المتخصصة في مجال الصناعات الغذائية وتجارة التجزئة.
وأكد الدكتور الغفيص بأن المؤسسة ماضية في توجهها في مد جسور التعاون مع منشآت القطاع الخاص من خلال إنشاء معاهد التدريب وتنفيذ برامج التدريب المشترك في كافة المهن التي تحتاجها هذه المنشآت، مبيناً أن التدريب المشترك يعد أحد أنماط التدريب الحديثة التي انتهجتها المؤسسة بعد أن نفذتها الكثير من الدول المتقدمة لتأهيل القوى العاملة الوطنية لسوق العمل وأثبت نجاحه وفعاليته، متمنياً أن يستفيد شباب الوطن من كافة البرامج التدريبية المتاحة.
