إن عظمة الأمم تكمن في تلك القيم والمثل التي يتحلى بها رأس الدولة وزعيم الأمة.. فيستقى منها الحكمة والصلاح والعمل والإنجاز والبناء والعدل والخير.. تلك المزايا العظيمة هي من صفات وخصائص زعماء قل أن يجود الزمان بمثلهم.. منهم بلا جدال ملك هذه البلاد وقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وأبقاه قدوة وقائداً وملكاً ووالداً رسخ في شعبه وأمته القيم الخالدة المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف.في الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد حكم هذه المملكة العظيمة.. اختزل - حفظه الله - في أربع سنوات أحقاب من الزمن في مشاريع إنسانية وخدمية وحضارية حتى وكأنه يسابق الزمن فينجز لوطنه ما لم تنجزه أمم أخرى في أربعين عاما وليس في أربعة أعوام.. إن الحقائق لتنطق وإن الواقع ليتكلم.. فعمله مجسداً في كل شبر في أرجاء الوطن.. حتى أمتيه الإسلامية والعربية لم يخذلهما وأمدهما بكل أنواع الدعم حتى ولو كان في النفس خصاصة.الملوك التاريخيون.. هم الملوك المخلدون في سفر التاريخ.. وهم تحديدا من نذروا أنفسهم في سبيل مبادئهم وبلادهم وأمتهم.. بل ومجتمعهم الإنساني بكل أطيافه وأديانه ومكوناته.. فكم نحن السعوديين فخورين بهذا الأب القائد القدوة والملك الإنسان.. أطال الله عمره وسدد خطاه ونصره وآزره إن الله على كل شيء قدير.
الملحق الساخن!!..
مباراتنا مع المنتخب الكوري الشمالي كانت ملء اليد ورهن القدم.. وكنا سنقضي صيفا (بارداً) ممتعا في نزل جميل.. وإذا بأبوابه توصد أمامنا بعد تسعين دقيقة من خيبة كبيرة عشناها وكأنها دهراً.. فقد أصبحنا مكسوري الخاطر مجهوضي الجناح.. لنفيق من حلمنا الوردي ومن ذلك النزل الرحيب والبديع الذي أوشكنا دخوله.. وندخل مجبورين إلى ملحق يعج بالحرارة والرطوبة وضيق النفس - بتشديد النون وفتح الفاء - وضيقة النفس - بفتح النون وتسكين الفاء..
هذا وبعد الخسارة بالتعادل أصبح لدينا ستة وعشرون مليون مدرب ومحلل.. وكل ينوح على ليلاه.. فهذا يريد أن يبرئ ساحة لاعب ناديه المتهالك.. وآخر يوزع التهم على لاعبي المنتخب وهو لا يملك في المنتخب لا ناقة ولا جمل.. و(ضجة) كبيرة جداً من قبل الشارع الرياضي ولا يهون المحللون في الصحف وفي الفضائيات وأصبح الوضع سمك لبن تمر هندي.. ومع ذلك فقد خذلنا اللاعبون وبيسيرو الجبان.. فاللاعبون الذين ظهروا بمظهر لائق وفعال وقدموا كل إمكاناتهم هم بوضوح الحارس وليد عبدالله ومعه قلب الدفاع أسامة هوساوي والظهير شهيل وفي الوسط برز أبو عمر حسين عبدالغني ويبدو أن احترافه السويسري قد أثمر فيه.. إضافة إلى المقاتل الصقر نايف هزازي هؤلاء يشكرون فقد قدموا كل ما يستطيعون..أما أصحاب المستوى المقبول فقد كانوا عبدالرحمن وياسر القحطانيين والزوري والشلهوب بعد نزوله... وأستغرب حقيقية إلقاء ملامة مضللة وكاذبة على ياسر فقد قدم مباراة جيدة وهدّف وحاول وليس ذنب ياسر أن الكوريين يملكون حارساً متميزاً.. ونصيحة لياسر أن لا يلق لهم بالا فهؤلاء يقتاتون بالتطفل على الكبار وليس همهم منتخب أو غيره..
أما أصحاب المستوى غير المقنع ولا أقول السيئ فهم اللاعبون محمد نور وخالد عزيز قبل خروجه وصاحب العبدالله بعد نزوله.. هؤلاء يجب أن تقدم لهم خطابات شكر ويُسرحون من المنتخب وبدون (ليه).... هذا وبعد خروجنا على يد هؤلاء (النشاما) ومدربهم (الشجاع) نأمل أن نجد أمامنا في الملحق حسن معاذ وتيسير الجاسم وأحمد عطيف إضافة إلى أصحاب المستوى الأول اللاعبون عبدالغني وهوساوي وهزازي وشهيل واستكمالهم بالقحطانيين ياسر وعبدالرحمن وطبعا بوجود العملاق وليد العبد الله وأسامة المولد في حالة شفائه إن شاء الله...
