Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/06/2009 G Issue 13414
السبت 27 جمادىالآخرة 1430   العدد  13414
القصيبي.. وأمانة الصندوق
إعداد: خالد الدوس

 

تنفرد مدرسة الفكر الإداري للدكتور (غازي القصيبي) بخاصية فولاذية وقدرة ديناميكية في التفاعل والتعامل مع متطلبات ومكونات ومنهجية الإدارة المعاصرة وحرصه على تكريس مفهوم القيم الإدارية والوعي التنظيمي.. والبناء المعرفي فضلاً عن التفاعل مع ما ينشر فيما يخص شجون وشؤون وزارته.

الوزير المخضرم الذي تقلد عدة حقائب وزارية ناجحة في مسيرته العملية ومشواره الوظيفي التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد من الزمن.. حين نبحث في حقيبته الإدارية عن سر بلوغ النجاح والتميز طوال العقود الماضية نجد أن السر يكمن وبجلاء في مدى حرصه الكبير على التفاعل والاهتمام مع كل ما ينشر.. عن هموم وزارته وإطلاعه الشخصي على القضايا والشكاوى والملاحظات المنشورة في الصحف.. حتى الرسومات الكاريكتارية ذات العلاقة بوزارته يتفاعل معها ويطلب من رؤساء التحرير.. تزويده بنسخة منها للاحتفاظ بها في مكتبه.. وهذا بالتأكيد ينمُّ عن وعي واعتراف المسؤول بوجود خلل أو مشكلة في جهازه وبالتالي تصبح بداية التعامل معها أكثر سهولة ومرونة.. طالما أن هناك اعترافاً ضمنياً بوجود إشكالية.. وفي علم الإدارة الحديثة ثمة مقولة مفادها (أن الاعتراف بوجود مشكلة يعني أنك قطعت نصف الحل!!)، والأجمل بالطبع هو رفض الوزير المخضرم أن يكون الرد بنمطيته المعهودة وطريقته التقليدية باسم (مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام) كما جرت العادة في الوزارات الأخرى..! بل يذيل الرد باسمه شخصياً وهي إحدى صور الفلسفة العلمية التي تنم عن فكر راق ورؤية ناضجة ومخزون ثقافي إداري تراكمي يتمتع به القصيبي.

* ما دفعني تناول سيرة الوزير المخضرم - طيب الذكر - غازي القصيبي في هذه الاستهلالية والاستشهاد به في نموذجيته التفاعلية وفلسفته القيادية ومنهجيته الإدارية المتميزة.. هو أسلوب وطريقة وتعامل أمانة (الصندوق الرياضي) برعاية الشباب مع الموضوعات التي طرحت عبر الجزيرة - الجريدة - وتضمنت العديد من التساؤلات حول أنظمة ومهام وفلسفة وضوابط الصندوق وطريقة تفاعله مع القضايا الإنسانية الرياضية والتجاوب معها حيث نشرنا حالة مدافع الوحدة الدولي - سابقاً - لطفي لبان الذي أصيب بجلطة دماغية فاضطر أن يضحي بكل ما يملك من أجل السفر للعلاج خارجياً، وكذا مدافع الهلال سابقاً سالم إسماعيل.. أصيب بذات المرض وأصبح على فراش المرض، وكذلك النجم الهلالي الراحل عبدالرحمن شمروخ.. فضلاً عن أوضاع أسر اللاعبين المتردية، لم تجد هذه الحالات الإنسانية التجاوب من القائمين على هذا المشروع الخيري وظل الصندوق خارج الخدمة، متحدثاً بلغة الجحود والنكران.. كما هو ديدنه.. دون تقديم معونات أو مساعدات مالية لهؤلاء اللاعبين المصابين ولأسر المتوفين أو حتى مبادرة تخفف عنهم معاناتهم وأحزانهم وآهاتهم، وانتظرنا التفاعل والتجاوب أو على أقل الأحوال إيضاح موقف الأمانة وعلى طريقة - القصيبي- وفلسفته التفاعلية لكن مع الأسف جاء التفاعل من أطراف خارج الأمانة الموقرة، من أقلام أخرى تحدثت كثيراً عن الصندوق وهمومه أخذت صفة التعقيب.. في الوقت الذي أصبح فيه الفكر الإداري المعاصر يعتمد في نجاحه على العملية التفاعلية التي تشكل حجر الزاوية في ملامسة القضايا بعمق والإشكالات بمختلف صورها وأنماطها وبالتالي آن الأوان أن ترتقي بتفاعلنا وطريقة تعاطينا مع قضايا بأسلوب الانفتاح والإيضاح عندما تطرح مثل هذه القضايا الحيوية التي تمثل الجوانب الإنسانية لتأصيل مبدأ أن الرياضة هي جزء من الهموم الاجتماعية ولا يمكن فصلها بأي حال من الأحوال عن القضايا الأخرى.. وصندوق اللاعب بلا شك سيزيد من النهوض بالجوانب الاجتماعية التي تتطلع بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وهنا يفترض أن ندير مسؤولياتنا.. تمشياً مع متطلبات ومكونات ومنهجية الإدارة المعاصرة باتجاهاتها العلمية ونظرياتها الحديثة بما يضمن تطور ورقي ونضج فكرنا الإداري.

* الشاب السعودي (عدنان) نجل المؤرخ الرياضي عبدالله جارالله المالكي حاز مؤخراً على لقب بطولة الشرق الأوسط للعبة كرة القدم الإلكترونية التي أقيم في (دبي) ونال كأسها الموهوب عدنان في إنجاز وطني منحه المشاركة في بطولة العالم للألعاب الإلكترونية الرياضية.. البطل السعودي هو طالب في سنة أولى في كلية الطب يتمتع بذكاء ومهارة وإمكانات فطرية -ما شاء الله.. مثل هؤلاء أتصور أن تأسس مركز (لرعاية الموهوبين والمبدعين الرياضيين) في المؤسسة الرياضية سيشكل أرضية خصبة وبيئة ملائمة لاكتشاف وتبني وصقل المواهب الفطرية مثل البطل (عدنان) ومن هم على شاكلته.

* المشاعر الجياشة من قلب الأهلي (خالد العبدالله) تجاه كاتب هذه السطور تفاعلاً مع مقالة (خالد العبدالله وشموخ القلعة) لا شك تمثل مصرد فخر واعتزاز لشخصي البسيط.. هكذا الراقي يثبت في مشاعره الفياضة تجاه الآخرين أنه كبير بقيمه الأخلاقية.. وخصائصه السلوكية. شكراً.. من الأعماق لأبي فيصل فقد قدم لنا درساً نموذجياً في فن المشاعر تجاه الآخرين.

* التعاقدات الارتجالية التي لا تبنى وفق رؤى وفكر وتخصص.. كثيراً ما يصاحبها فشل ذريع والشواهد كثيرة.. أعتقد أن تشكيل لجان فنية تقييمية.. مكونة من رياضيين سابقين مؤهلين (فكراً وثقافة واستشارة) في الأندية سيحميها من المقالب والمثالب التي لا تحمد عقباها..!!

* في (الصين) يبدأ إعداد الأولمبي في سن السابعة ويتم تجهيزه رياضياً وفق منهجية علمية وأساليب احترافية وعلى مراحل مختلفة تصل فترة الإعداد 12 عاماً، هكذا يثبت الإعداد طويل الأجل أنه مفتاح التفوق الأولمبي.

* الصقر السعودي الأولمبي مشروع عملاق يؤكد أن المؤسسة الرياضية ماضية في التفاعل مع حقبة العولمة العلمية الرياضية بمكوناتها ومتطلباتها.. وبوصلة التطوير تتجه بها إلى البناء العلمي الرياضي الرصين.

* الاستثمار في الرياضة.. حجر الزاوية في منظومة التقدم الرياضي.. وشراكة (زين) للاتصالات بداية لتأسيس وترسيخ دعائم الصناعة الاستثمارية في منهجنا الرياضي.

* الزميل المتألق (سامي اليوسف) كشف المستور ونون ما يعملون في مطبخ صفقة (سهلاوي القادسية).. هكذا الاحترافية المهنية.. وصورة مع التحية للجنة الاحتراف الموقرة..!



k-aldous@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد