Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/06/2009 G Issue 13396
الثلاثاء 09 جمادىالآخرة 1430   العدد  13396
عن جامعة تبوك
د. عبدالعزيز بن سعود العنزي *

 

في يوم تعانق فيه جامعة تبوك لحظة جديدة من لحظات الإنجاز في طريق التنمية؛ تزهو بفرحة طلابها وطالباتها وهم يجنون ثمار الجهد مبتهجين بهذا التتويج الذي يضيئه سموّكم برعايته لهذا الحفل الذي يعد يوماً من أيام الجامعة ودرباً جديداً لها نحو المستقبل ويتم فيه تخريج 1900 طالب وطالبة في مختلف التخصصات ويرعاه صاحب السمو الملكي أمير المنطقة.

إنه يوم تتجدد فيه ملامح العلم وتتنامى في آفاقه خطوات جامعة تبوك وهي تتأهب دوماً للمشاركة في مسيرة تنمية وطن يفخر بعطاءاته ويحتفل بمنجزه في كل مجال، من خلال سعيها لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها تحت ما تلقاه مسيرة التعليم العالي في بلادنا من فيض اهتمام ودعم من لدن حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله جميعاً - والذين يصوغون باستمرار رؤيته العظيمة ويطلقون في سمائه المزيد من رايات الخير وإشراقات العطاء؛ حتى أصبح الاهتمام بالتنمية العلمية لإنسان هذا البلد إطاراً واضحاً لهذه الرؤية ومنطلقاً للعمل الجاد بها في كل مجال وما تلقاه الجامعة من دعم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك والتأكيد المستمر على ضرورة بناء الجامعة وفق استراتيجيات معاصرة من قبل معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري.

إن هذه الجامعة الوليدة والتي توفرت لها بنية تأسيسية واعية على صعيد التخطيط والكوادر البشرية وتوافر أعداد كبيرة من خريجي الثانوية العامة والرؤية المستقبلية لفاعليتها والأهداف المتوخاة منها، تعد إضافة حقيقية ومهمة في الإسهام في التنمية الشاملة من خلال توظيف قدراتها وبرامجها العلمية التي بدأت من أوليات الإعداد العلمي الجامعي وفق قنوات أكاديمية تعمل حالياً على صياغة مساراتها وآليات تنفيذها؛ إيماناً منها بهذا الدور وتماساً مع الوضعية الجغرافية والحضارية لهذه المنطقة وأهميتها الإستراتيجية على الصعيد الوطني.

إن جامعة تبوك وهي تفتح أبوابها لتبوك الحاضر والمستقبل تنطلق من تلك الرؤية بإدراكها لأهمية العلم ومكانته وقدرته على تجاوز الواقع النظري إلى واقع الفعل المخطط والمتكامل والذي رسمت ملامحه في هذه المنطقة منذ أن تولى سموّكم مقاليد الإمارة بها حتى أصبحت ذات بعد حضاريّ يشار إليه بالبنان وواحة عمل مستمرة تقدم لإنسانها المزيد والمزيد من الإنجاز في شتى المجالات، حيث قامت الجامعة في الفترة القريبة الماضية بالعمل على إنشاء الكليات والأقسام الأساسية وتطوير بعض البرامج الدراسية المقدمة لتشمل الدبلومات العالية ومرحلة الماجستير في بعض التخصصات النظرية والعلمية مع تهيئة كل الإمكانات الممكنة لزيادة فرص قبول الطلاب والطالبات في تخصصات حيوية متوافقة مع خطط التنمية ومواكبة لاحتياجات سوق العمل بالمنطقة وهيكلة بعض الكليات لتواكب رؤية الجامعة الحالية والمستقبلية.

وفي هذا الإطار بدأت الجامعة بتنفيذ مشروع إعداد خطتها الإستراتيجية التي سيتم من خلالها دراسة الواقع وتحديد الجوانب التي يمكن من خلالها تنمية الأفكار واستثمارها وصولاً إلى رؤية شاملة للعمل على كافة المسارات لتحقيق الأهداف برؤية طموحة، وحرصها على تطبيق برنامج السنة التحضيرية لهذا العام الذي جاء نتيجة التوصيات التي خرجت بها الورشة الأولى برعاية معالي وزير التعليم العالي في العام الماضي.

وفيما يتعلق بمشروعات الجامعة الأكاديمية واختصاراً للوقت وتحقيقاً لرغبة أبناء المحافظات وتوجيهات سمو أمير المنطقة في البدء بتقديم التعليم العالي في محافظات المنطقة فقد قررت إدارة الجامعة تنفيذ ذلك في خطوة استباقية كسباً للوقت، حيث سيتم فتح مجال الدراسة للطالبات فقط بالمحافظات تخفيفاً لهن من مشاق السفر والسكن، على أن يتم استقبال طلبات الدراسة للطلاب بعد اكتمال الموافقات والاعتمادات الرسمية اللازمة لذلك، حيث سيتم افتتاح فروع الجامعة في محافظة حقل في الدراسات الإسلامية والرياضيات وفي محافظة تيماء أيضاً تخصص اللغات والترجمة والرياضيات والدراسات الإسلامية وفي محافظة الوجه سوف يتم افتتاح تخصصات اللغات والترجمة والرياضيات واللغة العربية وفي محافظة أملج الدراسات الإسلامية والرياضيات واللغات والترجمة أما في محافظة ضباء فقد تمت إعادة هيكلة الكلية لتصبح الكلية الجامعية بضباء للطلاب والطالبات.

وحول برامج الدراسات العليا فقد قامت الجامعة بإقرار واعتماد برامج مختلفة كالدبلوم العالي والماجستير في علم النفس العيادي العملي وفي التربية الخاصة، وجار العمل على استكمال إعداد واعتماد برامج الماجستير في الرياضيات والإدارة والتخطيط التربوي والمناهج وطرق التدريس والقياس والتقويم.

كما قامت الجامعة بعقد اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات العالمية للاستفادة من خبراتها في مجالات متعددة في فرنسا والصين كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات مع عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية كالأمن العام والشؤون الصحية والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، كما بادرت الجامعة بالمساهمة في عدد من مشروعات التنمية والتطوير الجارية في المنطقة في إطار مشروع متكامل وضعت له الخطط والآليات المناسبة، سواءً من خلال ورش العمل أو المشاركة في الندوات والفعاليات المختلفة.

وعلى مستوى المشروع الحضاري الكبير (المدينة الجامعة) والتي سيتم إنشاؤها على مساحة 9 ملايين متر مربع وتضم كافة الكليات والمباني الإدارية والإدارة العليا والمرافق المختلفة والمستشفى الجامعي وغيرها. وأوشك الموقع العام (المرحلة الأولى) على الانتهاء، والعمل جار بمشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس، وحول مشروع مباني الكليات تم التوقيع من قبل معالي الدكتور خالد العنقري على عقود إنشاء مبنى كلية الطب ومبنى كلية العلوم الطبية التطبيقية وطرح مشروع الإدارة العليا وإسكان الطلاب للمناقصة، إضافة إلى ما هيأته الجامعة من مبان مؤقتة لتمكّن كافة الكليات والإدارات من أداء عملها، حيث أعلنت الجامعة عن ميزانيتها لهذا العام (1430- 1431هـ) حيث بلغت الميزانية المعتمدة 500.357.000 ريال (خمسمائة مليون وثلاثمائة وسبعة وخمسون ألفاً)، كما بلغت تكلفة المشاريع المعتمدة التي ما زالت تحت التنفيذ داخل المدينة الجامعية 1.178.500000 ريال (مليار ومائة وثمانية وسبعون مليوناً وخمسمائة ألف).

وتم تخصيص مبلغ 150 مليون ريال لإنشاء كلية الطب بالجامعة، ومبلغ 90 مليون ريال لإنشاء كلية العلوم، كما تم رصد مبلغ 110 مليون ريال لإنشاء كلية العلوم التطبيقية ومبلغ 100 مليون ريال لإنشاء كلية الهندسة.

أما مبنى إدارة الجامعة فقد تم تخصيص مبلغ 70 مليون ريال لتكاليف إنشاء وتصميم المبنى ضمن الحرم الجامعي، كما تم اعتماد مبلغ 40 مليون ريال لإنشاء مباني المراكز والعمادات المختلفة بالجامعة، وكذلك تخصيص مبلغ مليون وخمسمائة ألف ريال لتصميم وإنشاء الصالة الرياضية، ومبلغ 50 مليون ريال لمباني الخدمات المساندة. وتم كذلك اعتماد مبلغ قدره 7 ملايين ريال لإنشاء مسجد داخل المدينة الجامعية. أما قاعة الاحتفالات للجامعة فقد تم رصد مبلغ 50 مليون ريال لإنشائها. وبالنسبة للبنى التحتية للمدينة الجامعية فقد تم تخصيص مبلغ قدره 150 مليون ريال كمرحلة ثانية، ومبلغ 80 مليون ريال لتشييد محطة الكهرباء المحورية. أما بخصوص إسكان أعضاء هيئة التدريس والطلاب فقد تم تخصيص مبلغ 140 مليون ريال، وكذلك تم اعتماد مبلغ 70 مليون ريال كمرحلة ثانية لإسكان أعضاء هيئة التدريس ومبلغ مليون ريال تكاليف المرحلة الثانية من سكن طلاب الجامعة.

*مدير الجامعة





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد