لقد تناولنا في مقالة سابقة قصيدة كتبها الأخ الشيخ فراج العماني يتحدث فيها عن غياب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن أرض الوطن لمرافقة شقيقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقلنا في آخر المقالة إن هذا الوفاء والشهامة والنبل لا نستغربها من الأخ فراج لاسيما وهو حفيد الفارس الشهير فراج العماني الذي قيل فيه:
|
ما خبرنا مثل فراج العماني |
عفّ عن ركب زبن قبر الصييفي |
وبعد نشر المقالة اتصل بي الإخوة الأعزاء من آل أبو اثنين الكرام وهم غنيم أبو اثنين وسعود أبو اثنين ومسلم أبو اثنين وخالد أبو اثنين وكلهم قالوا إن هذا الموقف النبيل هو للفارس الشهير والشيخ صنيتان أبو اثنين وذكروا أن هذه القصة حدثت في زمن الدولة السعودية الثانية وفراج العماني لم يدرك ذلك الوقت أو أنه كان صغير السن ويستشهدون على ذلك بقول الشاعر فالح بن حثلان السبيعي الذي كان يعد مآثر بني عمر من سبيع إذ قال:
|
قوم لجوا بفهيد عفناهم جهار |
شيمة عرب ورجال والكذب فرفور |
غدو على قبره كما وصف خطار |
قالوا ترى ما عند هالقبر ممنوع |
بني عمر بالله لهم حظ وجهار |
شر على اللي يلبس الجوخ ودروع |
وصنيتان أبو اثنين من بني عمر بينما فراج العماني من بني عامر، كما يستشهدون على ذلك بشهادة سالم بن فهيد بن شافي بن فهيد الصييفي وسالم من أحفاد الفارس المشهور الشيخ فهيد الصييفي، وقال سالم إن فراج العماني فارس وشيخ غني عن التعريف وشجاعته معروفة عند الجميع ولكن الذي أعرفه أن القصة لصنيتان بن مبارك أبو اثنين وهو الذي عفا عن الركب الذين احتموا بقبر فهيد الصييفي وكان معه مدغم العماني وذكر سالم أن هذه الرواية سمعها من الشاعر دبيان بن عساف الصميلي وغليفص بن وبران بن دهيم الصميلي وعبدالله بن ملفي الجبور السبيعي. (انتهى)
|
|
يبقى القول أخيراً أننا هنا نبحث عن شيم العرب وقيمهم ومآثرهم ونفتخر بها مهما كان مصدرها وفاعلها ولا ننحاز لأحد دون أحد فهي تشكل بالنسبة لنا تاريخنا الشامل الذي نفخر فيه دون تحديد، وذلك لأن تراثنا الشعبي وعلم الأنساب كما يقول علامة الجزيرة حمد الجاسر رحمه الله: (إنني عملت فيه لأكثر من نصف قرن ولازلت أتلقى الإيضاح والتصويب وذلك لأنه غير موثق (بالمراجع المكتوبة) لذلك يحتار الباحث في الوصول إلى الاستخلاص الأصوب لاسيما حينما يكون النصان متقاربان ويتحدثان عن موضوع واحد).
|
لذا اقتضى التنويه مع اعتزازنا الكامل بالأسرتين الكريمتين آل أبو اثنين وآل العماني وتاريخهما المشرف.
|
|