أما من توسمنا العطاء منهم وخذلونا فلا يستحقون البقاء في شرف قائمة المنتخب الوطني على الإطلاق.. وقد اتضحت الأمور وجف القلم وطويت الصحف.. والله المستعان على ما يفعلون.
منتخب الوطنية والإيمان!!
هناك شيلة أو حسب ما يسميها إخواننا المصريون (طأطوأة) والطقطوقة المصرية طويلة جدا يقول مطلعها: (حمص حمص دا اللي ما ينقص ع النار يرقص.. اللي شاف حمص ولا كلش حب وأتلوع ولا طال شي) ويعني بائع الحمص يقول إن بضاعته من الحمص ما تنقص وهي دافئة دائماً فوق النار.. والذي رأى الحمص ولم يأكل منه مثل المحب الذي يتلوع بالحبيب ومع ذلك ما استطاع الوصول إلى ذلك الحبيب....
ثم تنتهي الطقطوقة الطويلة والنهاية بأذان الفجر إذ يصدح المؤذن قائلا: الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر... الأذان..
حمص هذا لم يعد طعاما.. بل أصبح هنا لاعبا أخرجنا من أحزاننا على منتخبنا للفرحة بفوز منتخب الوطنية الصرفة والإيمان العميق.. الكل شاهد عندما سجد الفريق بأكمله حمداً وشكرا لله كم كان رائعا ذلك المشهد.. أبطال أرض الكنانة تغلبوا بكل جدارة ورجولة على بطل كأس العالم ضمن منافسة بطولة القارات التي تقام في جنوب إفريقيا.. بهدف سجله لاعب احتياط لم يكن على البال ولا على الخاطر وهو اللاعب محمد حمص الأسواني لاعب نادي الإسماعيلي المصري.. لتستمر الملحمة لنهاية المباراة.. ولتبق ليلة عمر لكل الشعب المصري الشقيق والعربي من الخليج إلى المحيط.. وليعجب الغرب من هؤلاء الذين يسجدون تجاه مكة المكرمة وما يفعله الإيمان بهم وهذا ما عبرت عنه الصحف الإيطالية قبل اللقاء وحذرت من المنتخب الذي يسجد لاعبوه تجاه مكة المكرمة.. وفي كل كلامهم يذكرون الله بالكلمة الشهيرة (إن شاء الله).. هكذا تحدثت الصحافة الإيطالية محذرة منهم.. وقد صدق حدس الصحفيين الإيطاليين وفاز منتخب مصر.. مبروك لمنتخب الوطنية والإيمان فوزهم.. ونتمنى مواصلة التألق والمتعة من أبناء أرض الكنانة.
نبضات!!
* هناك حراك يدور حول توقيع اتحاد الكرة السعودي مع شركة زين للاتصالات وهذا الأمر معمول به في أوروبا.. فالشركات الراعية الرئيسية لهم الصدر والظهر.. بينما الكتفان لراعي الدوري إذا أراد استثماره.. فالدوري الإنجليزي يرعاه بنك (باركليز) واسمه دوري باركليز وشعاره على أكتاف اللاعبين ولا شأن للشركات الراعية الأخرى للأندية بمساحة الكتفين.. فالصدر والظهر لها وأما الأكتاف فللشركة الراعية للدوري.. وقضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتون!!
* إخواننا وأحباؤنا نقاد مصر (الكرويين) لديهم توجه غير جيد في نظري.. فحين يفوز المنتخب المصري الشقيق.. تجد التعليقات تتحور وتتمحور في (فرعون) وسلالته.. مثل (الفراعنة سجلوا) - (الفراعنة كسروا الدنيا) - (الفراعنة بطشوا بالبرازيل وحطموا الطليان)..الخ.. وحين الهزيمة يرجع منتخب الفراعنة إلى منتخب مصري واللاعبون يعودون إلى مصريين والمدرب من فرعوني إلى مصري.. وهذا ليس لائقاً بأمة إسلامية وعربية ومصرية رئيسة وعريقة.. وجهة نظر يا ليت يتقبلها الأشقاء!!
* ذهلت وأصبت والله بنوبة حادة من التقزز والغثيان وأنا اقرأ صبيحة مباراتنا مع كوريا الشمالية لأحدهم وفي جريدة كانت محترمة حولوها لغثائهم وثغائهم بمقال ركيك في المبنى والمعنى ولا تسمعه والله حتى في الشارع حيث يدافع عن ناديه العاصمي دون مبرر إلا ضيق في الأفق وقلة في العقل وانغماسا في التعصب وتقوقع على الذات الكريهة وانغماسا في التوحد المرضي ونقصا في إدراك الأمور.. فمتى يستيقظ مثل هذا المعتوه؟!! والكارثة أن أمثاله كثير... فخسارة تلك المطبوعة أن تتردى وعبر تاريخها الطويل لم تصل لمثل هذا الحال من قبل..!!