إن مناسبة الذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ذكرى خالدة وعزيزة على قلب كل مواطن سعودي، يسترجع فيها ذاكرته ليمعن النظر في الإنجازات الكبيرة التي عمل على تنفيذها خادم الحرمين الشريفين منذ كان ولياً للعهد لتشمل جميع فئات المجتمع السعودي وجميع قطاعاته، ولتشمل أمته الإسلامية والمجتمع الدولي بأسره.
واستطاع خلال فترة وجيزة من مبايعته ملكاً أن يعمل على جميع الأصعدة لتحقيق التطور والرفاه التي يتطلع إليها المواطن، وأن يحفظ للمملكة مكانتها الدولية، والعمل على تعزيز تلك المكانة، من خلال العديد من المبادرات العالمية التي أعطت للمملكة صورتها الحقيقية أمام العالم، ليكون عن حق ملك الإنسانية لمملكة الإنسانية، والتي كان آخرها تدشينه - رعاه الله- لمبادرة حوار الأديان.
وقد حظيت هذه المبادرة وصاحبها بتقدير عالمي، حيث أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالسعودية على المبادرة الملهمة بحق من أجل الوئام العالمي والتفاهم المتبادل، قائلاً (إن هناك حاجة إلى جهد عالمي لمواجهة المد المتصاعد للنزاعات الأهلية والتطرف الديني، وأن الإيديولوجيات المتطرفة في تصاعد، والمجتمعات باتت أكثر استقطابا، وما زالت معاداة السامية كارثة، وظهرت معاداة الإسلام كمصطلح جديد يصف تعصبا مريعا موجودا منذ القدم).
وتعتبر هذه التجربة هي الأبرز على الساحة الفكرية العربية والإسلامية وكذلك الدولية، فهي تسمو على الخلافات التقليدية بين الدول وتركز على ما يجمع الحضارات والأديان المختلفة دون تمييز، فقد أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي ألقاها في حوار الأديان أن التعصب الذي نشهده هذه الأيام يعود لسبب بسيط هو (الانشغال عبر التاريخ بنقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات)، والتي تعتبر رسالة للعالم أن العرب والمسلمين قادرين على المساهمة الفاعلة في إيجاد التقارب بين المجتمعات الإنسانية على اختلاف أعراقها وأديانها.