Al Jazirah NewsPaper Monday  22/06/2009 G Issue 13416
الأثنين 29 جمادىالآخرة 1430   العدد  13416
استقبل الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء
المليك: ما أنا إلا فردٌ منكم وإليكم يسرني ما يسركم ويؤلمني ما يؤلمكم.. وإن شاء الله الأيام المقبلة فيها الخير والبركة

 

جدة - واس:

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر السلام أمس أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء.

كما استقبل - أيده الله - أصحاب الفضيلة العلماء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه - رعاه الله - وتهنئته بمناسبة مرور أربع سنوات على توليه مقاليد الحكم.

وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها. عقب ذلك تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. ثم ألقى الأستاذ عبد المقصود خوجة كلمة قال فيها: خادم الحرمين الشريفين

بنهاية السنة الرابعة، ومشارف السنة الخامسة من سنوات النور في ظل قيادتكم الحكيمة تأتي هذه الكلمات: إن كان شرف الحضور غاية أمامكم، فإن عبء الوقوف مسؤولية.

عودتمونا على كل شيء ينقش الوسطية في ربوع الوطن، بتقاسيم الزمن الجديد، لا بمعايير النظام العالمي الحديث، فتعلمنا كيف نرى الواقع بعين الرضا، وكيف نهزم اليأس بنصل العمل، وكيف نرى الضوء والقوة موازنة بين الرحمة وروح المسؤولية، وكيف نرى الضعف بثوب الكبرياء.

بساطتكم كشفت لنا عن ساق النظام الإسلامي القديم، يوم تتلاشى الضغائن، وتتساقط الصغائر، ويصبح الهم الوطني هو الأكبر.

معكم وقفنا على أعتاب مرحلة جديدة في علاقة ولي الأمر بالرعية، لم تبدأ فقط يوم نفضتم الغبار عن عشة في شميسي الرياض، أو يوم أبكتكم كلمات طفلة يتيمة أذلتها الإعاقة، فحبستم الفقر بصندوق الإحسان وهزمتم الإعاقة بحملات الصحة والوعي، وبنيتم صروحاً للعلم في صحراء غير ذي زرع، فنبتت واحة ثول الجامعية، وأرسيتم قاعدتها التعليمية يفد إليها طلاب العلم من الداخل والخارج.

لكن العلاقة نبعت هناك في طفولة لم تعرف الوهن، غرستم قوافي الأصالة، وعروبة الانتماء، وواقع التضحية، فحددتم منهج العمل من خلال أجندة لا تعرف تمييزاً لفظياً أو روحياً أو لونياً، لأن معاييركم واضحة، ميزانها العدالة وأساسها الإيمان والمحبة الصادقة والإخلاص في القول والعمل.هكذا توجت كلماتكم لقاء الإخاء الإسلامي (لا تتحقق الوحدة بالمتفجرات ولا أنهار الدماء كما يزعم المارقون والضالون).

ووأدتم هناك في الكويت التخاصم بشفافية المصالحة، فعزلتم الضغينة في بحر الخلاقات، وردمتم هوة التجاذبات، وأرسيتم بالمصافحة دعائم العفو عند المقدرة.

وأدتم كل الخلاقات وكنتم أكبر من ذلك وإدراككم قيمة المكان وعظمة الزمان، ففي شهر الله المحرم استحلفتم القادة بالله ثم باسم الشهداء والنساء وباسم الدم المسفوح، أن ينأوا عن الخلافات، وأن يرتفعوا عن الخصامات، ويسموا على الذات، لتتحقق مصالحة ورفعة بلا انتكاسات. علمتمونا أن السلام مبادرة لا ترهق الطاولة، لكنها لا تتحمل التطويل ولا المساومة. وشرحتم لنا أن الطرح العربي أصيل، لكنه خريطة طريق لا تحب المقامرة.

هناك خاطبتم قلوباً عربية طالما تذكرت صهيل خيول الناصر صلاح الدين، علمتمونا متى نطأطئ السلاح، ومتى نرفع غصن الزيتون، بلا جرح للكرامة ونزف للكبرياء.

