Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/06/2009 G Issue 13414
السبت 27 جمادىالآخرة 1430   العدد  13414
نهارات أخرى
رعاية السجينات وأسرهن!
فاطمة العتيبي

 

(لقد سمعتني أردد مراراً وتكراراً أن الحياة رسالة وأن معظمنا يحاول التحليق عبرها دون خريطة طريق واضحة، وذلك لأنهم لم يعطونا هذه الخريطة في المدرسة) - أوجي ماندينو -.

** الحياة رسالة، قد تجد الخريطة باتجاهها في أبسط الأعمال التي تخلص فيها النية وتحتسب الأجر فيها على الله، في الأسبوع الماضي شاركت مع نحو خمسين امرأة سعودية في ورشة عمل تهدف إلى بناء عمل نسوي منظم لخدمة السجينات في السجن وبعد الخروج منه ورعاية أسرهن.

** اجتمع التخصص النفسي بالاجتماعي بالإعلامي بالثقافي بالفني بالتدريب، كلها مجالات استهدفت خدمة هذه الفئة والعمل على توجيهها للطريق السوي ثم التهيئة المناسبة للادماج الاجتماعي.

** عمل مهم، ينصب في مفهوم مثالي وقيّم وهو (الحياة رسالة).

رعت الورشة صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت أحمد بن عبد العزيز وبمشاركة فاعلة من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي نظم هذه الورشة بالتعاون مع القسم النسائي في جمعية رعاية السجناء في الرياض وبرعاية من القطاع الخاص.

** نماذج نسائية اختارت العمل والعطاء بدلاً من التذمر والشكوى، شقت الطريق لتعطي من جهدها وعلمها من أجل أن تستشعر قيمة مفهوم عظيم هو (الحياة رسالة).

** (السجن) منطقة قاتمة في حياة المرأة خصوصاً في مجتمعنا، الدخول إليه يشبه نهاية الحياة وبرودة الموت، تدخل السجون نساءهن أحياناً ضحية لإهمال الوالدين في التربية، غياب المفاهيم والقيم الدينية أحياناً، الظروف الاجتماعية السيئة أحياناً أخرى.. تتعدد الأسباب، كلها تجعلك تحمد الله على أنه سبحانه أفاء عليك بأسرة ترعاك وتنشئك نشأة صالحة مستقرة!

** السجن عقوبة لابد أن يقضيها السجين، هذا لا خلاف فيه لكن اتجاه القضاء الجديد بتنويع العقوبات والنظر في إمكانية أن يبذل السجين جهداً يعود بالفائدة على المجتمع ويسهم في تربيته (أي السجين) وإعادته لجادة الصواب، مجال يحتاج إلى مزيدٍ من فتح باب البحث والتقصي والاجتهاد الذي يخدم مقاصد الشريعة في تنفيذ الحدود.

** لقد عملت وغيري من المشاركات بشعور عالٍ من الوطنية والصدقية في العطاء والرغبة الجادة في خدمة هذه الفئة بما يعود عليها بالفائدة دون استغلال إعلامي أو ذاتي لهذه الفئة ثم تركها تواجه برودة السجن وحيدة!!

** أيتها السعوديات أنكن تسرن في الطريق الصحيح فامضين باتجاه الخريطة النابضة التي تسيركن ولا تفقدن بوصلتها أبداً!!



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد