Al Jazirah NewsPaper Monday  22/06/2009 G Issue 13416
الأثنين 29 جمادىالآخرة 1430   العدد  13416
بين قولين
السيد مدير المدرسة
عبدالحفيظ الشمري

 

كنا نظن أن مسرحية مدرسة المشاغبين مجرد كتابة طرفة، أو تعليق تمثيلي هزلي، يستميل المشاهد والحضور لمجرد التسلية بما لدى المعلم ومديره ووكيله وتلاميذه ومدرسته من مشاكل مألوفة، يفتعلها الطلاب ولاسيما الشغب، والمرح، واللهو المزعج.

إلا أننا أصبحنا نرى أن المشاغبين لم يعودوا هم أولائك الشباب الذين يودون أن يرفهوا عن أنفسهم، إنما باتت رغبة محضة في الانتقام، فلم تعد المشاهد هزلية على نحو مشاغبة عادل إمام، و سعيد صالح، ويونس شلبي، أو غيرهم إنما أحقاد باتت تظهر على هيئة أذى، وهجمات منظمة، وعصابات مدربة وكل هؤلاء تدار أحيانا من داخل أسوار المدرسة، وتخرج منها، بل قد يتعرض المدير والمشرف والمدرس للأذى إن حاول التدخل لمنع مثل هذه الممارسات.

الأمر المؤذي أن وزارة التربية بتعاميمها تكبل المعلم وإدارة المدرسة، بل تظهر قسوة هذه التعاميم حينما تطالبه هذه الوصايا بألا يضرب الطالب أو الطالبة، ثم تطور الأمر ألا ينهره، بل وتقف المديرة أو المدير إلى جانب ولي الأمر وكأن المسألة تجارية كنا نسمعها: الزبون أو العميل على حق، وكأن أولياء الأمور عملاء أو زبائن لهذه المدرسة أو تلك.

وهذا ما جعل من في قلبه رغبة في السخط، والتبرم والأذى أن يخرجها بكل سهولة من خلال أجواء المدرسة، وقد يلاحق مدرس من قبل تلاميذ حتى يتعرض لحادث مأساوي على نحو ما حدث مؤخراً لمدرسين في منطقتي الباحة والطائف، إذ يرقد أحدهما الآن في أحد المستشفيات بين الحياة والموت، فمن المؤكد أن هذا المعلم الهارب كان يحاول أن يتحاشاهم، أو أنه خائف بالفعل لأنه بات يعرف سلوك بعض هؤلاء الطلبة والعياذ بالله.

هيبة المدرسة ذابت كقطعة سكر حينما حاولنا أن نزحزح ثقل التعليم ومواده الصارمة.. فلا الناس بوعيهم يريدون الأذى والتسلط من قبل المدرسين، ولا يودون أن تصبح رسالة التعليم مائعة وذائبة، ومرتعا خصبا للانحراف، والصور غير السوية والسبب مقولة:- اتركهم يا أخي.. أهلهم يريدونهم هكذا!!

السيد مدير المدرسة بات بين شقي الرحى. تعاميم وتوصيات ومعلمون باتوا في الحضيض، وطلبة لا تعرف نوازعهم وأهواءهم ومدى وعيهم فإن أتى إلى المدرسة وهو يترنح، وعيناه محمرتان، وشفاهه تتدلى وأطرافه ترتعش، فتلمس لتلميذك العذر، فلا تظن أنه فعل منكراً على حد قول الشاعر أحمد مطر، إنما قد يكون في سهرة من أجل طلب العلم حتى احمرت عيناه!! فلا تقل أو تحدس أو تظن فالزبون.. لا.. العميل... أقصد الطالب وأهله على أحق من الحق بأن يخرج ابنهم إلى المدرسة بهذه الهيئة!!



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد