مساء الخميس الماضي وعلى هامش افتتاحه لملتقى الوراق الخامس وتشريفه، أسعدني وزملائي أعضاء ملتقى الوراق سمو محافظ المجمعة الأمير الشاب المتوثب لخدمة دينه ومليكه ووطنه عبد الرحمن بن عبد الله بن فرحان آل سعود، أقول أسعدنا بحضوره وتشريفه لحفلنا في مدينة المجمعة، ومع أنّ هذا الأمير يضع على طاولته العشرات من القضايا المهمة في تطوير وتحديث هذه المحافظة الغالية علينا كسائر محافظات الوطن، وهو مسكون بهمومها وتطلُّعات أهاليها، إلاّ أنه يضم بين جنبيه شخصاًَ يحمل ثقافة عالية، وجملاً وعبارات مختصرة لكنها معبّرة، وتدل على مخزون ثقافي كبير.
وليسمح لي القارئ الكريم أن أنقل له بعضاً مما تفضّل به سموه الكريم من حديث أو توجيهات لحضور هذا الملتقى عرفاناً منه بجميل الحضور والتشريف.
في معرض الكتاب المصاحب لهذا الملتقى، وهو أولى المحطات لسموه الكريم في ملتقى الوراق الخامس، كان حديث سموه عن بعض الكتب المعروضة حديثاً راقياً يدل على متابعته للقضايا التي تشغل المؤرخين، وكيفية التعامل، فوقف عند كتاب يتعلّق بعلاقة الرسول الكريم مع القبائل المحيطة بالمدينة المنورة وكيف كان رسولنا الكريم يتعامل معهم، ثم استوقفه أكثر من كتاب من الكتب المعروضة وناقش الحضور في لجوانب مرتبطة بها، ومن ذلك نقاشه اللطيف مع زميلنا فائز البدراني عن كتابه عن الملك عبد العزيز وعن تعدد اسم البدراني وتشابه الأسماء في داخل القبائل، تلا ذلك حواره مع الأستاذ محمد الفيصل عضو ملتقى الوراق حين ناقشه عن كتابه المهم عن تعداد البادية والحاضرة في نجد قبل مائة عام، وكان نقاشاً لطيفاً عن تعداد سكان المحافظة قديماً وحديثاً، وحديث آخر لطيف عن تعداد سكان مدينة تمير في الوقت الحالي، ثم تحدث مع مدير العلاقات العامة بالدارة الأستاذ عبد الله الحقيل عن أحدث إصدارات الدارة وهو كتاب توثيقي تاريخي نقاشاً مهماً، وكان حديث عن الوثائق المحلية وأهمية تعامل المواطنين مع الدارة في جانب الوثائق لخدمة تاريخ هذا الوطن الكريم.
أميرنا الشاب وهو في طريقه إلى قاعة المحاضرات وبدء الحفل كان يؤكد على أنّ التاريخ علم حساس في توجيه كريم من سموه إلى أعضاء ملتقى الوراق بأنّ الواجب عليهم أن يكونوا عند حسن الظن، والبحث في تاريخنا الوطني بما يخدم الصالح العام وعدم نبش التاريخ بما لا يحسن وإثارة جوانب حساسة من شأنها التشويش وإثارة ما لا ينبغي إثارته.
وفي أكثر من موقف علّق سموه على جوانب مهمة في حديثه الجانبي تدل على شخصية متزنة تهتم بهم المحافظة وأهلها، وهو في الوقت نفسه على علم بأهمية التاريخ كونه مادة مهمة لاستشراف المستقبل وخدمة الوطن من خلاله.
حديثي هنا ليس للثناء على الأمير لمجرّد الثناء والمدح، بل هو للحديث عن شخصية أنموذجية شاركت وتشارك في كل اهتمامات هذا الوطن، مما يؤكد دقة الاختيار لدى ولاة الأمر في هذا الوطن لاختيار من يقودون محافظات هذا المجتمع الكريم.
باسمي وزملائي أعضاء ملتقى الوراق شكراً على الحضور والنقاش والتشريف والتوجيه.
للتواصل فاكس - 012092858
Tyty88@gawab.com