عندما شاهدت تدشين صاحب السموالملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه صاحب السموالملكي الأمير نواف بن فيصل لحفل مشروع الصقر الأولمبي وهوبرنامج طموح وقوي.. تمنيت قبل ذكر جوائزه الضخمة للاعبين في الألعاب الفردية والجماعية أن تعلن خطة لوجستية بمشاركة وزارة التربية و(التعليم) وعدد من الجهات الحكومية والأهلية الأخرى ضمن إطار برنامج الصقر الأولمبي.. ليكون المشروع والبرنامج أكثر فعالية بالمشاركات الوطنية من جميع المؤسسات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بدعم البرنامج.
ومع ذلك فضخامة المبالغ ستكون دافعا لأبطالنا في زمن أصبحت المادة تمثل حجر الأساس في معظم الأمور.. وبلا شك فالأبطال الأولمبيون يستحقون تلك المكافآت متى ما وصلوا للأولمبياد وحققوا ميداليات ترفع شأننا الرياضي في المحفل الدولي الكبير.
هذا وتداعت الذكريات إلى ذاكرتي لأبطال أولمبيين رفعوا قامتنا وهامتنا ورؤوسنا بدورة ميونيخ عام 1972 م التي تعتبر أول مشاركة لنا في الأولمبياد برئاسة عراب الرياضة السعودية صاحب السموالملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - رئيسا للوفد.. والأستاذ عبدالرحمن الدهام إداريا للوفد.. وكان لمشاركتنا الوطنية في التصفيات النهائية الأولمبية بميونخ بألمانيا صدى كبير في المجتمع الرياضي - رغم محدوديته آنذاك - وفي المجتمع المدرسي كذلك بحكم أن معظم المشاركين كانوا يتبعون وزارة المعارف - التربية والتعليم حاليا - وبما أن التعليم جزء من أجزاء التربية لهذا فإن اسم (وزارة التربية والتعليم) يعتبر خطيئة تربوية كبرى ويدل على أن من أطلق الاسم ليس تربويا وبعيدا عن التربية ورجالها.. فالمفروض أن تكون (وزارة التربية) فقط...
وبالعودة للموضوع أذكر أن مشاركاتنا كانت في سباقي الثماني مئة والأربع مئة والمائة متر حواجز.. وكذلك شاركنا في ألعاب الوثب العالي والطويل والأربع مئة تتابع وقد مثلنا من اللاعبين الأبطال بلال سعيد وعبدالرزاق معاذ وغازي مرزوق وسيف عبداللطيف - رحمه الله - وهؤلاء كانوا من النادي الأهلي.. كذلك اللاعبون منصور الجعيد من تعليم الطائف وحسين الطيب من الوحدة بمكة المكرمة وحميد الجمعان من الهلال بالرياض وفاروق التركي من ثقيف بالطائف وسعد خليل من نادي الشباب بالرياض وغيرهم ممن غاب واستغاب عن الذاكرة.. وقد اختيروا لإنجازاتهم في مسابقات مناطقهم التعليمية حين كان التعليم يعج بحراك رياضي منتج وفعال ثم وئد بعدها لمدة تزيد على الثلاثين عاما لتتأثر الحركة الرياضية السعودية جراء ذلك الوأد.
هؤلاء الأبطال من رئيس الوفد.. للجهاز الإداري والجهاز الفني واللاعبين رفعوا رؤوسنا كثيرا في أولمبياد ميونخ 72.. - رغم أنني كنت حينها في المرحلة الابتدائية - وتم النقل التلفزيوني مسجلا بالأبيض والأسود إلا أنه ثبت في ذاكرتي وذاكرة جيلي الذين ينتمون للرياضة بالممارسة أوالمتابعة آنذاك.
وقد غرست المشاركة الأولمبية في نفوسنا المباهاة بأبطال الوطن ونحن نشاهدهم في الحدث العالمي.. وكانت الأماني معطرة بالاستزادة والاستمرار على تلك الوتيرة من التمثيل وبالتالي تحقيق الأرقام الأولمبية في الأولمبيات التالية ورفع علم المملكة عاليا في كل محافلها ومناشطها.. ولكن للأسف خابت تطلعاتنا لأسباب منها إهمال وزارة المعارف للنشاط الرياضي بمعناه الصحيح.. وانشغال البقية بكرة القدم على حساب أم الألعاب.
إن ألعاب القوى هي تاج الرياضة وواسطة عقدها الثمين.. فقد أضحت تمثل حراكا عالميا ضخما.. وما يتبعها من برامج إستراتيجية تقتضي عملا مضنيا وأموالا طائلة بمنأى عن كرة القدم واليد والطائرة والسلة والفروسية...فألعاب القوى هي التي جعلت الولايات المتحدة تسيطر على الميداليات الذهبية وتعانق عنان السماء في كل محفل أولمبي خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.. والآن بدأت الصين هذه القوة المبعوثة من وراء سورها العظيم في مزاحمة الولايات المتحدة على عرش الأولمبياد..
