كشفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية عن أكبر مصنع للخمور في مدينة الدمام بإدارة نسائية من دولة إفريقية، ويعد مصنع الخمور النسائي أول مصنع من هذا النوع يتم الكشف عنه.
وصرح الناطق الإعلامي بأن رجال الهيئة رصدوا هذا المصنع، بعد تلقي بلاغ من أحد المواطنين وتمت مراقبة عددٍ من النساء أثناء ترددهن على منزل قديم وخروجهن منه حاملات أكياساً. وعثر على امرأتين من جنسية إفريقية تتراوح أعمارهما بين (35- 45) سنة، وألقي القبض عليهما بالجرم المشهود وبحوزتهما عدد(600) قارورة جاهزة للبيع، ووجد في المنزل عدد كبير من البراميل الممتلئة بالخمر وأدوات تصنيعه, كما قُبض على سائق سيارة أجرة من جنسية آسيوية يتستر على المجرمتين، ويقوم بترويج الخمور ويساهم في نقلها وبيعها. واعترفت إحداهما بأنها تقوم بهذا العمل مقابل مبلغ (2000) ريال شهرياً.
وما فتئنا نشكو من قيام بعض الرجال الوافدين بهذا الفعل وغيره من الأعمال الإجرامية، والسعي لإفساد شبابنا بالخمور والمخدرات وترويج الأفلام الخليعة؛ حتى فاجأتنا تلك النساء الوافدات بأعمال مشابهة، وكأن بلادنا لا ينقصها من خراب سوى تصنيعهن الخمور وتسويقها.
والحق أن هؤلاء المجرمات النواعم ما كان لهن القيام بهذا العمل القذر لولا تشجيع بعض المستهلكين، أو التواطؤ معهن والتستر عليهن وعدم مراقبتهن من لدن كفلائهن، والالتزام بطبيعة العمل الذي حضرن لبلادنا من أجله، كما لم يكن من وسيلة للقبض عليهن لولا بلاغ أحد المواطنين من ذوي الضمائر الحية، وهو ما أود التأكيد بضرورة الانتباه جيداً، والتيقظ من لدن المواطنين الغيورين على بلدهم المشفقين على مواطنيهم، أولئك النبلاء الذين لا يتخلون عن المسؤولية الاجتماعية والتبليغ عن أي مظهر غير طبيعي، أو مشهد غير معتاد، أو منظر يثير الريبة.
وتحية مغلفة بالامتنان، ممزوجة بالشكر لرجال الهيئة الشرفاء الذين لولا حماسهم وحفاظهم على الفضيلة لما تم الكشف عن هذا المستور، والقضاء على هذا الوباء وغيره من الرذائل الأخلاقية، والنقائص السلوكية، وهو بالفعل ما يستحقون عليه الثناء.
وفي هذا الاكتشاف وغيره مما يتعلق بالمرأة ما يؤكد ضرورة استعانة الهيئة بالعنصر النسائي المدرب في أمر الرصد والتحري خصوصاً في الأوساط النسائية، ولا سيما في مدن الألعاب والأسواق المغلقة التي تغص بالسلوكيات الخاطئة، والمشاغل الخاصة بالسيدات وما تكتنفها من تجاوزات، فضلاً عن افتقاد معظمها لبعض الأمور الضرورية، وحاجتها الماسة إلى التوعية والإرشاد، عدا ما يتعلق بالالتزام بالنظافة والتهوية وهو ما ينذر بخطر محدق من نقل للأمراض الجلدية والصدرية والتي نأمل أن تصلها مراقَبة جادة من موظفات البلديات.
وإني لأرجو في دخول المرأة للعمل الميداني وبالأخص في قطاع هيئة الأمر بالمعروف إصلاحاً وسداً لبعض الفجوات، كما آمل البدء بما انتهى إليه الرجال، وترك الاجتهادات الشخصية، والكف عن الجدال العقيم وإبداله بالحوار المثمر، والنصح بمحبة وإشفاق، مع الإنصات وإبداء حسن النوايا ما لم يثبت العكس. والمتهم على أي حالٍ بريء حتى تثبت إدانته.
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342