التتابع هو إحدى مسابقات الجري التي يشارك فيها أربعة لاعبين للظفر بالمركز الأول إلا أن لاعبنا اليوم فائز بأربع سنين من العمل الدؤوب واختراق مساحات الزمان والمكان يرسم وينفذ تطلعاته لوطنه وشعبه ومتابعة على أرض الواقع تحقيقاً لطموح لا محدود في الزمن المحدود يقول:
(أيها الإخوة.. إنني إذ اتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة أستمد العون من الله -عز وجل- وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- واتبعه من بعده أبناؤه الكرام -رحمهم الله- وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء).
هكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في ذكرى بيعته المباركة الرابعة هو عملاق صامد وهامة شامخة وقائد فذ رسخ معاني سامية كثيرة في ساحات العمل الوطني داخلياً وخارجياً أنا وفي ذكرى هذا اليوم ومع تجديد البيعة لا بد لي أن أسطر قليلاً من كثير رسمه وسطره -هو- حفظه الله في صفحات التاريخ الذي يخلد أعمال العظماء.
(عبدالله بن عبدالعزيز) رجل السلام والإنسانية في حدود الوطن التي هي حدود قلبية وعقله طاف أرجاء الوطن يتلمس حاجة أبناء شعبه رسم ونفذ مشاريع عملاقة، مدن اقتصادية وصروح جامعية ومنشآت صناعية وبنى تحتية هي تروس في عجلة يقودها للنماء والتطور والازدهار، هذا العطاء المتواصل في تنمية ورفعة الوطن لم يغب عن باله الرسالة الأسمى لهذا الكيان في علو راية الدين وخدمة مقدساته وقاصديها في حج أو عمرة فكانت مشاريع وتطوير المشاعر المقدسة وخدماتها صروحاً تعانق السماء حتى أصبح جزء من وقت نسك هؤلاء الزائرين هو الانبهار بهذه الإنجازات المعجزة وأصبح ذلك الشقاء الذي يصل بعض الأحيان إلى حد الموت في أداء هذه النسك ماضياً غار بلا رجعة وأصبحت رحلة ذلك العجوز من أقاصي الأرض جزءاً من رحلة مليئة بالطمأنينة والراحة والمتعة، هذه المشاريع ليس لها أهداف مادية أو ربحية هي فقط خدمة لهذه المقدسات ولهذا الأخ المسلم القادم من أصقاع المعمورة.
وعلى الجانب الآخر وامتداداً لهذه الرسالة أيقن ببعد نظر ثاقب أن الإسلام دين السلام ودين القيم والمبادئ ودين التسامح لا يمكن أن يكون رهينة لمن حاول اختطافه وانحرافه عن المنهج القويم السليم حتى كانت دعوته إلى الحوار العالمي لما فيه خير الإنسانية في الشرق والغرب في الشمال والجنوب وهو لا يزال يرعى ويتابع هذه الدعوة.إذاً هو ذا الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، عندما يكون راسخاً في ثقته بالله وآماله وطموحاته يرسم طريق النجاح بإبهار وحكمة.. ها هو حين كان هناك من يتربص بهذه الأمة لمزيدٍ من الشقاق والانقسام، فجر في وجه الأعداء دعوة المصالحة العربية (ليس لأنه يشعر بالضعف ولكن لإيمانه بقدر هذه الأمة في توحدها، كيف لا وهو صاحب الشيم وأن التسامح من شيم الكبار) وكما هو دائماً لا يحب أن يأتي متأخراً هو دائماً في الطليعة ما دام العمل فيه خيراً لهذه الأمة.
وفي الجانب العالمي من اهتماماته نجد الدور الأبرز في نظرته لخير العالم وتطلعه إلى الحلول المناسبة للأزمات الاقتصادية والمالية، فعلى الرغم من أن اقتصاد المملكة يقوم في جله على سلعة واحدة وهي البترول ومشتقاته إلا أنه لم يغفل مصلحة الاقتصاد العالمي بأسعار معقولة لسعر البترول وجمع ساسة كبار واقتصاديين وخبراء مال في جدة لبحث أنجح السبل للوصول بسعر معقول إلى منتج البرميل الواحد من البترول، وحين بدأت الأزمة المالية العالمية تطل برأسها، كانت له المبادرات والمشاركات الفعالة لتطويق هذه الأزمة انطلاقاً من شعوره بروح المسؤولية الدولية لما يحقق الاستقرار والسلام للعالم فكان له الدور الفاعل في قمتي جي 20 في كل من واشنطن ولندن.
هذا هو القليل الذي يمكن أن يسجل في هذه العجالة عن رجل اسمه (عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود) في ذكرى بيعته الرابعة.أمد الله في عمره بالصحة والعافية لاستكمال كل الآمال والطموحات السامية.
الرياض