Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/06/2009 G Issue 13414
السبت 27 جمادىالآخرة 1430   العدد  13414
أضواء
بيعة الحب تتجدد
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

في يوم البيعة يحلو الحديث عن ملك مَلَكَ القلوب فمنحته الأفئدة حبها ورصعته بالولاء والإخلاص والوفاء.

ملك جند نفسه ووقته وكل تفكيره لخدمة شعبه، لم يضِع وقته بالانشغال بما يصرفه عن البحث عن عزة وطنه وأهله، فتراه يقدم المبادرات الطيبة، الواحدة تلو الأخرى، فما أن يتم إنجاز مشروع حتى يولد مشروع آخر.. ليست مشروعات التنمية وحدها هي التي حفل بها عهد عبدالله بن عبدالعزيز، بل مشروعات إصلاح الفكر والوطن، وإعادة صياغة البناء، ليعاد صياغة تاريخ وطن.. بدأت من نشر رسالة الإسلام. وطن موئل العرب وأصلهم، فكان لا بد من أن يعيد إطلاق رسالة العرب والمسلمين السامية، وهو ما أتحفنا به رب العزة والجلالة.

قائد رمز للوفاء والصدق في القول والعمل.

إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، لم يحصر إنسانيته في نطاق ضيق؛ إذ شملت كل البشرية فحاز عن جدارة مسمى ملك الإنسانية ملك المبادرات ولأنه لا يفكر إلا في صالح المواطن السعودي والإنسان العربي الإسلامي، فقد تواصلت مبادراته الخيرة التي لم تقتصر على وطنه ومواطنيه السعوديين فامتدت إلى إخوته العرب المسلمين جميعاً، اهتم بإخوته وأشقائه العراقيين فجمعهم في رحاب مكة المكرمة.. وساءه استمرار قتال الفلسطينيين فدعاهم إلى البيت الحرام عساهم يحرموا سفك الدم الفلسطيني.

حاول مصالحة السودانيين والتشاديين كإخوة عقيدة، واهتم بشؤون كل العرب والمسلمين فجاءت دعوته للمصالحة ونسيان الأحقاد في الكويت أسلوباً لكل من يريد عمل الخير وتصفية الأحقاد وغسل القلوب.. يريد قلوب كل العرب والمسلمين مثل قلبه نظيف محب لا يحمل الضغائن، بل أكثر من ذلك يسعى لأن يكون العالم.. عالماً خالياً من الحروب والصراعات فدعا إلى الحوار بين الأديان والثقافات.

قائد امتد نشاطه وحبه وفكره وإنسانيته ليشع على أرجاء البسيطة، ملك امتلك حب شعبه.. وحب أمته.. وحب كل من عرفه.. نبايعك يا ملك الإنسانية ويا رجل الإنسانية ويا من تنشر المحبة والصدق.

رجل المواقف الذي يؤسس لتاريخ يعيد انطلاق الأمة من جديد.

.. نبايعك في ذكرى مبايعتك يا من نشرت الحب والوفاء في أرض الحب والوفاء، تستحق أكثر من محبتنا.. وتجديد بيعتنا، أقل ما يمكن أن يقدمه شعب وأهل.. لمن لا هم له إلا إسعاده.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد