الجولة القادمة للرئيس الأمريكي للمنطقة العربية التي يستهلها بزيارة المملكة العربية السعودية ويلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصبحت الشغل الشاغل لكتاب المقالات وواضعي الأبحاث والدراسات التحليلية في الصحافة والإعلام الفضائي العالمي والإقليمي، والذي عزز من هذا الاهتمام العالمي والإقليمي بجولة الرئيس أوباما للمنطقة العربية تلك اللقاءات التي سبقتها؛ حيث التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية ثم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية؛ فقد عزز من أهمية هذه الجولة هذان اللقاءان والتصريحات التي أعقبتهما وأقوال المسؤولين الأمريكيين، وخصوصاً تأكيدات الرئيس الأمريكي أوباما ولا سيما المتعلقة منها بتأكيداته على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية.
الرئيس الأمريكي ما فتئ يردد: (أؤيد بقوة حلاً يقوم على دولتين). هذا القول ردده الرئيس أوباما كثيراً أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرغم من معارضة الأخير له، أو لنقل عدم ترحيبه به. كما انتهز الرئيس الأمريكي لقاءه مع الرئيس الفلسطيني ليجدد التأكيد على هذا القول، ويزيد عليه تأكيداً بغرض تسهيل وتسريع إقامة الدولة الفلسطينية بالتشديد على وجوب وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.
أوباما كان واضحاً وهو يتحدث لرئيس الحكومة الإسرائيلية حول ترابط هاتين المسألتين وأن من مصلحة إسرائيل التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية؛ حتى تحصل الدولة الإسرائيلية على الأمن والسلام، والدولة الفلسطينية لا يمكن أن تكون دولة لها وجود وأن تقام والاستيطان الإسرائيلي متواصل ومستمر، بل إنه من أجل تحقيق السلام وتنفيذ خريطة السلام فإنه يجب تفكيك المستوطنات الإسرائيلية القائمة، وهذا هو ما سيسمعه الرئيس أوباما في الرياض وفي القاهرة عاصمتي أكبر وأهم دولتين في المنطقة وأكثرهما بذلاً لجهود تحقيق السلام.