إلى خالتي، المرأة الصابرة المحتسبة التي عانت من المرض خمس سنوات مع كبر سنها..
|
هذه وقفة وداع مهيب في ذكراها..
|
قلوب فيك أتعبها الغيابُ |
وأنقض صبرها فيك المصابُ |
تضيق بك الثواني مسرعات |
ويشفق من توجُّعِكِ الإهاب |
تُغَشِّيك السكينة في ابتهال |
وتوهن عظمك العلل الصعاب |
فما استأنستِ بالشكوى احتساباً |
ولا أغنى السؤال ولا الجواب |
ملكتِ قلوبنا حباً وعطفاً |
وأصفيتِ الجميع رضاً فطابوا |
لنا في دفء مجلسك احتفال |
وحب لا يكدّره عتاب |
إليك تُجَمِّعُ الأشواق منا |
قلوباً للقاء لها ارتقاب |
يحف بنا وقارك في اجتماع |
ويدنينا سماحك والجناب |
إذا يأتي المساء لنا حضور |
فما مل الشيوخ ولا الشباب |
أيا أم الكرام رحلت شوقاً |
إلى الرحمن طوباك المئاب |
إلى رضوانه ومقام صدق |
بإذن الله تهناك الرحاب |
رحاب الله مرحمة وعفو |
وغفران وجنات ثواب |
لئن ودَّعتِ أهلاً أسكنوك |
قلوباً كم يُفَزِّعها الغياب |
فإن مساكن الأبرار أسمى |
وأهل الله أعلاهم مثاب |
تحيتهم يُلَقَّوها سلام |
ويمناهم يصافحها كتاب |
تحف بهم بدار الخلد وُلدٌ |
فطاب مقامهم وزكى شراب |
تُساقيهم بها الغلمان كأساً |
من الريان يعلوها الحباب |
إلى رضوانه يلقاكِ ركب |
ضيوف الله للداعي أجابوا |
بحب الله قد سبقوا إليه |
ألا فَلْيهْنَها تلك الركاب |
إلى زوج كريم كان بَراً |
وأطفال شفاعتهم تجاب |
وأم بَرَّةٍ وأبٍ حَفِيٍ |
بإذن الله في الفردوس طابوا |
ألست لكل مكرمة.. وبر |
معينا لا يغيض ولا يُشَاب |
حبيبتنا وقرةَ كلِّ عين |
دموع العين أَنهرَها المصاب |
وألقى لوعة في القلب تسري |
بأعصاب وحار بها اللباب |
رحلت فلا ترحَّلت السجايا |
ولا ذكرى يطيب بها صحاب |
لنا في الله معتصم وَحَمدٌ |
لما يقضي به ولنا احتساب |
بأن الصبر في البأساء حرز |
يُنَال به من الله الثواب |
فطوبي غيث مرحمة هتونٌ |
على جدث يواريه التراب |
|