Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/06/2009 G Issue 13396
الثلاثاء 09 جمادىالآخرة 1430   العدد  13396
الصحة وفزعة الجامعة!!
عبدالعزيز العيادة

 

رغم فرحتي الكبيرة بهذه الجامعة وتفاعلي الممزوج بالفخر بهؤلاء الخريجين ونحن نعيش معهم ليلة استثنائية في كل شيء إلا أن الحزن يأبى أن لا يتركنا نعيش الفرحة بكل تفاصيلها. ولهذا الحزن سر وقصة وحكاية قبل كتابة هذه الأسطر تتعلق بأوضاع مستشفياتنا!!

فلا أعلم ما هو سر بقاء الخدمات الصحية متأخرة حتى الآن في حائل وهي المنطقة الأقل على مستوى مناطق المملكة في عدد الأسرة في مستشفياتها مقارنة بعدد السكان. ولا أدري هل يعلم معالي الوزير الرائع والقدير الدكتور عبدالله الربيعة بالوعد الذي قطعه معالي وزير الصحة السابق الدكتور الشجاع حمد المانع بأن ينتقل مستشفى حائل العام الذي أقيم قبل أكثر من خمسين عاماً إلى أفضل مبنى متوفر بالمنطقة يستأجر ويكون موقعاً مؤقتاً لمستشفى حائل العام حتى يتسنى لإدارة المشاريع بوزارة الصحة إنشاء مبنى جديد خصوصاً وأن موقف سمو أمير حائل كان رائعاً وداعماً ومشجعاً لإقامة المستشفى فسارع لتوفير الأرض ضمن منحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتكون مقراً لسد حاجة المنطقة العاجلة وتوفير مستشفى يغني أهالي المنطقة من رحلات شد الرحال اليومية على مستشفيات العاصمة الحبيبة الرياض؟ وما أقسى آلام المرض وأعباء السفر خصوصاً وإن كانت الظروف ورحلات الطيران لا تساعدك على الوصول إلى حيث موعدك مع الطبيب!!

معالي الوزير السابق ذكر في تصريحه الشهير أن حائل بقيت أكثر من (25) عاماً دون أن يفتتح فيها مستشفى واحد، وواقع الحال الآن مع وجود التطورات الأخيرة والكثافة السكانية المتزايدة والإقبال على جامعة حائل طلاب وإساتذة جعل من المهم مساندة تخصصي حائل (تحت الإنشاء) أكثر من مستشفى حتى لا تتكرر أخطاء الماضي والضغط المضاعف على مستشفى الملك خالد بحائل سابقاً وانهيار الخدمات الطبية بسبب عدم التوازن!!

سأبكيكم وأنا أعلم صدقاً مدى مشاعركم الرائعة وسأحكي لكم قصصاً واقعية تعيش بيننا اليوم في حائل بلا حل!! الأولى لشاب صغير ونحيل وجدته يحمل كل هموم الدنيا وخطواته مثقلة بالإحباط واليأس فيدخل عليَّ في مكتب (الجزيرة) بحائل ليسرد لي قصة والده حسب وصفه الغائب عن الدنيا ممدداً على سريره! وأين؟ في منزلهم المتهالك وممرضته هي والدته الصابرة والتي لا تملك دخلاً مالياً وبدلاً من أن تتفرغ لإيجاد دخل مالي لأبنائها بعد مرض والدهم وجدت نفسها في خانة الممرضة ودخل الأسرة الوحيد كان وما زال من الضمان الاجتماعي وجزء منه لشراء العلاج!!

والآخر مريض بمرض خطير وانهكه التنقل بين مناطق المملكة للعلاج وتراكمت الديون عليه وفي كل يوم أسمع صوته هاتفياً وهو ممدد في منزله وبنبرة حزن يقول: (تكفى أفزع يا بناخي!!) فلا هو وجد العلاج في مستشفيات حائل ولا هو الذي تمكن من الوفاء بالالتزاماته المادية مع الغير!!

أعلم أنها حالات له معالجاتها الخاصة ولكنها بالفعل نتيجة لأوضاع صحية الصمت عليها في حائل (خذلان) لآمال مريض لم يبق له بعد الله إلا أن نكون جميعاً هنا ونعيد لمستشفيات حائل جزءاً من الثقة التي فقدت بها!!

واليوم لا بد أن وجود جامعة حائل يبعث الأمل وانطلاق كلية الطب فيها يجعلنا أكثر تفاؤلاً بقرب وجود حلول عملية لأمراض المنطقة مع ضعف الخدمات الصحية، ولا يمنعنا هذا من طرح تساؤل الشارع الحائلي: ماذا سيفعل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وهل تطول معاناة المنطقة؟

أما تكون بداية معالي الوزير من المنطقة التي تصدرت المناطق بأقل نسبة للأسرة في مستشفياتها مقارنة بعدد السكان والمنطقة التي كانت ولازالت ضمن المناطق الأقل حظاً في مشاريع التنمية وصدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن توليها خطط التنمية ووزارة المالية والوزارات الخدمية دعماً إضافياً لتصل لمستويات المناطق الأخرى.

إن حلولاً عاجلة هي مطلب الحائليين فهم يريدون أن يغيروا وضعاً ليس يتعلق بجانب ترفيهي وإنما في صلب حياتهم وآمالهم وآلامهم ومستقبل أجيالهم.

وجامعة حائل بدعم القيادة الحكيمة وحرص معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وبإدارتها الطموحة بقيادة معالي الدكتور أحمد السيف مدير الجامعة قادرة على اتخاذ خطوة تاريخية مهمة لا يمكن أن تنسى من أهالي المنطقة إن أقدمت عليها الآن وفي هذا الوقت بالذات وهي المبادرة باستئجار مبنى أو مبان لإقامة المستشفى الجامعي المؤقت ودعمه بالكوادر الطبية العالمية سواءً من الجامعات الدولية التي أبرمت الجامعات اتفاقياتها معها أو مع جامعة الملك عبدالعزيز المشرفة على إدارة وتشغيل كلية الطب والمستشفى الجامعي لتسهم الجامعة عملياً وفي سد أهم محاور النقص في حائل وهي الخدمات الطبية. فهل تفعلها جامعة حائل وتفوز بثناء وشكر أهالي حائل المترقبين وهم عطشى لأي بارقة مطر؟!!

إن تأخر بداية العمل بالمستشفى الجامعي بحائل حتى يتم إنجاز المباني في المدينة الجامعية يعني استمرار معاناة حائل ومرضاه، أما وإن بادرت الجامعة بالعمل على تشغيل سريع في مبنى مستأجر أو أقامت مباني شبيهة بالمباني الإدارية للجامعة والتي أنجزتها مؤخراً لتكون مقراً للمستشفى الجامعي فهي بذلك ستحقق أهدافاً عدة ذات أثر فاعل في حياة الناس في المنطقة وستسجل إنجازاً فريداً من نوعه، فهل نسمع بذلك قريباً؟ أتمنى ذلك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد