Al Jazirah NewsPaper Monday  22/06/2009 G Issue 13416
الأثنين 29 جمادىالآخرة 1430   العدد  13416
عبدالله بن عبدالعزيز ملك الحكمة والعلم والإنسانية
بقلم الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز

 

أكرم الله هذه الأرض المقدسة بعدد من الملوك الكرام الذين جمعوا بين الحكمة والعدل والتقى، فكانوا من أحكم الرجال الزعماء في المواقف الصعبة والحرجة التي مر بها وطننا وأمتنا العربية والإسلامية، وهم أعدل الحكام في القصاص ولو كانوا ذوي قُربى، وهم من أتقى الناس إذ يؤثرون شعوبهم على أنفسهم، ومستعدون للتضحية بكل غال ونفيس في سبيل أمتهم.

ملوك المملكة قلادة على نحر هذه الأمة وشمسهم عبدالعزيز.. وها هو عبدالله بن عبدالعزيز يسير على درب أبيه ويهتدي بهديه، وما هدي عبدالعزيز إلى هدي محمد صلوات الله وسلامه عليه الذي أضاء الكون من هذه البلاد المقدسة مهد النبوة وموطن العروبة.

ورغم السنوات القليلة التي مرت على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عزه التي نحتفي بذكراها الرابعة، إلا أن الإنجازات المباركة التي حققها هذا الملك الهمام تؤكد حقيقة ساطعة مفادها أن إنجازات عظماء الرجال لا تقاس بعدد السنين، فقد حقق عبدالله بن عبدالعزيز في أربع سنوات ما لم يحققه زعماء غيره لشعوبهم في عقود. وهذا ليس غريبا أو مستغربا من ملك بدأ عهده بالتلاحم الوثيق مع أبناء شعبه فلم يترك منطقة من مناطق المملكة إلى وزارها زيارة إنجاز وإرساء قواعد مشروعات تنموية لا زيارة دعايات إعلامية، وفي الوقت نفسه بدأ عهده بالانتصار للفقراء واعلان الحرب على الفقر مذكراً شعبه وأمته بسيرة السلف الصالح فقد أثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته).

من الأخذ بيد المساكين والعطف على الانسانية إلى مواقف الشهامة العربية والأخوة الإسلامية مع شعوب أمتنا وفي مقدمتها شعب فلسطين إلى ريادة المشروعات الاقتصادية الكبرى وتصدر المملكة في عهده في القضايا الاستراتيجية محلياً وعربياً ودولياً.

وقد جعلت هذه الإنجازات التي تحققت على كل تلك المستويات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا ينال محبة واحترام شعبه وحده بل كل شعوب الأمة العربية والإسلامية بل أيضاً احترام قادة العالم وشعوبه. وإذا كان لكل زعيم ميزة تسمو فوق كل ميزاته الأخرى فيما يقدمه لشعبه وأمته فإن عبدالله بن عبدالعزيز له أكثر من ميزة تحلق فوق الميزات الأخرى الكثيرة، ويمكن حصرها في ثلاث هي:

أولاً: المواقف الحكيمة التي تنتهي إلى العواقب السليمة والتي يؤثر فيها مصلحة الأمة والحفاظ على الثوابت.

ثانياً: خدمة العلم برؤية إستراتيجية وبُعد نظر انطلاقا من الإيمان العميق بأن لا مستقبل لأمة بغير العلم وأن العلم أغلى من الثروة.

وثالثاً: خدمة الإنسانية بمروءة عربية ورحمة إسلامية. فديننا دين الرحمة ودين الإخاء والمساواة في الإنسانية.. كلمات قليلة في ملك له علينا وعلى أمته حقوق كثيرة نسأل الله أن يبارك في عمره وعمله ويجزيه عنا خير الجزاء إنه سميع مجيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد