Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/06/2009 G Issue 13396
الثلاثاء 09 جمادىالآخرة 1430   العدد  13396
لما هو آت
متى شربة عسل هنيئة..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

في المجتمعات المختلفة هناك نوعان من مرجعية التعليم، الأول المسؤولة عنه الدولة، ويندرج تحت سمات الحكومي، النظامي، المدفوع التكاليف، الرسمي، والنوع الآخر الأهلي، أو الخاص، أو ذو الرسوم، لكنهما لا يخرجان عن مظلة أسس سياسات التعليم في المجتمعات بدءاً بالسن القانونية لبدء الدراسة وانتهاء لمراحل التدرج في التعليم والمعايير الأدنى في تماثل التوجه، والمضامين، وساعات اليوم الدراسي, ومنهج التقويم الأساس, والانقياد لمنهجية الدولة وسياستها وعقيدتها ولغتها الأم، وتختلف تفاصيل النوعية في وظائف أداء مؤسسات النوعين وتدخل فيها مهارات التخطيط وبرامج التعلم، وأساليب التدريس، وأنواع النشاطات، والبرامج المفتوحة إضافة للبرامج الأساس في خطة التعليم للمراحل المختلفة، وعادة يدخل التعليم الخاص في برامجه أحدث آليات التعليم، وأجد الأفكار المعينة، وأكثرها جاذبية وتغذية، من ذلك استحداث التعلم بالأجهزة المتطورة كالحاسوب، وجعله وسيلة للدرس والتواصل مع المدرسة وحل المشكلات ومواجهة مواقف تقييم الذات ودعمها بمهارات التفكير والتنفيذ باستخدامه في حل الواجبات أو تقديم المشاريع، ومنها زيادة مناهج اللغات الحية، وتطوير مقررات القراءة واستخدام المكتبة والاستفادة من مناهج البحث والتوثيق بل جعلها أسلوباً للتعلم وتطوير مهارات التلقي والاكتساب، لذلك تكون هناك هوة شاسعة بين التعليم الرسمي، والأهلي الخاص، فهو إلى جانب ميزانيته الخاصة يجد دعماً من الدولة ومن ثم يضاف إليها الدخل من رسوم تسجيل الطلاب الدارسين فيه، وللإقبال عليه غدا مصدر استثمار يغري كل متطلع لولوج أبوابه، لكنه يقيم علاقات وطيدة بأولياء الأمور ذلك لأن الأولياء أنفسهم يحرصون على متابعة تعلم أبنائهم لأنهم يشعرون بقيمة التكاليف التي يدفعونها من أجل أن يكون هناك فارق نوعي بين ما يتلقاه الطالب في المدارس النظامية التي بالكاد يتخرج الطالب في الثانوية منها وهو ينطق جملة سليمة في اللغة الأجنبية المقررة، بينما تجري ألسنة نظرائه في التعليم الخاص بالحديث كالماء بها..وجرياً على ذلك بقية من جوانب أخرى..

وعلى الرغم من أن الناس تعاهدت هذه الفروق في معظم مدارس الدول بين التعليم الأهلي والرسمي، إلا أنها لا تتخطى الأسس وعائدات النتائج ومستويات التعلم، بينما في مجتمعنا هناك هوات وسيعة بينهما، لذا فإن السؤال الكبير العريض هو: لماذا يكون البون هذا شاسعاً جداً بين محصلات النتائج في مستويات مردود التعليم بينهما في مجتمعنا..؟

على الرغم مما يبذل للتعليم الرسمي من جهود وميزانية؟ وعلى الرغم مما يهيأ للهيئة التعليمية فيه من فرص تطوير وتدريب؟ وعلى الرغم مما تم ويتم من تحديث وتطوير لمحتويات المقررات وخطط التعليم..؟.. وعلى الرغم مما يتحقق للإدارات في المدارس من فرص الوقوف على خبرات إضافية.؟ أي في المجمل: على الرغم من خلايا العمل الدؤوب في مواقع العمل من أجله، والركض كما الريح بين منسوبيه ومنسوباته، والتحليق كما النحلات بين رؤسائه وقادته، إلا أن الشهد لم يقطر بعد كما ينبغي له من المذاق الحالي في أفواه الدارسين بعد..؟ ولعل المرحلة الجديدة تكون سلمة للقفز نحو مرتفع الشجر..حيث صافي العسل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد