ثمة ملامح تحمل في مضامينها رسائل التفاؤل بغد رياضي سعودي أكثر وضاءة وإشراقاً وتقدماً منذ قبل؛ ومن عادة الأمم المتحضرة أن تتقدّم خطوات واثقة إلى الأمام في ميادين التنمية وصناعة الأجيال بالعلم والمنهج الحديث كما يؤكد دائماً الزميل الألق خالد الدوس المشرف على تلك الصفحة الباهية، والأكيد في السياق التقدمي والنسق الفكري المشرئب الذي تعيشه وتتنفسه الرياضة السعودية أن حرص الأمير سلطان بن فهد على التطوير أخذ بيد صنَّاع الفكر والقرار في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومنهم نائبه الأمير نواف بن فيصل لتفعيل حراك رياضي سعودي بأسلوب مختلف ومنهج يتكئ على الأساليب العلمية والخبرات المعرفية لتعزيز مفهوم صناعة الرياضة على أسس تتسق مع المخرج العالمي الذي وصل مرحلة متقدمة على صعيد الاستثمار البشري والمادي كذلك؛ إنه الفتح الجديد الذي يحيط بالرياضة السعودية التي تواصل في تلك الحقبة قفزات نوعية هائلة في التخطيط لبناء رياضي أكثر نماءً وقوةً، ويعد مشروع الصقر الأولمبي أحد تلك المشاريع التي عزّزت الطرق الصحيحة لتعديل المسار وتغيير بوصلة الاتجاه وصولاً إلى المسالك المنعشة للرياضة الأولمبية السعودية دون الحاجة إلى التنظير والعواطف والشحن الإعلامي الذي لا يقدّم ولا يؤخّر. وكان مشروع الصقر الأولمبي أيضاً الامتداد العلمي لتلك الاتفاقات المبرمة بين القيادة الرياضية السعودية وعدد من دول العالم الزاهر رياضياً.. وخلال الفينة نفسها يأتي نواف الفكر ليوقّع عقداً مع شركة (زين) للاتصالات مكملاً بذلك منظومة العمل الجدي لخلق بيئة رياضية سعودية طبقاً لقواعد الصناعة الاستثمارية التي ستؤتي أكلها ولو بعد حين. لقد دخلت كرة القدم السعودية في مرحلة تطوير (علمي) أخرى تهدف إلى وضع الأسس الفضلى لرسم خارطة طريق للعبة كرة القدم في الأندية السعودية التي يشتكي كبيرها وصغيرها العجز المادي بين عام وآخر! إنه الحرص والتوجيه الأمثل من ربان الرياضة السعودية الأمير سلطان بن فهد الذي منح نائبه وفريقاً من الأكاديميين وخبراء القانون والاستثمار والرياضة فرصة لإنماء الحركة الكروية السعودية بفكر سعودي خالص، واستفادة مثلى من خبراء المتقدمين في تلك المجالات. إذن على الأندية أن تفرح بتوجيه سلطان وفكر نواف، وأن تستثمر لبناء الأجيال بناءً علمياً صحيحاً كي نتخلص من عقد الميول والتعصب القاتم والتصريحات المستهلكة والبليدة ونتفرغ لصناعة الرياضة إن أردنا الاستفادة من تلك الأجواء المفرحة.
خلف ملفي.. أكاديمية صحافة وإبداع
منذ أن سمعت بخبر ابتعاد الزميل والأستاذ المخضرم خلف ملفي عن منصبه وأنا في حالة من الوجوم والدهشة والذهول! أنا أعرف أن لكل إعلامي ظروفه القاهرة التي قد تجعله يتخذ قرار الرحيل؛ لكن رحيل خلف لا يعتبر رحيلاً فردياً؟ بل هو رحيل أكاديمية صحافية برمتها. خلف الإنسان والأستاذ والصديق واحد من أبرز وألمع وأقدر الصحافيين السعوديين والعرب، لما عُرف عنه من مهنية عالية، وتعامل دمث وحضاري، وصدقية في التناول والطرح والإشراف والقيادة الإعلامية بفكر سامق وهمّة لا تجارى! ابتعاد خلف مؤسف جداً في تلك المرحلة الزمنية للإعلام الرياضي السعودي بالذات، إذ يعد واحداً من أركان البناء الإعلامي في الصحافة الرياضية السعودية، بل أحد مؤسسي الإعلام الرياضي الحيادي بمعنى الكلمة، خلف فارس ترجّل لكنه حتماً سيعود، والأهم أن أذكر أن المناصب هي من تبحث عن خلف فهو ممن يشرف المنصب ويرتقي به وليس ممن يبحثون عنه ويلهثون وراءه، تذكّروا ما أقول سيعود خلف الخبير والإعلامي الكبير إلى واجهة الإعلام الرياضي، إذ إنه أحد أعيانه الكبار وأحد عرابيه المميزين جداً، وبالمناسبة فخلف صاحب القلب الأبيض والنقي قدَّم طيلة عمله الصحافي نجاحات مشهودة وإنجازات لا ينكرها إلا الأعمى والجاحد. إلى الأمام أبا أحمد، وثق أن القمم هي من تناديك، بل تغازل وجودك أيها الكبير.
إعلامي وكاتب وناقد صحفي