ونحن هنا يقود زمام ألعاب القوى ويتسنم رئاستها رجل متمرس ومنتج ومعطاء وصاحب فكر وإنجاز وهوالأمير نواف بن محمد.. وشهادة لله إن هذا الرجل مكسب قومي وكبير لرياضة ألعاب القوى.. وإذا لم يدعم هوواتحاده بميزانيات مفتوحة وبصلاحيات كاملة من الرعاية ومن وزارة التربية والقطاع الرياضي العسكري فقد جنينا على رياضة وطن بأكمله لأن أم الألعاب في العالم المتحضر هي ألعاب القوى وهي أساس الرياضة وتاجها الزاهي.. ويستطيع لاعب واحد في ألعاب القوى حصد ست ميداليات ذهبية أوفضية أوبرونزية ويرفع علم بلاده ست مرات في المحفل الأولمبي الكبير..
هذا ويبقى السؤال.. هل يستطيع برنامج الصقر الأولمبي الذي يستهدف أولمبياد لندن أن يكون صورة متطورة ومنجزة كخطوة ثانية بعد خطوة أولمبياد ميونخ 72 ؟! هذا ما نتمناه كما نأمل من برنامج الصقر الأولمبي دعوة الأبطال الذين شاركوا في أولمبياد ميونخ 72 كضيوف شرفيين.. فالوفاء من شيم ولاة هذا الوطن منذ تأسس على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن وإلى أن تقوم الساعة.. فلن يكلف الشركة الراعية تكريم هؤلاء الأبطال حضورهم أولمبياد لندن عرفانا لهم.. والله وحده من وراء القصد.
متأهلون بإذن الله !!
الحقيقة لن أزيد وأعيد في التعليق على مباراتنا المفصلية بعد غد الأربعاء مع المنتخب الكوري الشمالي.. فالزملاء كل في موقعه اشبعوا المباريات الماضية والقادمة مع كوريا الشمالية تحليلا وتمحيصا وتحميصا ولم تبق شاردة أوواردة إلا قيلت وكتبت عبر جميع الوسائل المقروءة والمرئية وستتكرر اليوم وغدا وبعد الغد.. ولي رأي مختصر بل هي أمنية أن يكتفى بتمارين (الاستريش) وهي تمارين الاستطالة وتفكيك العضلات والتركيز على خطة اللعب بحيث لا يستنزف اللاعبون أكثر مما هم مستنزفون عقب موسم رياضي طويل لم يبق ولم يذر... حتى عندما تحل ساعة الصفر يكون اللاعبين في أفضل جاهزيتهم البدنية والمعنوية. هذا ولنتوكل على الله ولنحزم أمورنا ونذهب إلى إستاد الملك فهد متسلحين بإيماننا العميق بالله ومتوكلين تمام التوكل عليه عز وجل ثم بدعم جماهيرنا الهادرة سنكسب اللقاء وسنتأهل بإذن الله إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا... والله ولي الصالحين.
نبضات !!
* الاجتماع الأهلاوي الشرفي الأخير حظي بتبرعات فاقت العشرين مليون ريال إضافة لتحمل أحد أعضاء الشرف للجزء الأكبر من تعاقد النادي مع لاعب أجنبي.. الجماهير الأهلاوية من جانبها قدرت هذه العطايا السخية وهؤلاء المتبرعين الكرماء.. والجميع متأكدون من سرعة إيداع تبرعاتهم الكريمة لحساب النادي !!
* في الاتحاد أمور غير مفهومة.. فعندما انتهى الوقت المحدد لتسليم ملفات الترشيح لإدارة نادي الاتحاد وكان وقتها ملف الأستاذ طلعت لامي النمري هوالمكتمل وهوأيضا الوحيد المستكمل الشروط.. فلماذا لم يرفع حينها ترشيحه للرئيس العام لاعتماده ؟!! سؤال موجه للأمير خالد بن فهد رئيس أعضاء شرف نادي الاتحاد !!
* ستبقى الانتخابات الأهلاوية علامة جودة ونبراسا لكل انتخابات الأندية.. بمصداقيتها ودقة تنفيذها وإنفاذها برعاية صاحب السموالملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس المجلس الشرفي الأهلاوي !!
خاطرة: أولئك الذين تعشعش الآثام في نفوسهم.. يتخيلون دوما أن كل عين تستشف ما بداخلهم !!