Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/06/2009 G Issue 13414
السبت 27 جمادىالآخرة 1430   العدد  13414
المستثمرون يستبعدون الركود المتجدد ويقبلون على الأسهم
مسح يؤكد استمرار فرص الانتعاش رغم موجة البيع للتخلص من السندات

 

نيويورك ولندن - الجزيرة:

أكد مسح ميريل لينش لمديري صناديق الاستثمار الذي أجري لشهر يونيو استمرار تفاؤل المستثمرين في الأسواق رغم موجة البيع الكبيرة التي تستهدف التخلص من السندات. وأعرب المستثمرون الذين تم استبيان آرائهم، عن تأكدهم من حتمية حدوث انتعاش اقتصادي وخاصة في أسواق الأسهم، رغم مخاوفهم التي أثارتها موجة بيع السندات من تأثر الأسواق سلباً بها. وقد ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية استحقاق 10 سنوات من 3.09% في مايو المنصرم إلى 3.85% في يونيو الجاري.

وأعرب 62% من مديري المحافظ الاستثمارية عن تفاؤلهم بانتعاش الاقتصاد العالمي خلال الشهور الاثنتي عشرة المقبلة، بزيادة 5 نقاط على نسبتهم في شهر مايو الماضي. ورصد المسح ترجيح معظم مخصصي الاستثمارات الذين تم استبيانهم ترجيح الأسهم في محافظهم، وذلك للمرة الأولى منذ شهر ديسمبر من عام 2007، وترجيح 9% منهم لهذه الفئة من الأصول في محافظهم بالأسهم. وانخفضت نسبة الذين يتوقعون حدوث انكماش اقتصادي العام المقبل بحدة من 70% في إبريل و38% في مايو الماضيين إلى 7% فقط في يونيو الجاري.

وفي سياق تعقيبه على هذه النتائج، قال مايكل هارتنِت، الرئيس المشارك لدائرة استراتيجية الاستثمار الدولي في ميريل لينش: (تؤكد نتائج المسح أن المستثمرين يستبعدون حالياً حدوث ركود متجدد ويستخفون بالآثار السلبية المحتملة لحدوث ضعف اقتصادي نتيجة الموجة الأخيرة لبيع السندات).

وأضاف بقوله: (في الوقت الذي رجح فيه المستثمرون أخيراً كفَّة الأسهم في مكوِّنات محافظهم الاستثمارية، ظل إقبالهم على الأصول عالية المخاطر محدوداً نسبياً. ويبدو أن المستثمرين سعيدون بتخفيص حصة توظيفاتهم الدفاعية في هذه المرحلة، إلا أن إقبالهم على الأسهم يبدو مقتصراً على قطاعي الطاقة والتكنولوجيا).

اتبعوا الصين:

أشار المسح إلى أن المستثمرين أخذوا يعيدون كتابة قواعد مكوِّنات محافظهم الاستثمارية، وهم على أعتاب دورة استثمارية جديدة. وبدلاً من التركيز على الأصول الدفاعية المبكرة الخاضعة لمؤثرات الدورات الاقتصادية، مثل أسهم شركات تصنيع المنتجات الاستهلاكية، تركزت استراتيجيتهم الاستثمارية الجديدة على التفاؤل بانتعاش الاقتصاد الصيني وتحسن أداء الأسواق الصاعدة.

وأعرب 62% من مديري المحافظ الاستثمارية عن تفاؤلهم بانتعاش الاقتصاد الصيني خلال الشهور الاثنتي عشرة المقبلة، وهي نسبة قياسية جديدة من التفاؤل بعد بلوغ تلك النسبة 61% في شهر مايو الماضي. واتجه المستثمرون إلى السلع الأساسية باعتبارها أصولهم المفضلة والضرورية لتلبية احتياجات الاقتصاد الصيني. وارتفعت نسبة مسؤولي تخصيص الاستثمارات الذين رجحوا كفَّة حصة السلع الأساسية في محافظهم الاستثمارية، من 7% في مايو الماضي إلى 19% في يوينو الجاري.

وحصلت أسهم قطاع الطاقة على حصة الأسد في هذا المجال، في أكبر تحول قطاعي للمخصصات يشهده الشهر الحالي. وارتفعت نسبة الذين زادوا مخصصات أسهم الطاقة في محافظهم، بحدة من 8% في إبريل و18% في مايو الماضيين، إلى 30% في يونيو الجاري. وظلت أسهم الأسواق الصاعدة أكبر وجهات التخصيص استقطاباً للاستثمارات العالمية، حيث اختارها 37% من صانعي قرار التخصيص، بزيادة كبيرة عما خصصوه للسوق الأمريكية التي جاءت في المرتبة الثانية.

إلا أن هناك مؤشرات على تراجع النشوة التي صاحبت الاقبال على أسهم الأسواق الصاعدة بعد بلوغها ذروة قياسية، حيث انخفضت مخصصات تلك الأسهم من 40% في مايو إلى 37% في يونيو، حيث يرى 10% من المشاركين في الاستبيان أن أسعار أسهم تلك الأسواق مبالغ بها.

أوروبا بعيدة عن التحرك العالمي لتوظيف الاستثمارات

لم يشمل التفاؤل العالمي بانتعاش اقتصادي قريب جميع الأسواق، حيث ساد التشاؤم آراء مديري صناديق الاستثمار الأوروبية المشاركين في الاستبيان، وتوقع 70% منهم استمرار الركود الراهن خلال الشهور الاثنتي عشرة المقبلة. في المقابل يرى المستثمرون العالميون أن أوروبا هي آخر الملاذات الاستثمارية التي يفكرون بها، وأعرب 23% منهم عن رغبتهم في تخفيض نسبة انكشافهم أمام الأصول الأوروبية إلى أدنى حد ممكن.

من ناحية أخرى، انخفضت نسبة المستثمرين الذين رجحت كفَّة حصة الأصول النقدية في محافظهم الاستثمارية، من 20% في مايو الماضي إلى 12% في يونيو الجاري، بالتزامن مع ازدياد الثقة بتحسن ربحية الشركات. ويرى 49% من المشاركين في الاستبيان أن تلك الأرباح سوف ترتفع العام المقبل، بينما أعرب 12% منهم فقط خلال شهر إبريل الماضي عن اعتقادهم بأن تلك الأرباح سوف تتدهور.

وارتفعت نسبة المستثمرين الذين يتوقعون ارتفاع معدل التضخم خلال الشهور الاثنتي عشرة المقبلة إلى 19%، بينما توقع واحد في المائة منهم الشهر الماضي انخفاض ذلك المعدل. وأعرب 20% من المشاركين عن اعتقادهم بأن السياسات النقدية العالمية المتبعة حالياً تفرط في تحفيز الاقتصاد.

الركود المتجدد

اشترك بالمسح العالمي ما مجموعه 226 مديراً لصناديق الاستثمار يشرفون على توظيف 620 بليون دولار اميركي. واشترك في الاستطلاع الاقليمي ما مجموعه 184 مديراً يستثمرون 362 بليون دولار. وقد أجري المسح من 5 يونيو الى 11 منه. وقام بالاستطلاع بنك أوف أميركا الأوراق المالية - ميريل لينش بمعاونة شركة الأبحاث TNS. وهذه من خلال شبكتها الدولية في أكثر من 80 بلداً توفر خدمات استعلام السوق في أكثر من 80 بلداً الى المنظمات الوطنية والمتعددة الجنسيات. وتأتي في المرتبة الرابعة بين مجموعة خدمات السوق في العالم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد