في أماكن يعرفها من يريد إنجاز عمل في منزله أو متجره، يتوقف طالب الخدمة بسيارته التي سرعان ما يحاط بها طالبو العمل من جهاتها الأربع، جنسيات مختلفة كل لها اختصاصها، فإذا كنت ترغب في إصلاح مبنى أو تسوير حديقة أو حتى منزل.. أو القيام برصف المنزل أو تغيير البلاط، فالعمالة باكستانية تحيط بسيارتك ولا تتركك إلا وأنت قد اخترت من يقوم بالمهمة.
أما إذا كنت تريد عملاً بسيطاً كتغيير الدهان، أو نقل أثاث فأمامك العمالة البنغالية، وللسباكة والكهرباء فيختلط العمال المصريون واليمانيون.. وبين هذه المجاميع تنتشر جنسيات أخرى منهم الهنود وانضم إليهم حديثاً حملة جنسية النيبال وبعض الفلبينيين، وجميع هؤلاء يعملون خارج إطار كفلائهم، فهم ممن يعملون ضمن ما يسمونه ب(التأشيرة الحرة) والتأشيرة الحرة هي قيام العامل بالعمل عند غير كفيله، ولفترات قليلة، منها عمل يوم واحد لإنجاز عملية بسيطة، أو لأسبوع واحد، وبعضهم يستمر لشهر أو أكثر، وهؤلاء هم من يعملون عند مقاولي بناء المنازل.. أو سائقي المنازل.
هذه التجمعات العمالية التي توفر العمالة السائبة والتي تعمل عند غير كفلائها معروفة لدى الجهات الأمنية والرقابية في المدن الكبرى، ورغم ما تمثله هذه العمالة من خطورة أمنية فضلاً عن تدني مهارتها المهنية إلا أننا لا نزال نرى هذه التجمعات التي تعمل بلا مرجعية قانونية، فالعامل يعمل دون معرفة كفيله، ويدخلون المنازل يعرفون أسرارهم، فلا غرابة أن تتعرض تلك المنازل للسرقات وربما أخطر من السرقات!! لأن بعض من يعمل فيها في الصباح يعود في المساء ليسرقها.
****