Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/06/2009 G Issue 13414
السبت 27 جمادىالآخرة 1430   العدد  13414
قليل دائم خير من كثير منقطع
الاستثمار الشخصي.. المطلوب المثابرة وليس المقامرة

 

الجزيرة - الرياض:

أسئلة كثيرة تطرح نفسها عندما يحين وقت الاستثمار الشخصي، ولا عجب في ذلك حيث ليس مستغرباً أن يتردد الفرد حين يتعلق الأمر باسثماراته أو مدخراته، بل يتطلع في الحصول على أفضل عائد مادي على استثماره وفي أقصر وقت ممكن.

عوامل كثيرة تعد من البديهيات التي لا تقتصر على شخص معين، لكن الكثير من مراقبي تصرفات المستثمرين والمضاربين المنفردين في أسواق المال يرون أنه من اللافت أن يكون الناس أقل إصغاءً للشركات المالية المتخصصة أو حتى الخبراء المعروفين، وأكثر إنصاتاً لنصيحة الجيران والأصدقاء في المقهى والصالون ومواقع إلكترونية لا تمت للمصداقية بصلة.

حتى و إن ذهب أحدهم لمستشار مالي، ففي الغالب يرفض كثيرون الاستماع للنصح، ذلك لأن المستشار سيحدثهم على الأرجح عن مزايا الاستثمار على المدى الطويل، وأنه لا يمكن توقع أرباح مضاعفة على المدى القصير.

إن الصعود التدريجي، وجني الأرباح على المدى الطويل هو ما ينصح به أعتى الخبراء حول العالم، والأمر وارد كذلك حتى في تراثنا الإسلامي، حيث يقول التوجيه النبوي الشريف: (قليل دائم خير من كثير منقطع).

يقول الخبير المالي والشريك المؤسس لشركة (دراية) المالية، محمد بن عبد الله القويز بأنه بالنظر إلى عوائد الاستثمارات المختلفة عبر السنوات الـ 20 الماضية وبناء على أداء المؤشرات القياسية المختلفة فإننا نرى أن متوسط العائد السنوي على الودائع والمرابحات كان نحو 5%، وعلى الصكوك والسندات نحو 6.5%، وعلى الأسهم 8 إلى 18% (على اختلاف أسواقها)، وعلى العقارات العالمية نحو 6.5 إلى 8.5%، وعلى السلع والمعادن نحو 6.5%.

ويضيف محمد القويز: (بصفة عامة يمكننا القول: إن متوسط عوائد الاستثمارات المختلفة عبر عدد كبير من السنوات الماضية كان يراوح بين 5 و19% (بحسب الفئة الاستثمارية والمخاطر المنطوية عليها)، موضحاً (بالطبع هذه الأرقام تتفاوت من سنة لأخرى، حيث تزيد على المتوسط في سنوات، وتنقص في سنوات أخرى.

كما أنه من الملاحظ أن كل فئة استثمارية حققت متوسط عوائد أعلىكانت كذلك تنطوي على مخاطر أعلى حيث يكون التذبذب أشدّ من سنة إلى أخرى).

ولا ينفي القويز وجود حالات من الربح الهائل التي أتت نتيجة وضع أناس لكافة أموالهم في أسهم على نطاق ضيق وبعيداً عن التنويع، لكن الخبير المالي لا يرى أن ذلك يعتبر مؤشراً على العوائد المنطقية التي يمكن للمرء توقعها، فما يفعله هؤلاء هو نوع من المغامرة، أوالمقامرة بتعبير أصح... التي وإن أتت بعوائد كبيرة مرة فهي تلحق صاحبها بخسائر ضخمة على المدى الطويل.

لذلك، فإن خبراء الاستثمار يرون أن المطلوب هو (المثابرة) وليس (المقامرة)، وإن كان الاقتناع بعوائد متوسطة على المدى الطويل أقل إبهاراً من القول بأنك حققت ثروة طائلة عبر (حركة ذكية) أو (نصيحة غالية) بين ليلة وضحاها.

لذلك فالخيار الأسلم دائماً هو الاستثمار المنتظم على المدى الطويل، مع المحافظة على التنويع الذي يحقق معدلات طبيعية، ولاسيما وأن درب (المثابرة) يتضمن وسائل أكثر أمناً وضماناً، مثل خيار الصناديق الاستثمارية.

وهنا يعود القويز ليوضح أن (مديري الصناديق عادة ما يكون لديهم خبرة أكبر ووقت أكثر للتحليل ودراسة الأسهم، مايعطيهم قدرة أكبر على انتقاء الشركات والتواصل مع إدارتها مباشرة، وبالتالي يمنحها ميزة نسبية على معظم المستثمرين الأفراد)، مضيفا (هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن على جميع المستثمرين الأفراد الاستثمار في الصناديق فقط، فإذا كان الشخص قادراً ولديه المعلومات والخبرة الكافية لانتقاء استثماراته فذلك يكون أفضل له).

والجدير بالذكر أنه إذا ما تمكن الفرد من الحصول على معلومات دقيقة وتحليلات ذات مصداقية إضافة إلى نصائح مستقلة وبعيدة عن المصالح المختلفة، فإنه يصبح قادرا وبشكل مستقل أن يتخذ قرارات صائبة فيما يخص استثماراته الشخصية.

إلا أن المشكلة تكمن في أن البحث عن كل تلك المعلومات تعني تمضية ساعات طويلة بين مصادر مختلفة، وهنا تبرز الحاجة إلى شركات تكون مصدرا للمعلومة تشمل السوق أو الأسواق المستثمر بها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد