تحل علينا الذكرى المباركة الرابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أعزه الله - ملكاً للبلاد وتوليه مقاليد الحكم، والمملكة ترفل في ثوب العزة والمنعة، وتواصل مسيرة الخير والنماء بقيادته المحنكة ورؤيته الثاقبة وعمق نظرته وسلامة نهجه، وتمضي المملكة بحول الله بخطى ثابتة واثقة خلف قائد المسيرة وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله جميعاً.
وكما اعتدنا دائماً من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين أن يصدر قرارات الخير الهادفة إلى الارتقاء بمسيرة نهضة الوطن وتصب في خدمة مصالحه، فقد أصدر - حفظه الله - هذا العام أمراً ملكياً كريماً بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو القرار الذي استقبله المواطنون السعوديون بالاستبشار والابتهاج لأنه قرار ينم عن الحكمة والبصيرة الواعية، ولأنه جاء في موقعه الصحيح ويصب في صالح الوطن والمواطنين.
وبفضل القيادة الحكيمة والسياسات الواعية المتزنة والقدرة العالية التي أظهرها خادم الحرمين الشريفين في إدارته لشؤون المملكة، ومواقفه الحكيمة والمعتدلة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، فقد نظر قادة دول العالم إليه كرجل دولة من الطراز الأول فكسب احترام قادة دول العالم تقديراً منهم لمواقفه التي تكرس التعاون البناء والمثمر بين مختلف دول العالم وتعزّز الأمن والسلام في ربوع العالم.
وكان لحضوره العالمي ومبادراته لإقامة لقاءات مع قادة العالم صداها الطيب والتجاوب الجاد من كافة الدول، والتي أكدت حقيقة أن الإسلام دين حضاري منفتح على كل أصحاب الديانات السماوية، ويمد يد التسامح والتعاون لكل البشر، ولهذا رأينا قادة دول العالم يقصدون المملكة للاستماع إلى صوت الحكمة والاعتدال وتعزيز التعاون مع المملكة كقوة اقتصادية مهمة، فكان بالأمس القريب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضيفاً على خادم الحرمين الشريفين الذي قال: (أنا دائماً أستمع للملك وإلى حكمته وإلى كرمه، الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لهما تاريخ طويل من الصداقة، والعلاقة التي تربطهما هي علاقة إستراتيجية) وأن المملكة هي مهد الإسلام وسأستمع إلى نصائح خادم الحرمين الشريفين في العديد من القضايا التي نواجهها سوياً.
وعلى الصعيد الاقتصادي ظل خادم الحرمين الشريفين يقود البلاد بنهج التخطيط السليم المتقن، واستمراره - أيده الله - في سياسة الإصلاح والمراجعات في كل الميادين والقطاعات، ومجابهة تحديات صعبة ناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت باقتصاديات الدول الكبرى، وبرغم قسوة آثار وتداعيات الأزمة العالمية إلا أن النهج الواعي والحنكة التي تعاملت بها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين قادت سفينة الوطن نحو شاطئ الأمان ونجحت الجهود في حصر التداعيات عند أضيق حدود رغم التقلص الكبير في إيرادات المملكة من البترول.
ومما يشعر المواطن بسلامة النهج الاقتصادي للمملكة رغم تداعيات الأزمة صدور مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتخصيص مبلغ 400 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة لبرنامج الاستثمار الحكومي للقطاعين الحكومي والنفطي، والإنفاق على المشاريع والخدمات الأساسية وتطوير القطاع النفطي، وهي توجه رسالة مهمة وقوية ومطمئنة، مفادها أن السوق المحلية ستظل تحظى بالإنفاق المطلوب الذي يضخ في دورة الاقتصاد مما يضمن كفاءته وسلامته وحيويته، كما أكدت حكومتنا الرشيدة الثقة في اقتصادنا الوطني وسلامة أدائه بحرصها على زيادة معدلات الإنفاق الحكومي في ميزانية العام الحالي (2009م) رغم الأزمة إلى 475 مليار ريال والتي سجلت أكبر ميزانية في تاريخ المملكة.
ومن حقنا إذن أن نفخر ونزهو بما وهبنا الله من فضل ومنَّ علينا بملك صالح يسهر ليل نهار على كل ما يحقق للوطن والمواطنين السعادة والرخاء والنهوض في زمن مليء بالتحديات والصعوبات، قائد يحمل الأمانة بكل ما وسعه الله من طاقة، داعين الله سبحانه أن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالصحة والعافية وأن يزيده عطاءًً ولبلادنا مزيداً من التقدم والازدهار بقيادته حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض