«الجزيرة» - أحمد القرني:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر مساء أمس الأول حفل تدشين الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر بقاعة نيارى بالرياض.
وقد كان في استقبال سموه بمقر الحفل سمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر وعدد من أصحاب السمو الأمراء ومعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وأعضاء مجلس إدارة الجمعية.
هذا وقد بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الكريم ثم ألقى سمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية كلمة رفع فيها شكره وتقديره بالإنابة عن مجلس الإدارة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما أولوه - حفظهم الله - من دعم ورعاية لهذه الجمعية في إطار ما تحظى به مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي من احتضان ومساندة.
وأعرب سموه عن تقديره وعرفانه لتفضل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز برعاية انطلاقة الجمعية، مشيراً إلى أنّ ذلك يعكس أهمية هذه المؤسسة الخيرية والدور المأمول منها في تقديم رعاية متخصصة لفئة من المجتمع قدمت الكثير لنا.
وقال سموه: (إنّ تفضل سمو نائب وزير الداخلية برعاية هذه المناسبة التي نحتفي فيها بإطلاق واحدة من صروح الخير في بلادنا.. مملكة الإنسانية.. يتجسد على ثراها في كل لحظة قيم التكافل والتراحم التي حضنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف).
عقب ذلك ألقت سمو الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبدالله آل سعود نائبة رئيس مجلس إدارة الجمعية كلمة عبر الدائرة الصوتية المغلقة أعربت فيها باسم أسر المصابين بمرض الزهايمر، والمتطلعين لبرامج رعاية متكاملة لهذه الفئة الغالية عن الشكر لسمو نائب وزير الداخلية لتفضله برعاية هذه المناسبة، ولما يوليه من دعم لهذه القضية الحيوية.
ورأت أن تشريف سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز لهذه المناسبة يجسد العديد من الحقائق في مقدمتها أهمية رسالة هذه الجمعية، والدور المأمول منها تجاه المجتمع خاصة في ظل ما يلمسه الجميع من تزايد في ظاهرة مرض الزهايمر، وغياب أو نقص برامج رعاية متكاملة لهذه الفئة وأسرها.
ثم شاهد سموه والحضور عرضا مرئيا عن مرض الزهايمر.
ثم ألقى معالي وزير الصحة د. عبدالله الربيعة كلمة أشار فيها إلى أن الدين الإسلامي أرسى مبادئ رعاية الفرد والأسرة والمجتمع وحث على ترابط المجتمع وتكافله.
وقال (يأتي إنشاء هذه الجمعية تنفيذا لوصية هذه الشريعة السمحة الداعية إلى أهمية العناية بالمحتاجين والمسنين هذه الفئة الغالية على الجميع في هذا المجتمع).. بعدها ألقى معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين كلمة رأى فيها أن إنشاء مثل هذه الجمعيات يمثل أذرعة خير تعين وزارة الشؤون الاجتماعية وتعضد عملها في مجال الرعاية الاجتماعية والتثقيف وعلى القيام بعملها.
ونوَّه معاليه بدعم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية لكل سبل الخير.. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الكلمة التالية.. جاء فيها:
نحن في هذا الوقت وفي هذا العصر وفي هذا الوطن تحت رعاية الله سبحانه وتعالى ثم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله وأخيه وعضده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله وأعاده إلينا إن شاء الله عن قريب بصحة جيدة، ونحن نطمئن الجميع أنه بخير وسيعود قريباً بأحسن حال إن شاء الله.
نحن جميعاً بهذا الوطن نتعاون على البر والتقوى ونعمل مجتمعين لما فيه خير أمتنا وخير الإنسانية جمعاء مهتدين بهدي من الله سبحانه وتعالى مقتدين برسوله الكريم في كل أمر.
إن ديننا وعقيدتنا تحثنا وتقودنا وتدفعنا وتأمرنا بأن نكون خير أمة أخرجت للناس في كل مجال. نعمل ونجتهد لما فيه الخير للإنسانية والبشرية وليس فقط لهذا الوطن، هذا هو الإسلام أن نعمل مصلحين عاملين كل ما فيه خير الإنسانية جمعاء كما ذكرت دائما وإلى الأمام في كل مضمار.. كما قيل في الأثر (لكل داء دواء علمه من علمه ومن لم يعلمه) ولكن نحن في مجالنا هذا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوجد لهذا الداء الدواء وأن يكون كريما كما ذكر إن شاء الله.
العمل الإنساني في مجال خدمة المرضى والمسنين والمحتاجين عمل لا أريد تكرار القول أنه من واجباتنا كمسلمين وكآدميين وكمواطنين في هذا البلد الآمن بقيادتنا الحكيمة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ولنا في قيادتنا كذلك.
العمل الإنساني واجب على كل فرد حسب استطاعته (فاتقوا الله ما استطعتم) لا يجب أن يحقر إنسان في أي وضع كان أو مكان أو مستوى أنه لا يستطيع أن يعمل شيء.. لا بل كل يستطيع أن يعمل ويشارك في العمل الإنساني بما فيه مصلحته وأسرته وبلاده والإنسانية جمعاء كل حسب استطاعته.
والحمد لله في هذا المجتمع المسلم الخير نجد الكثير من القدوات الصالحة ممن وهبهم الله القدرات سواء كانت الذهنية أو المركز الاجتماعي أو المادية أو الفنية كل في مجاله يحاول ويبادر ويعمل من أجل الخير إن شاء الله في هذا المضمار ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الجمعية بمبادرة نسائية ومعاضدة رجالية ونحمد الله على ذلك ونرجو ان تكون مشاركتنا جميعا فعالة.
إنني أشكر الإخوة المهتمين بهذا المجال والذين عملوا بجد واجتهاد لأن تكون الجمعية، وإن أنا إلا فرد من ضمنهم أبذل كل ما استطيع إن شاء الله لأن تكون هذه الجمعية فعالة كأخواتها من الجمعيات الخيرة في مجالات متعددة، نسمع بجمعيات القلب والكلى ومكافحة السرطان وهكذا كثير ونأمل بالمزيد إن شاء الله في بلدنا الحبيب مسعى للخير مقدر لمن سعى فيه وأكبر قدر إن شاء الله ومثوبة عند الله سبحانه وتعالى (والعاقبة للمتقين).
وأضاف سموه قائلاً أنا أدعو كل من يستطيع أن يفعل شيئا في هذا المجال أن لا يتأخر في المبادرة والمساهمة حسب استطاعته ليس فقط ماديا بل معنويا بالدرجة الأولى ثم هناك مجالات أخرى يجود الإنسان فيها في مجال الخير بأي قدر كان حسب جهده، وإن شاء الله تكون هذه الجمعية موفقة ورائدة في عملها وأن يمتد نشاطها إلى جميع أنحاء المملكة وأن تجد مؤازرة من الجمعيات الأخرى وستجد بلا شك عناية كما يجب وكما هو المعتاد من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية وكل جهة معنية ونأمل أن يكون لها أيضا تعاون مع إخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي وفي وطننا العربي الواسع ثم التعاون مع جميع الجمعيات المماثلة في جميع أنحاء العالم وأن يكون لها جهد إن شاء الله في المستقبل في مكافحة هذا المرض والمساهمة والمساعدة في إيجاد العوامل والعلاج المناسب إن شاء الله سواء علاج وقائي أو تمريضي أو علاج شامل بإذنه تعالى كما قيل لكل داء دواء، وعلينا بذل الجهد والاجتهاد وأن نتكل على الله سبحانه وتعالى ونستمد منه العون.
بعدها أطلق سموه شعار الجمعية كما دشن موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت.
عقب ذلك كرم سموه الجهات الداعمة لانطلاق الجمعية وهي: وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الصحة، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وشركة الموارد القابضة وجامعة الفيصل وشركة نيارة للاحتفالات والمؤتمرات والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق والعارض للدراسات والاستشارات القانونية ومؤسسة (BOOZالجزيرةCO) وشركة أنترناشيونال نومادز.
ثم تسلم سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر.
