بيروت - منير الحافي:
التقى الخصمان اللذان لا يلتقيان في السياسة غالباً، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في مقر الأول، لأسباب أمنية تتعلق بأمين عام حزب الله.
وقد كان اللقاء منتظراً منذ فترة، لكن جنبلاط أعلن سابقاً أننا (ننتظر انتهاء الانتخابات) ليتم الأمر. ثم عاد وأكد الخميس صباحاً أن اللقاء قد يتم (قريباً) أو بعد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب.
لكن الأمر حصل مساء الخميس وكان لقاء طويلاً لـ(غسل القلوب) كما يقال. العلاقات الإعلامية في حزب الله أصدرت بياناً عن فحوى اللقاء.
وقالت إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، و أجريا معاً مراجعة معمقة للمرحلة السابقة في محطاتها المختلفة، وناقشا آفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة.
كما أكدا على ضرورة العمل سوياً من أجل الانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم إلى حالة التعاون بين الجميع بما يحصن لبنان وشعبه في مواجهة الاستحقاقات الكبرى القادمة.
ونوه الطرفان بجهود الوزير طلال أرسلان أثناء أحداث أيار وما بعدها، وأكدا على مواصلة العمل في سبيل المصالحة الشاملة، كما اتفقا على استمرار التواصل والتشاور خلال المرحلة المقبلة.
وفي تصريح خاص لجريدة (الجزيرة) قال مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الرّيس: إن الاجتماع يأتي بعد لقاء أول حصل بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والسيد حسن نصر الله.
مضيفاً أن لقاء الخميس، يأتي في إطار تكريس مناخات التهدئة على المستوى الداخلي وطي الصفحة السابقة التي تضمنت الكثير من التوتر والتشنج.
وهو - أي اللقاء - محاولة استثمار للمناخات الوفاقية التي تولدت بعد الانتخابات النيابية، ولدراسة سبل تحصين الساحة الداخلية في مواجهة المخاطر الإقليمية وتحديداً الإسرائيلية.
ورداً على سؤال لـ(الجزيرة) عن توقيت اللقاء الذي أتى بعد 24 ساعة فقط على خطاب نصر الله الذي وصف بأنه ناري ومختلف عن خطابه غداة الانتخابات النيابية، أكد الريس أن ترتيب اللقاء لم يكن وليد يومه، وهو غير مرتبط بأي حدث، ويحتاج إلى كثير من الترتيبات. كما تم الحديث عنه منذ شهور.
ويرى الرّيس أن كل الأطراف السياسية وتحديداً المعارضة مدعوة إلى إجراء دراسة معمقة ومتأنية لنتائج الانتخابات، وأن تكيف مواقفها على أساسها.
وأضاف أن المعارضة يجب أن تصل إلى قناعة أن الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي يجب أن يتصدر الأولويات في هذه المرحلة، خصوصاً أن حزب الله يدرك أكثر من غيره المخاطر الإسرائيلية.
وهل استطاع جنبلاط أن ينتزع عهداً من نصر الله بتسهيل تأليف الحكومة المقبلة، رد مفوض الإعلام في (التقدمي) أننا (نأمل ذلك. فمن مصلحة كل الأطراف تسهيل تأليف الحكومة والمشاركة ضمن أحجام منطقية).
يعني هذا أن لا عودة إلى (الثلث المعطل) يؤكد الرّيس أن الحزب التقدمي أوضح أن هذا الموضوع مناهض للدستور، مضيفاً (يبدو أن المعارضة غير موحدة خلف هذا المطلب) ولم يتكلم أحد بالثلث (الضامن) سوى النائب المنتخب سليمان فرنجية.