لا يوجد ما هو أخطر على مستقبلنا من أن يتحول تعليمنا إلى مجرد تنظير وحشو لفظي، وعندما يحدث هذا فلن يجد طلابنا في التعليم أية متعة أو معنى أو صلة بحياتهم وباهتماماتهم الشخصية، حينها يصبح المعلم شخصاً مملاً بالنسبة للطالب، بل إن المدرسة والتعليم برمته يتحول عندئذٍ بالنسبة للطالب إلى تجربة مكروهه وعديمة النفع. تداعت إلى ذهني هذه الأفكار وأنا أرى بعض مدارسنا تعوزها التجهيزات المختبرية التي تساعد معلمي العلوم على تقديم منهج العلوم للطلاب بصورة أمينة وفعالة وصادقة. وتبدوا هذه المشكلة أكثر وضوحاً في مدارس القرى والأرياف حيث لا تتوفر التجهيزات المختبرية بصورة مرضية. وللتغلب على هذه المشكلة فكر التربويون في تجهيز معامل متحركة، وهي عبارة عن باصات كبيرة تتجول بين المدارس وفق جدول محدد. هذه الباصات مزودة بمصادر للماء والغاز والكهرباء وأجهزة الحاسب، كما أنها مزودة بثلاجة وموازين وميكروسكوبات وأدوات علمية أخرى وفني صيانة. الحاجة إلى تنفيذ فكرة المعامل المتحركة تبدو مجدية عندما نعلم أن الفكرة سهلة التنفيذ وأن بعض مدارسنا لا يتوفر بها مختبرات.
يا صانعي قرارنا التعليم أرجوكم أن تغيّروا وتصلحوا الواقع الحالي لتدريس العلوم في مدارسنا، فبدون ذلك سيطول ليلنا في العالم الثالث.