Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/06/2009 G Issue 13414
السبت 27 جمادىالآخرة 1430   العدد  13414
التعليم فاتحة وخاتمة
د.ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

 

التعليم المتطور) اسم قائم لمؤسسة قادمة، يعلن عنها قريبا، ونواتها مدارس تحتفل - بعد أيام - بتخريج الدفعة الأولى من طلبة (البكالوريا الدولية) - المعادلة للثانوية العامة، وعددهم تسعة طلاب فقط.

* الرقم الضئيل أهم؛ إذ اعتدنا المئات والآلاف يخرجون إلى الجامعات؛ فلا تستوعبهم، وإلى سوق العمل؛ فيضيق عنهم وبهم.

* مللنا التنظير عن سوء التعليم، وقصور إمكاناته، وضعف مخرجاته، وبتنا بحاجة إلى مبادرات حقيقية على أرض الواقع لتجارب لا تخاف إلا الله، وتنسى القيود المجتمعية، والحدود المكانية والزمانية؛ فما عدنا في عصر الوصاية؛ نتفرج على العالم يتحرك ونحن واقفون.

* وفي مقال له بالزميلة (الرياض) أشار (الدكتور محمد الرشيد الوزير الأسبق للتربية) إلى لجنة كونها من سبعة وعشرين مؤهلا لإصلاح التعليم، ورصدت لذلك الاعتمادات، وتوالت الاجتماعات؛ حتى إذا مضت ثلاث سنوات انفض السامر عن خلافات؛ ما دعا الوزير أن يكتب: (سعينا للأمر مخلصين فاعترضوا جاهلين).

* ليت (أبا أحمد) وفر وقْته وقوته، وأنشأ مدارس نموذجية - بالتعاون مع القطاع الأهلي - ورفع عنها العوائق الإدارية المخيفة التي لا يختلف - في حساباتها - المستثمر عن المستكثر، والمؤدلج عن الممنهج، وصاحب الهدف عمن غايته الترف، وكذا غابت المبادرات الواعية، ومرت سنون مجدبة تراجع فيها التعليم النوعي، وبقينا أسرى الأرقام والأوهام.

* مؤسسة التعليم المتطور لن تقف عند مدارسها في الرياض؛ فلها برنامج وطني وعربي طموح سواء في المدارس والجامعات أو الأكاديميات أو التعليم عن بعد؛ فلعلها تقدم صورة مباشرة أمام وزارة التربية - بقياداتها الجديدة - لتغيير حقيقي فاعل في النمطية الإشرافية التي ما زالت تتحكم في غد الأجيال مسايرة أو مكابرة أو متاجرة أو إيثارا للاسترخاء؛ فلا خوف على هوية أو انتماء.

* قبل ثلاثين عاما (1980) أطلق (رونالد ريغان) نداءه الجهير (أمة في خطر)، وندب مستوى التعليم المتردي في الولايات المتحدة، وتابعه من بعده؛ حتى (جورج بوش الابن) الذي عد من حسناته القليلة اهتمامه بالتعليم، وآن لنا أن نتبنى مشروعا وطنيا لإنقاذ التعليم من جهل صغاره، وتحكم كباره، كما حان فرز التعليم الأهلي وما يسمى الأجنبي المتميز، ومنحهم الثقة ليقرروا يومهم الدراسي كما يراه خبراؤهم، لا كما ترسمه تعليمات وتعميمات كبر عليها الزمن أربعا.

* هذا المقال إعلان فرحة بخطوة أولى، وتطلع إلى خطوات متوثبة أخرى، وثقوا أن الأمة مرتهنة للتعليم؛ فإما التنوير أو التعتيم، وإما أن نحجز مكاننا نحو الذرى أو نرتضي الإقامة في السفوح.

* التعليم مفتاح أضعناه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد