هناك أفخاخ كثيرة قد يقع فيها الإنسان.. إما عن حسن نية أو سوء تقدير الأمور، وكم من شخص أمضى أشهراً في السجن بسبب حسابات خاطئة أو تقدير خاطئ لبعض الأمور.
** خذ مثالاً سريعاً وهو (الكفالة) أو (الحِبّالة).. شخص يكفل إنساناً آخر من باب المساعدة أو الفزعة أو الشهامة أو المجاملة أو الحياء.. وما أكثر من يستحي ويخجل ويقع في فخ الكفالة.
** هذا المكفول.. إما أن يكون متلاعباً أساساً أو يعجز عن السداد أو مفرطاً أو متهوراً.. ثم تبدأ رحلة طويلة من الملاحقة والبحث عن الكفيل وجرجرته في الأقسام والإدارات المعنية وتعطيله عن مشاغله وأعماله وأولاده.. إلى أن ينتهي به المطاف إلى خيارين.. إما أن يسدد المديونية كاملةً نيابة عن الشخص الذي كفله أو يودع السجن.
** نعم.. يدخل برجليه إلى السجن.. وقد يمضي فيه سنة أو سنتين أو أكثر حتى تحل المشكلة.
** وبعد دخوله السجن.. يوقف راتبه.. ويفصل من عمله.. وتضيع أسرته.. ويتحول من إنسان عضو فاعل في المجتمع إلى (سجين).. (يحمل اسم سجين) بسبب هذه اللحظة (القلط) التي ارتكبها بكفالة هذا أو ذاك.
** كم من شخص يقبع داخل أسوار السجن بسبب (كفالة)!
** وكم من شخص ضاع مستقبله وضاعت أسرته ودُمّر بيته وتشتَّتت أسرته بسبب (كفالة)!
** ولعل أكثر مَن يقع في فخ الكفالات هم الشباب (من 18 سنة حتى 30 سنة).. هؤلاء الشباب، وخصوصاً دون الـ20 سنة، قد يقعون في هذا الفخ عن حسن نية وعن جهل بالعاقبة؛ فقد يستغلهم ويستثمرهم بعض الخبثاء ويرتبون عليهم كفالات مالية أو حضورية أو غرامية.. ثم يورطونهم ويهربون.
** هذا الشاب يجهل العواقب ولا يعرف معنى كفالة ولا يعرف أي شيء عن الأنظمة.. أو هو بسيط مجامل خجول يمكن أن يقع في الفخ بسهولة؛ ولهذا.. ينبغي سن قوانين تنص على عدم قبول كفالة مَن هو دون الثلاثين.. ذلك أن من هو في سن الـ18 أو العشرين لا يملك، أصلاً، القدرة على السداد أو الالتزام بأي شيء؛ فهو إما طالباً وإما عاطلاً.. علاوةً على أنه لا يدري شيئاً عن الأنظمة واللوائح وعواقب الكفالة وما يترتب عليها.
** هذا الشاب المسكين سيتحطم مستقبله ويضيع بمجرد أن يكفل شخصاً ويعجز عن السداد.. ليودع السجن أشهراً أو سنوات.. وكم من شخص أُودع السجن بسبب كفالة في مبالغ لا يستطيع سدادها؟
** وليتنا أيضاً.. نعيد النظر في الكفالة الشخصية إلى كفالة مؤسسة أو شركة أو كفالة (العين) نفسها التي بيعت (سيارة.. منزل) أو أي شيء آخر.
** نعم (الكفالة) إجراء شرعي صحيح، لكن هناك خبثاء استغلوا ذلك أسوأ استغلال.
** الفخ الثاني.. والذي ربما يقع فيه بعض الشباب البسطاء.. هو الشهادة.
** هناك مَن يستغل بساطة وخجل هؤلاء الشباب؛ فيأخذه إلى المحكمة؛ ليشهد بما لا يعلم.. كأن يشهد بأن فلانة مطلقة أو أنها ليست في عصمة زوج.. أو أن فلاناً على قيد الحياة أو أي شهادة أخرى غير صحيحة.. شهادة حيلة وكذب.. شهادة احتيال على النظام.. فهذا الشاهد البسيط المسكين.. صدّق زميله أو صديقه وذهب إلى المحكمة بكل براءة وحسن نية وشهد.. ثم اتضح العكس؛ فتورط المسكين في شهادة زور تستحق العقوبة.. من سجن وجلد وإلغاء شهادة إلى الأبد.. فيما المسكين شهد عن حسن نية وعن ثقة بصديقه أو زميله وهو لا يعرف معنى الشهادة ولا لوازمها ولا متى وكيف يشهد.. كما أن الخجل أوقعه هو الآخر في هذا الفخ.
** الفخ الثالث - كمثال - هو أن يذهب هذا الشاب إلى مجموعة من الشباب عن طريق صديق أو زميل.. هؤلاء الشباب يجتمعون في استراحة أو منزل أو في خيمة برية.. أو ملحق وهو يجهل أحوالهم ثم يتضح أن لديهم مصائب.. ويُلقى القبض عليهم؛ فيقع المسكين وسط هؤلاء المجرمين بسبب هذه الزيارة.. حتى ولو كانت خاطفة.
** إن علينا أن نوعّي أولادنا..
** علينا أن نعطيهم دروساً ومعلومات.
** علينا.. أن نحذرهم وننبههم في كل وقت قبل أن تقع الفأس في الرأس.