Al Jazirah NewsPaper Monday  15/06/2009 G Issue 13409
الأثنين 22 جمادىالآخرة 1430   العدد  13409
مستعجل
عملاق الشميسي أكمل نصف قرن بهدوء (2-2)
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

مجمع الملك سعود الطبي.. ذلك العملاق الذي صار جزءاً من معالم مدينة الرياض.

** بدأ بمستشفى واحد قبل (45) عاماً.. وطرح الله فيه البركة منذ وجوده وحتى اليوم.. حيث استوعب كل مرضى الرياض وما حولها.. ولم يعجز عنهم.. ولم يتعذر واحداً منهم.. ولم يرجع يوماً أحدهم دون علاج..

** بدأ كما قلت بمستشفى الملك سعود.. وهو مستشفى واحد فيه أقسام.. أو.. له توابع.. مثل.. النساء والولادة والأطفال.. ثم تحول مع مرور السنين إلى عدة مستشفيات في مجمع واحد.

** لم أتوقف عن زيارة هذا المستشفى.. إما مراجعاً أو زائراً.. أو قادتني مهنة الصحافة إلى معرفة خبايا هذا المستشفى.. الذي يتجدد ويتغير ولا يقف عند حد.

** استلم إدارته الدكتور النشط عدنان العبدالكريم.. وهو طبيب وإداري محنك.. وكان في ذهنه الشيء الكثير لتطوير هذا المرفق المهم العملاق.. ومساندته وزارة الصحة في ذلك.. إدراكاً منها بأهمية هذا الصرح الطبي الرئيسي.. وجزماً منها بأن هذا المجمع سيستوعب كل من طرق بابه ولو كانوا بعشرات الآلاف يومياً.. وهذا ما حصل بالفعل.

** مديره الحالي - المشرف العام على المجمع - حمل ويحمل في ذهنه.. الكثير من المشاريع والتطوير لهذا المجمع.. منها ما نُفِّذ بالفعل.. ومنها ما هو تحت التنفيذ.. ومنها ما هو في طريقه للتنفيذ

** هذا المجمع.. يضم اليوم تحت سقفه.. ثلاثة مستشفيات كبرى هي المستشفى العام.. ومستشفى الأطفال ومستشفى النساء والولادة.. كما يضم مراكز.. هي حقيقة مستشفيات كبرى مثل مركز طب الأسنان ومركز الملك فهد الخيري للكلى.

** يقع داخل هذا المجمع الكبير (42) مبنى.. مستشفيات.. ومراكز وخدمات مساندة لهذا الصرح الكبير

** يتجاوز عدد الأسرة في هذا المجمع إلى أكثر من (1400) سرير.. ولك أن تتخيل.. كيف يمكن خدمة هذا الحجم من المرضى.. وهو حجم كبير تعجز عن استيعابه أكبر وأضخم المستشفيات.

** ثم أُخضع هذا المستشفى إلى دراسة شاملة متكاملة تدخَّل فيها خبرة الطب والهندسة والإدارة.. ووضع له خطة تطويرية شاملة متكاملة يتم تنفيذها على مراحل قضت بالاستغناء عن تلك المباني المشتتة وغير المترابطة والقديمة إنشائياً.. بخمسة أبراج فقط. علاوة على تطوير الموقع العام للمجمع.

** يتم تنفيذ هذه الخطة التطويرية على مراحل ثلاث.. في كل مرحلة يتم إضافة إنجاز طبي ومعماري.. وإنجاز تطوير إداري هدفه خدمة وراحة المرضى.. واستيعاب أي عدد يراجع المجمع مهما كان حجمه.

** تم فعلياً.. الانتهاء من البرج الطبي الأول في مرحلة التطوير تلك.. بسعة (368) سريرا.. منها (100) سرير عناية مركزة.. ولك أن تتخيل معنى أن يكون هناك (100) سرير عناية مركزة فقط؟

** بعض المستشفيات أو أكثرها.. لا تتجاوز أسرة العناية المركزة عن عشرة أو ربما عشرين.. ومع ذلك.. تعجز عن رعايتها وتشغيلها.. لكن هذا المجمع.. يضم أكثر من (100) سرير عناية مركزة.. حيث أخذ في حسبانه ضخامة أعداد المراجعين واستيعاب الحالات الطارئة.. كما أن درس الحالات التي تراجع المستشفى خلال السنوات الماضية.. وعرف الحاجة الفعلية تحديداً.

** كما تم الانتهاء من البرج الأكاديمي والإداري.. وهو برج معني بالدراسة الأكاديمية والعمل والتطوير الإداري والقيادة الإدارية.. ويحتوي هذا البرج على مكتبة متكاملة مع قاعة محاضرات كبرى مجهزة لغرض تدريب الكوادر الطبية وغير الطبية أيضاً.

** ولاستكمال المرحلة الثانية من خطة التطوير تلك.. يتم حالياً تنفيذ برجين لمستشفى النساء والولادة بسعة (200) سرير.. كما يتم تنفيذ مستشفى الأطفال بسعة (300) سرير.

** كما يتم فوق ذلك حالياً.. تنفيذ ثلاثة أدوار للعيادات الخارجية على أعلى المستويات.. وكلنا يعلم حجم وأعداد المراجعين للعيادات الخارجية لهذا المجمع.. حيث تشاهد أعدادهم كالنمل صباح مساء.

** وفي المرحلة الأخيرة.. سيتم تشييد البرج الجراحي وتطوير الموقع العام.. ليتحول هذا المجمع إلى مدينة طبية متكاملة تضارع أكبر المدن الطبية العالمية.

** وتصل نسبة السعودة بين الأطباء السعوديين العاملين بالمجمع.. إلى فوق (75%) بعد أن كانت نسبتهم إلى سنوات ليست بعيدة.. إما صفر أو فوق الصفر بقليل.

** عندما تزور هذا المجمع العملاق.. وهذه المدينة الطبية الحالمة، وسط الرياض.. تشاهد مؤخراً.. اللمسات الرائعة التي أنجزتها إدارة المستشفى.. إذا انتهت إلى غير رجعة.. تلك (الدواعيس) وتلك الممرات الضيقة.. وتلك المباني المترهلة المتشققة.. وتلك الطرق المحفرة.. وتلك الأبواب والنوافذ المهشمة.. وذلك البلاط الذي تحول إلى السواد.

** اليوم.. هذه المدينة.. وهذا المجمع الضخم.. يضاهي أكبر المدن الطبية جمالاً وروعة وأداءً وتنظيماً.

** إننا يجب أن نشد على أيدي أبنائنا في إدارة وقيادة هذا المجمع العملاق.. الذين حولوا هذا المجمع العتيق العريق إلى مدينة طبية حديثة تضاهي أفضل المدن الطبية العالمية.

** يجب أن نقول للمحسن أحسنت خصوصاً أن هؤلاء الرجال المخلصين يعملون في حقل حساس ومهم وخطير.. وهو الحقل الطبي الذي نحتاجه كثيراً وقد عانينا منه كثيراً.

** شكراً.. للدكتور عدنان العبدالكريم..

** وشكراً.. لكل مساعديه..

** وشكراً.. لكل الأطباء والعاملين في هذا الصرح الطبي العملاق على هذا الإنجاز المشرف وعلى هذه الخطوات التطويرية الملموسة.

** وشكراً.. لوزارة الصحة أيضاً.. التي دعمت هذه المراحل التطويرية وساندتها ووفرت لها كل وسائل الدعم.

** وشكر خاص لسمو أمير منطقة الرياض سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أيده الله.. على ما يجده هذا المستشفى العريق من سموه.. من اهتمام شخصي مستمر ومتلاحق.. حتى وصل إلى هذا المستوى المشرف.. مدينة طبية حديثة تضارع وتضاهي أكبر وأرقى المدن الطبية العالمية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد