طهران - أحمد مصطفى- وكالات

شنت السلطات الإيرانية حملة ملاحقات بحق قيادات إصلاحية أمس الأحد غداة إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية وحوادث شغب عمت شوارع طهران احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي أكد خصمه الرئيسي أنها شهدت تجاوزات.

وقال الإصلاحي البارز محمد علي أبطحي أمس الأحد إن أكثر من 100 إصلاحي إيراني بينهم محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ألقي القبض عليهم مساء السبت.

من جهته صرح قيادي في جبهة المشاركة الإيرانية أن عشرة قياديين في مجموعتين إصلاحيتين دعمتا المرشح الذي هزم في الانتخابات مير حسين موسوي أوقفوا. وقال المسؤول في الجبهة رجب علي مزروعي إن عشرة على الأقل من أعضاء جبهة المشاركة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية أوقفوا السبت. وبين الذين اعتقلوا مصطفى تاج زادة (النائب السابق لوزير الداخلية) ومحسن أمين زادة (النائب السابق لوزير الخارجية) وعبدالله رمضان زادة (الناطق باسم حكومة خاتمي) وسعيد شريعتي وبهزاد نبوي وزهرة اغاجاري. إلى ذلك جرت صدامات جديدة أمس الأحد في طهران بين حوالي مئتين من أنصار مير حسين موسوي والشرطة استخدمت فيها قنابل مسيلة للدموع.

وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة والي عصر احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد (الموت للدكتاتور) ورشقوا الشرطة بالحجارة. وردت قوات الأمن مطلقة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وقال صحافي فرانس برس إن الشرطيين اقتحموا محلات تجارية لجأ إليها بعض المحتجين واقتادوا عدداً منهم. وقال مساعد قائد الشرطة أحمد رضا رادان في تصريح للتلفزيون الرسمي أن الشرطة (استخدمت الغازات المسيلة للدموع في بعض القطاعات لوضع حد للصدامات والوضع تحت السيطرة).

وانتشرت الشرطة بكثافة الأحد في شوارع طهران وتحديداً في محيط وزارة الداخلية غداة حصول مواجهات عنيفة.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أمس أن طاقم تلفزيون إيطالي تعرض للهجوم وللإصابة علي يد شرطة مكافحة الشغب في طهران. وكان الصحافيون الذي يعملون لحساب محطة (راي 3) العام يغطون المصادمات. وأكدت المحطة التلفزيونية أن مصور القناة أصيب بعدما تعرض للضرب على ظهره بالهراوات من جانب شرطة مكافحة الشغب. وقام رجال الشرطة أيضاً بمصادرة كل التسجيلات التي صورت الاحتجاجات. وقالت الوزارة أن سفارة إيطاليا في طهران على علم بالحادث. ووصفت نقابة شبكات الإذاعة الإيطالية وهيئة المحررين في المحطة هذه الواقعة بأنها (ترويع غير مقبول من قبل الشرطة الإيرانية).

من جانب آخر أعلنت قناة العربية أنها تبلغت من السلطات الإيرانية إغلاق مكتبها في طهران لمدة أسبوع ودون تحديد سبب واضح للقرار. وقال رئيس تحرير العربية نبيل الخطيب إن مراسل القناة ضياء الناصر وهو عراقي معتمد ومقيم في العاصمة الإيرانية منذ أربعة أشهر، تبلغ (شفهياً من وزارة الوعظ والإرشاد قرار إغلاق المكتب لأسبوع اعتباراً من الآن). وأضاف الخطيب أن القرار يشمل (منع القيام بأي تغطية خلال الأسبوع بدون أن توضيح للأسباب أو إنذار مسبق).