Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/06/2009 G Issue 13419
الخميس 02 رجب 1430   العدد  13419
المنشود
وعن الضبان والنسور أحدثكم!!
رقية سليمان الهويريني

 

أثار مقال (هل تتزوجين وافدا؟) امتعاضَ مجموعة كبيرة من القراء، وذلك بسبب تشبيه صاحبة المنشود أشكال بعض الرجال وتصرفاتهم بأنواع الزواحف والجوارح والكواسر والسباع.

ولم تكن الكاتبة تدرك حساسية الأمر وقسوته إلا حين تلقت كما هائلا من الرسائل تضمنت ما بين عتب لطيف وسبّ غليظ وتشكيك في وطنيتها، برغم أنها كانت تحاور بناتها وأخواتها بهدف معالجة مشكلة العنوسة وسلبياتها.

والاعتراض مردود، حين يُعلم أن إيراد التشبيه كان بسبب الغيرة على بنات جنسي من السيدات! فحين يخرج رجل في وسائل الإعلام متبجحا دون اعتبار لجرح مشاعرنا بقوله (تزوجنا من الخارج لتحسين النسل) فإن ذلك يعني أن السيدة السعودية تتسبب بكارثة في نوع النسل، غير داهية شكل ذلك الرجل! ولا يتوقف الأمر على التصريح الجارح لمشاعرنا بل تتبعه قهقهة وسخرية ولمزٌ بما يدعوني للقول: عدال يا مهند لا يطق فيك عرق من الضحك والتهكم! والحق أن الجمال الحقيقي الشامل بتفاصيله في بلدنا يفوق ملاغة البياض عند بعض الجنسيات، مع احترامي للشخصيات. ولكن حين ندخل في مقارنة فإن بياض البشرة ليس مؤشرا وحيدا على الجمال وإنما هناك مقومات أخرى، وأنا أعني ما أقول! ولكن يبدو أن المقال قد لامس جرحا لدى الرجال برغم أنهم يطلقون على بعضهم صفات الحيوانات تلقائيا وبانشراح مثل كلمة فلان (ذيب) وآخر (أسد) وثالث (جمل) ورابع (حصان)عدا عن بعض أسماء الجوارح والكواسر كالتشبيه بالصقر والعقاب والنسر. وهو ما أوردته في مقالي وأضفت عليها الضب الذي قد يكون إشارة لتحمله الصعاب وهجير الصحراء وصبره عن الماء ومجالدته لبعض أنواع العنف والأذى ممن يتسلون بصيده. ولا أحسب أن رجلا يتعفف عن هذه الصفات الجميلة. بل لا أشك أن رجلا يستنكف أن يشبَّه بالنسر أو البازي ذلك الطائر الذي يحمي أسرته ويسعى لإعاشتها وإطعامها من كسبه، وتذهب روحه فداء أمام من يحاول افتراسها أو إلحاق الأذى بها، فيوظف مخالبه لحمايتها والذود عن صغاره. وهي صفات سامية أتمنى من أبناء بلدي الاتصاف بها، بل إنها قد تميزهم عن غيرهم إذا وضعت في إطارها الحقيقي فضلا عن الغيرة التي تنطوي عليها نفوسهم الأبية، والعقيدة التي أرجو من الله أن تحفظهم من الزلل.

ولا يعني التشبيه المذكور انتقاصا من حقهم، برغم أني أتمنى أن يأخذ الرجل من تلك الصفات البديعة ما يجمّله في عين زوجته.

فحين يتطلب الأمر القوة فليتمثل بهيئة الأسد في عنفوانه وقوته، أو بصورة النسر حين تحتاج حمايته، وبالجمل في صبره على المكاره وتحمله الصعاب، ولا يمنع أن يكون في أحيان كثيرة كالكناري والبلابل والكروان بأصواتها العذبة، أو حملا وديعا في رقته وهدوئه، وأرجو أن لا يتمثل بشكل الديك حتى لا تحاكيه المرأة وتعبث بنفسها وتتحول بدورها لدجاجة! كما لا يكون ببغاء يردد كلاما دون فهم لأبعاده. وشأنه أن يكون طاووسا يفرد ريشه الملون حين يكون ناجحا ومبدعا ومتميزاً وجديرا. وحق له ذلك!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد