Al Jazirah NewsPaper Monday  22/06/2009 G Issue 13416
الأثنين 29 جمادىالآخرة 1430   العدد  13416
الوصل بمبضع جراح!
فهد العجلان

 

العلاقة الإنسانية تمثل الخيط الناظم في تأسيس منهج الحياة، وفي الوقت الذي تنتج فيه العلوم الإنسانية نظريات تعمق الانفصال بين الشعوب والأمم كنظريات صدام الحضارات ونهاية التاريخ، تقدم المملكة العربية السعودية فريق الإنسانية المتخصص في فصل التوائم السياميين ليتحول مبضع فصل الجراح فيه إلى مبضع وصل إنساني، هذا المبضع يساهم اليوم في تأسيس مفهوم جديد يمكن وصفه بالمسؤولية المجتمعية تجاه الإنسانية أجمع، وهو درس إنساني تترسم معالمه في أرض جديدة لم تطأها تجارب العرب والمسلمين قط. 23 عملية جراحية هي رصيد هذا الفريق، كان آخرها 13 ساعة أمضاها الفريق المبارك أمس الأول في فصل التوأمتين المغربيتين (عزيزة وسعيدة). والدا الطفلتين رفعا أيديهما بعد نجاح العملية المعقّدة بالدعاء لله بحفظ هذه البلاد وقائدها الإنسان وشعبها الوفي على نجاح العملية الباهر الذي شهده العالم على الهواء مباشرة. تاريخ هذه العمليات يعود بنا إلى عملية التوأمتين البولنديتين التي غرست في قلوب البولنديين حقيقة هذا الدين الإسلامي العظيم وسماحة أهله وتسامحهم، جسدت تلك الحقيقة عجائز بولنديات في ساحة الحرية بمدينة بيدغوتش أثناء استقبالهن للدكتور عبدالله الربيعة في زيارته لبولندا؛ فقد كانت أعين العجائز تهطل بمطر القلوب وهن يسمعن اسم عبدالله بن عبدالعزيز في خطاب الاحتفال الذي أقامته صحيفة (غازيتا فيبورتشا).

هذا العمل الإنساني الذي أسس بذوره المليك الإنسان لم يساهم في غرس الخير والعطاء لمن يحتاجه في شرق الأرض وغربها وجنوبها وشمالها فقط بل أسس سفارة إنسانية تدعم وتوضح صورة الجاليات العربية والإسلامية بالدفاع عن ثقافتها ودينها وتدفع شبهات الوحشية واللاإنسانية التي يروجها أعداؤها ضدها، سفراء الإنسانية هم هذا الفريق الإنساني الذي يفصل التوائم ليصل قلوب أهل الأرض جميعاً بحقيقة عطاء هذا البلد الطاهر وحب قيادته وأهله للخير لكل البشرية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد