Al Jazirah NewsPaper Monday  15/06/2009 G Issue 13409
الأثنين 22 جمادىالآخرة 1430   العدد  13409
أضواء
نيران شوارع طهران تهدد نظام الملالي
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

على الرغم من مباركة كبير النظام الإيراني (ولي الفقيه) علي خامنئي لنتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية التي أعلنها وزير الداخلية بحكومة أحمدي نجاد، رغم اعتراض المرشحين الآخرين والشارع الإيراني الذي يشهد ولليوم الثالث مظاهرات احتجاجية دامية تذكر عما كانت عليه شوارع طهران عشية وصول الخميني من باريس..!

على الرغم من مباركة كبير النظام فإن نتائج الانتخابات لا تعتبر نهائية وليست رسمية، إذ لا بد من تصديق مجلس مصلحة تشخيص النظام الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني الذي تسربت بعض الأنباء من داخل طهران تشير إلى استقالته من جميع مناصبه..!!

الآن الانقسام في إيران لا يمكن إخفاؤه، فعلى الرغم من إقدام السلطات هناك بإغلاق مكاتب المحطات الفضائية التي نقلت كاميرات مراسليها المظاهرات الاحتجاجية والصدامات الدامية والحرائق التي أشعلها المتظاهرون في شوارع طهران وصور القمع والضرب المبرح الذي تعرض له المتظاهرون، وعلى الرغم من إغلاق الصحف التي تجرأت ونشرت صور الاحتجاجات وعناوين الرفض للانتخابات، وحجب مواقع الإنترنت، إلا أن فضائح انتخابات الرئاسة الإيرانية ظهرت فوق السطح مما دفع حتى رموز النظام إلى الاحتجاج والتهديد بالابتعاد عن (ورطة) نجاد التي يريد خامنئي فرضها على الإيرانيين؛ فهاشمي رفسنجاني الذي ينظر إليه على أنه الشخص الثاني في النظام الإيراني الحالي يهدد بالتخلي عن جميع مناصبه، ومعنى هذا أنه يحاول أن ينأى بنفسه عن (انحياز) ولي الفقيه علي خامنئي، وتتحدث الأوساط الصحفية في طهران عن أن رفسنجاني قد بعث برسالة قبل إجراء الانتخابات إلى علي خامنئي يحذره من (البراكين) التي سوف تتبلور بعد الانتخابات، خصوصاً إذا شعر الشعب بأن الحكومة أو النظام يساند مرشحاً ما على حساب آخر.

والآن وبعد ظهور النتائج التي (صاغها) جماعة خامنئي بمساندة الحرس الثوري والمتشددين فإن رفسنجاني وعدداً من رموز النظام الآخرين رفعوا رسالة إلى ولي الفقيه والمراجع الشيعية الأخرى في قم، للقيام بمبادرة لإخماد النار التي بدأت تنتشر، فبعد اشتعال النيران والمظاهرات في شوارع طهران انتقلت المواجهات إلى أصفهان حيث أحرق طلاب جامعة أصفهان الصناعية النيران في مبانيها، كما أن هناك تحضيرات لتنفيذ عصيان مدني في تبريز مسقط رأس المرشح مير حسين موسوي الذي يشتكي من تزوير الانتخابات، ولهذا فإن رفسنجاني وخاتمي وكروبي إضافة إلى المرشح مير حسين موسوي وغيرهم من رموز النظام الذين يدعمهم الإصلاحيون يطالبون ولي الفقيه والمراجع الشيعية إطلاق مبادرة لوقف تأجج النيران التي بدأت تنتشر في إيران، والتضحية بشخص من أجل الحفاظ على نظام الملالي الذي تهدده مظاهرات طهران النيرانية..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد