لقاء - صالح الدواس
نحن على موعد هذا اليوم مع هامة من هامات الوطن ورمز من رموزه الأوفياء الذين خدموا بعصامية وحفروا لأنفسهم مكانة مرموقة في نفوس الناس. حيث يعيش حب الناس وحب خدمتهم وقبله حب الوطن...
بل وبلور هذا المعنى إلى واقع ملموس في خدمة الوطن وخدمة المجتمع... من خلال عدة قنوات وأهمها وأبرزها وأحبها إلى نفسه التعليم، إنه الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير
وبمناسبة افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز لمعهد العمارة والتشييد....
تحدث ل(الجزيرة) عن قناعته بإنشاء معهد العمارة والتشييد برياض الخبراء خاصة وعن مسيرته التعليمية وسر اهتمامه بالتعليم والإنفاق عليه وخدمة المجتمع عموماً.
* لمن توجه الكلمة الأولى بهذه المناسبة ؟
- أولاً نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم علينا من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، وبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم على دعمه اللامحدود لكل ما يخدم المنطقة. وما تشريفه اليوم لتدشين هذا الصرح التعليمي التقني المهني إلا تأكيد على اهتمامه ودعمه اللامحدود لمشاريع المنطقة.
* ما سر اهتمامك بالتعليم والإنفاق عليه ؟
- منذ أكثر من 50 عاماً التحقت بالعمل بشركة أرامكو السعودية ووقتها كنت متخرجاً من الكتاتيب برياض الخبراء أعرف القراءة والكتابة وبعدها التحقت بمدارس أرامكو السعودية لتعلم اللغة الإنجليزية وخلال 3 أشهر أجدتها وأصبحت أترجم للعمال وعينت مدرساً للغة الإنجليزية في أرامكو ولاحظت العمال يعرفون اللغة الإنجليزية ولا يجيدون اللغة العربية لغتهم الأم فحز ذلك في نفسي.
وبعدها طلبت من رئيس العمال غرفة بجوار غرفتي وجعلت منها فصلاً أدرس العمال اللغة العربية في الفترة المسائية وخلال شهر أصبح هؤلاء العمال السعوديون يعرفون القراءة والكتابة لأنهم متعطشين للعلم وبعدها في عام 1374 تقريباً عرض علي مدير مشروع الخرج الزراعي آنذاك (أمريكي الجنسية) العمل هناك ووافقت مبدئياً كتجربة وعملت هناك بمميزات أعلى براتب 550 ريالاً شهري تقريباً ولاحظت أن أبناء العمال لا يتعلمون لبعد المسافة عن السيح مقر المدارس الحكومية وفتحت مدرستين في السهباء والخفس بعد موافقة مدير المشروع وعرضت عليه زيادة رواتب المعلمين إلى 400 ريال لجلب أفضل المعلمين من المدارس الحكومية الذي يتقاضون 150 ريالاً آنذاك وفعلاً نجحت في اختيار أفضل المدرسين ونجحت المدارس في ذلك الوقت.
وبعدها انتقلت من السهباء إلى البلد وفتحت مكتبة تخدم الطلاب وجلبت لها الجرائد والمجلات ووسائل إيضاح (مكتبة قرطاسية) وبعدها طلب مني فتح مدرسة محو أمية مسائية لأن الناس متعطشين للتعلم خارج أوقات الدوام فعرضت ذلك على عدد من المدرسين فلم يوافقوا فقررت فتحها لوحدي واستأجرت مبنى وسجل بها أكثر من 1500 طالب واستمرت المدرسة سنتين حتى فتحت الحكومة مدارس محو الأمية وتوقفت.
وفي عام 1378 انتقلت إلى الرياض وعملت في القصور الملكية في الناصرية ومازال التعليم همي الأكبر خصوصا تعليم البنات وذلك قبل إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وكان في ذلك الوقت نوعاً من الصعوبة وقررت فتح روضة أطفال (بنين وبنات) وبعدها انتقلت من القصور إلى الضمان الاجتماعي وثم إلى جامعة الرياض وفكرت في تطوير التعليم من خلال هذه الروضة لكن لابد من دخل يدعم ذلك وقررت الاستقالة من الجامعة والعمل بالمقاولات وواجهت عدة إخفاقات واكتسبت بعض الخبرة وبحثت عن ممول وشريك وحصلت على ذلك واستمر العمل 4 سنوات بالمقاولات ووقفت على قدمي.
وبعدها طورت الروضة ذات ال24 طالبا وطالبة إلى مدارس التربية النموذجية ذات الـ6500 طالب وطالبة الآن, وتم إنشاء الشركة الوطنية للتربية والتعليم لتملك عدد من المدارس ويزيد عدد طلابها 10.000 طالب وطالبة وتدار من قبل أبنائي. وامتداداً لأعمال الأسرة بالتعليم قام الابن خالد بتأسيس جامعة اليمامة التي هي امتداد لاهتمام للأسرة بالتعليم.
* من الأعمال الجليلة التي قمت بإنشائها برياض الخبراء:
- مجمع محمد الخضير النسائي والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة وأصبحت شهرته في الآفاق فهو كخلية نحل من الصباح إلى المساء في عمل دؤوب.
* هل ترى أنه حقق أهدافه؟
- لا شك أن للمجمع النسائي هدف أساسي رئيسي وهو وجود مجمع نسائي متكامل يدار من قبل النساء وأهداف أخرى كخدمة كتاب الله، وخدمة التربية والتعليم، إيجاد فرص عمل للفتيات، تشجيع الحرف اليدوية، خدمة المجتمع ومساندة الدولة في دفع عجلة التنمية، إيجاد فرص عمل للمعلمات والمربيات والمرأة وتشجيع السعودة ودعم الأسر المنتجة.
وقد تحققت هذه الأهداف من خلال أقسام المجمع وهي :
1- مدرسة تحفيظ القرآن الكريم.
2- رياض الأطفال.
3- الحضانة.
4- أما القسم الثاني وهو (قاعة المحاضرات تتسع لعدد ستمائة شخص، وعملت على أحدث المواصفات وصالة عرض منتجات ومكان للطبق الخيري، مصنع للتمور والحلويات، ومعمل ومركز خياطة وتدريب حاسب آلي).
* اليوم يفتتح سمو أمير المنطقة صرحاً مهنياً يضاف إلى اهتماماتكم بالتعليم بكافة التخصصات وهو معهد العمارة والتشييد هل تحدثنا عنه؟
- الفكرة بدأت عام 1424هـ بإنشاء مركز للتدريب المهني والتعليم الفني وأيدها سمو أمير منقطة القصيم وأوصى بدراستها ثم تبنتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتصبح واقعاً ملموساً بعدها تم اختيار الموقع على أرض مساحتها 74100 متر مربع ورصد له أكثر من 12 مليون ريال وبعد الانتهاء من بنائه وبدأت الدراسة فيه تم تطويره من قبل المؤسسة العامة إلى معهد العمارة والتشييد وهو ثاني معهد من نوعه بالمملكة حيث يواكب النهضة العمرانية ويحقق متطلبات سوق العمل.
* ما هي قناعتكم الذاتية بإنشاء المعهد؟
- إنشائي لمعهد العمارة والتشييد برياض الخبراء هو امتداد لاهتمامي بالتعليم عموماً وعندما تتبلور الأفكار وتحسم القناعات لعمل مشروع ما فلابد أن يكون متمشياً مع حاجة السوق ومحققاً لطموح الشباب وأن تكون مخرجات المعهد لسواعد شبابه في مجال المساحة, الإنشاءات, الرسم المعماري وظائف مهنية سعودية تملأ الفراغ الموجود في القطاعين العام والخاص.
* كلمة أخيرة؟
نشكر لجريدة الجزيرة تغطيتها المتميزة بمختلف مناسبات الوطن.
