نتحدث عن السياحة لا نتحدث عن موضوع ترفيهي بقدر ما هو موضوع اقتصادي كبير، وصناعة قائمة بذاتها. فهناك دول تعتمد ميزانياتها تقريباً على المداخيل السياحية. ولذلك، فإن المملكة أخذت تهتم بهذا القطاع الاقتصادي الواسع في الآونة الأخيرة كمصدر من مصادر الدخل الوطني.
وبقراءة بسيطة لإحصائيات العام الماضي عن الحركة السياحية في بلادنا نجد أن هناك توجهاً من قِبل المواطنين نحو قضاء الإجازات في الداخل، فضلاً عن اجتذاب بعض مناطق المملكة للسياح من الخارج وخصوصاً من دول الجوار الخليجي.
فعدد سيّاح الداخل بلغ خلال 2008 نحو 29 مليون سائح أنفقوا 37.5 بليون ريال. وهذا رفع القيمة المضافة للسياحة في الناتج المحلي من 36.4 بليون ريال في 2004م إلى 47 بليون ريال في 2008م أي بنسبة 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي، و6.9% من الناتج المحلي غير النفطي.
والقطاع السياحي قطاع كبير ومتنوع وقادر على حل كثيرٍ من الإشكاليات الاقتصادية، منها على سبيل المثال قدرة هذا القطاع على استيعاب عشرات الآلاف من الباحثين عن عمل بمختلف التخصصات السياحية والفندقية والترفيهية. فالأرقام مثلاً تشير إلى ارتفاع عدد المؤسسات السياحية بالمملكة من قرابة 29 ألف مؤسسة في 2004م إلى نحو 42 ألفاً في 2008م.
هذه الأرقام التصاعدية تشير إلى أن الاهتمام الحكومي بقطاع السياحة ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والآثار بدأت تؤتي ثمارها، إلا أنه يجب تأكيد أننا ما زلنا في البداية ومستقبل السياحة مستقبل واعد ولا بد من استثمار الفرص والميزات التي حبا الله تعالى بها بلادنا، من اتساع جغرافي، وتنوع مناخي، وأماكن خلابة وأخرى أثرية هذا عدا الأماكن المقدسة، وكل ذلك يمكن أن يضع مملكتنا ضمن الدول الجاذبة سياحياً.
***