قد تكون مخاطبتك بأبي حسين غريبة عليك وعلى من يرافقك في زيارتك للمنطقة العربية، ولكن -يا فخامة الرئيس- نحن العرب نحرص على مخاطبة من نعزهم ونأمل فيهم خيراً بأسماء آبائهم، ونحن نقول (الولد سرُّ أبيه) فعسى أن تكون حاملاً لجينات والدك ولبعض خصاله الإسلامية الإفريقية العربية، ومن أهم جيناته: الطيبة والوفاء والصدق، وأنت -وهذه شهادة أكدتها الأيام المئة وما تبعها من أيام- تحمل كثيراً من هذه الخصال التي عززتها وقوَّتها الدراسة الأكاديمية المتخصصة؛ فأنت طالب وأستاذ القانون والحقوق، أي أنت رجل مكافح عن الحقوق المسلوبة وتدافع عن المضطهدين والمحرومين، وسوف تشاهد وعلى الطبيعة المحرومين الحقيقيين من الفلسطينيين.. وسيطالبك كل من يلقاك في أرض العرب بإنصاف الفلسطينيين الذين لا أرض لهم ولا وطن، مطاردون لا يجدون فرصاً متكافئة لتربية أولادهم وتعليمهم وتطبيبهم، وحتى المنازل التي يقيمون بها تهدمها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية التي زوَّدتهم بها بلادك.
لكل هذا نناديك بأبي حسين لتنصف هؤلاء المحرومين، وتعتبر قضيتهم قضيتك التي تترافع عنها، راجعاً لأصلك وآخذاً بعملك وبما تعلمته من أمريكا.. أمريكا الرواد الذين ثاروا من أجل الحرية والإنصاف والعدالة وحقوق الإنسان. أبا حسين، امزج بين الأصالة الإسلامية الإفريقية والحداثة الأمريكية، وكلاهما تحثان على الخير، وهو ما نريده منك، وهو أول ما سنطالبك به على أرضنا العربية.
jaser@al-jazirah.com.sa