الدكتور حارث العبيدي أستاذ الفقه الإسلامي، وخطيب وإمام جامع الشواف في حي اليرموك غرب بغداد، ورئيس الكتلة البرلمانية لجبهة التوافق ونائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، وقبل كل هذا وذاك فالدكتور حارث العبيدي مدافع صلب عن حقوق المعتقلين العراقيين الذين تضج بهم المعتقلات في العراق، الأمريكية والحكومية على حد سواء.
هذا السياسي العراقي الفذ استشهد بعد صلاة الجمعة أمس الأول بعد أن أمَّ المصلين وخطب فيهم؛ فبعد خروج الشهيد العبيدي من الجامع مع سكرتيره كان أحد المجرمين يتربص خارج الجامع، فأطلق ثلاث رصاصات أصابت إحداها الدكتور حارث العبيدي فأردته قتيلاً، وقتلت الثانية سكرتيره، وبعد أن تأكد المجرم من تنفيذ جريمته ألقى بقنبلة وسط جموع المصلين الذين كانوا يغادرون الجامع فقتلت ثلاثة آخرين لتكون حصيلة جريمته الغادرة خمسة من الشهداء الذين كان آخر عمل لهم في هذه الدنيا الفانية عبادة الله واستشهدوا عند أحد بيوت الله.
الشهيد حارث العبيدي ورفاقه ذهبوا إلى ربهم يشكون ظلم الإنسان الذي يقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة في يوم الجمعة المبارك وعند باب الجامع الذي أمَّ فيه الشيخ العبيدي المصلين، وهذه الجريمة -التي تأتي بعد أيام قليلة من جريمة نكراء أخرى شهدتها ناحية البطحاء التابعة لمحافظة الناصرية في جنوب العراق- تظهر أن قوى الظلام والجماعات التي لا تريد الخير للعراق تتحرك من جديد لإغراق هذا البلد في أتون الفوضى الأمنية والسياسية، مستهدفين الرموز السياسية الشريفة والنظيفة، التي عرفت بدفاعها عن المظلومين الذين تعرضوا للإيذاء من العصابات والمليشيات التي جاءت إلى العراق مع الاحتلال.
واستهداف الشهيد الدكتور حارث عمل مخطط له، لأن الشهيد كان يستعد لمواجهة الجهات التي تقوم بعمليات الاعتقال العشوائي الموجهة ضد أهل السنة بوجه الخصوص، كما أن الشهيد العبيدي كان يعمل من أجل إطلاق سراح النسوة العراقيات اللاتي يقبعن في المعتقلات الأمريكية والحكومية العراقية، وإضافة إلى نشاطه في مجالات حقوق الإنسان المتعددة فللرجل جهود وأعمال متواصلة من أجل مواجهة تفشي الفساد والانفلات الأمني وتورط الكثير من الأجهزة الأمنية في عمليات الخرق والإرهاب التي يتعرض لها المواطنون العراقيون، ولذلك -بالإضافة إلى وجود مخطط إرهابي لإعادة الفوضى الأمنية للعراق- لا يستبعد تورط جهات حكومية وبالتحديد أمنية في التخلص من الشهيد الدكتور حارث العبيدي الذي يمتلك الكثير من المعلومات التي تدين الأجهزة الأمنية ولذلك فقد تم التخلص من سكرتيره الخاص الذي يختزن بدوره هذه المعلومات.
قدر العراق ورجاله الشرفاء أن ينشط الغرباء المجرمون على أرضه للقضاء على الوطن وعلى رجاله الشرفاء.
jaser@al-jazirah.com.sa