وأهديتمونا لغة لا تعرف الانكسار، وسبقاً لا تحسبه المواصفات والعواصف من جنوب أو شمال، فبقيت هاماتنا مرفوعة، وأجسادنا في الأرض مزروعة، لا تخشى يوم الكر ولا تعرف ساعة الفر. وسلحتم المرأة بالعلم والبحوث لمحاربة الجهل، وأهديتموها ذخيرة العفة والكرامة، حتى قهرت أصنام الخوف، فشاهدها العالم في ثوب الطبيبة والعالمة والمهندسة والخبيرة، وها هي تنضم لكوكبة الذين بدأتم بهم عهداً للإصلاحات لمواكبة العالم الأول. ولم تعرفوا للتقنية بابا إلاّ طرقتموه، وخاطبتموه، حتى النانو لم تتناسوه، فأسستم له منارة واستقدمتم له جدارة.

هدفكم في الحياة خدمة لا تقدم إلاّ بشرف العمل، وشرف لا ترويه إلاّ خدمة الحرمين الشريفين، وبين الشرف والعمل شيدتم بأيديكم (فنارة) إرشاد للتائهين في بحر لجي، من استدل بها نجى ومن حاد عنها زاغ، قلتم إنه (لا سبيل لنجاة ونهضة للأمة الإسلامية إلاّ بطهر الروح والعقل من فساد الفكر المنادي للتكفير وسفك الدماء وتدمير المجتمعات).

اليوم إن أفضنا قولاً فمن طلعتكم، وإن تناسينا فضلاً فالعفو من شيمتكم.

وإن كانت الدنيا ساعة فإن حق ولايتكم علينا السمع والطاعة، فمن مات بلا عهد خاب وإن أدرك الضوء أصاب. اليوم يا خادم الحرمين الشريفين التهنئة عفواً ليست لكم، لنا أدامكم الله وأبقى ولي عهدكم - إن شاء الله - عائداً لوطنه بسلامته ورعايته، وعضدكما النائب الثاني.. يا طويل العمر قد استأمرتم علينا وخير ما استأمرتم علينا أميرنا أشاع بيننا أقوالكم الحكيمة التي نسجت من أصل الحكمة لا حاكم ولا محكوم ولا ظالم ولا مظلوم ولا حارم ولا محروم الحمد لك والشكر من الحمد، عشتم وطبتم، طابت لكم الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ثم ألقى شيخ شمل آل مشبب بالعلايا الشيخ عوض القرني كلمة قال فيها: (كل مناسبة كهذه تأخذنا على الفور لذكرى مؤسس هذا الكيان وباني أمجاده والد الجميع جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته وأمطر على قبره شآبيب رحمته).

وأضاف يقول: (عندما وافاه الأجل المحتوم أتى أبناؤه البررة العظام أشقاؤك ليكملوا المسيرة واحداً تلو سابقه والذي يليه، وفق النهج والمنهجية لم يحيدوا عن نهجه - رحمهم الله جميعاً - ولكل منهم خاصيته فيما أدى وإنجازاته ومكارم هباته واعطياته). إثر ذلك ألقى الشاعران مطر عيد القحطاني ومحمد أحمد محمد المالكي قصيدتين بهذه المناسبة بين يدي خادم الحرمين الشريفين.

ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الكلمة التالية: (بسم الله الرحمن الرحيم.. يا إخوان.. ما عندي لكم إلاّ الشكر، وأتمنى لكم التوفيق، وما أنا إلاّ فرد منكم وإليكم، يسرني ما يسركم ويؤلمني ما يؤلمكم. هذا من الرب - عز وجل - أن وفقني وأديت بعض ما يخطر على بالي، و- إن شاء الله - الأيام المقبلة فيها الخير وفيها البركة. أتمنى لكم التوفيق وأتمنى لكل الشعب السعودي الصحة والعافية والهناء وشكراً لكم وإلى اللقاء - إن شاء الله - في أيام مقبلة.

حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز مستشار سمو وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الأمير حمود بن سعود بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مشهور بن مساعد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد