Al Jazirah NewsPaper Monday  15/06/2009 G Issue 13409
الأثنين 22 جمادىالآخرة 1430   العدد  13409
لما هو آتٍ
اليوم معكم..
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لعله لم يفطن ذلك الموغل في الوهم أنّ فضاء النفوس قد لوّثته الأحزان أيضاً..

*** ليست الطرق التي يعبر بها مارة الناس والدواب والطائر وحدها التي تحتاج للتطهير, الطرق التي تمر بها المؤثرات داخل الإنسان أيضاً تحتاج إلى تطهير.., أو هكذا أحسب..

*** من يبني قناعاته على وهم، بالتأكيد سيجدها أنقاضاً ذات حقيقة..

هذا لكم، أما ما هو لي فأقول:

*** كتبت صالحة مسفر: قرأت بحثاً لك عن (الإعلام والتربية) في أحد أعداد مجلة علمية لا أذكرها الآن, فأنا أتابع كل ما تكتبين، وكنت منذ ذلك أحرص على مناقشة فكرتك التي تقولين فيها: (إنّ كل إعلامي تربوي، وليس كل تربوي إعلامياً) فقد علقت عبارتك في ذهني، ولم أنسها، غير أنني سافرت مدة انقطعت فيها ولم أصلك برسالتي هذه، أختي الكريمة هذه عبارة مهمة، وأشعر أنها تنظير يحمل واقع الحقيقة التي تغيب عن الإعلاميين، وعودة إلى احتياجات المجتمع من الإعلاميين الآن فإننا بأمسّ الحاجة لمناقشة وإدارة الأفكار حول موضوعات تحمل في مضامينها توعية تربِّي في النشء الكثير مما فرط فيه واقع البيوت وحركة التغييرات داخلها، ترى هل تعتقدين أنّ الإعلاميين الآن يقومون بدورهم التربوي؟)..

*** يا صالحة، بدءاً الشكر لمتابعة قراءتي، وقد استوقفت هذه العبارة الكثيرين ومنهم الدكتور زياد إدريس الذي بعث يتأكد إن كانت لي أم في السياق هي لغيري، فأكدت له براءة انتمائها لقلم لن يضع سنانه ما دمت حية,

أجل صالحة، الإعلامي متاحة له فرص الدخول لكل بيت، والنزول في أي مكان، وولوج الأبواب وصدارة المواقع، سيما أنه مؤثر مادامت له وهجة الحرف، وقدرة التعبير، وموهبة الاستمالة بفكرة جاذبة، أو قضية ملحة، أو موضوع يمس حاجة، أو يمثل مواقف، الإعلامي يمكن أن يكوّن الأفكار ويؤسس القناعات ويغيِّر التوجُّهات، لذا أخذت الوسيلة الإعلامية صفة السلطة، لذا فإنّ اختيار من يعمل فيها ويؤدي الدور الإعلامي كاتباً أو محرراً أو مخبراً أو معداً لبرامج أو مخططاً لمنهجية، أو مشرفاً على النشر، أو مسؤولاً عن الاتصالات المكتوبة من القرّاء أو المشاهدين أو المستمعين ينبغي أن يكون اختياراً جاداً له معايير وشروط لا مجاملة فيها، ولهذه الأهمية في إناطة مسؤولية الكلمة بصفاتها المقروءة والمسموعة، المرئية

ما يعزِّز الشعور بالأمانة وواجب الاختيار بمثل ما يقيد الإعلامي بالأمانة وقيم التنفيذ، ربما لأنّ الأمة التي تستيقظ على المادة الإعلامية وتنام عليها، وتجعلها حديثها خلال اليوم كله، تُخضع كل منافذ تؤثر فيها لهذه الوسيلة، الأحرى بعناصرها إذن أن تكون من ذوي القدرة على البناء النفسي والفكري والوجداني، بما فيه التربية، من حيث سلامة عامة في الفكر, والذوق، والصدق في المعلومة، والقيَمية في التوجُّهات، والحرص على نقاء المعتقد. شكراً صالحة هذه الفرصة لإيضاح مفهوم المصطلح الذي أجريت عليه ذلك البحث.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص. ب 93855



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد