Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/05/2009 G Issue 13393
السبت 06 جمادىالآخرة 1430   العدد  13393
لما هو آت
ما يكون الجواب..؟!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

حين قدم (ستيفن كوفي) ببضاعته عن العادات السبعة وإدارة الوقت، قبل سنوات، كنت واحدة ممن انخرطن في دورته، ولم أخرج منها بشيء يختلف عما تعلمناه في أسس ديننا الحنيف الذي لو تدبرناه في تعاملنا اليومي، وفي تنظيم أوقاتنا، وفي تنسيق الأولويات فيها، وفي ترتيب خطواتنا لعلمنا أنه لا أكمل ولا أعظم مما كان عليه منهج الهادي عليه الصلاة والسلام، وحين جاء منظرو الجودة ومبرمجوها وأخضعوا المؤسسات المجتمعية وكل إدارات الأعمال بما فيها الأكاديمي لمنهجيتهم ومعاييرها، لم نجدها تخرج قيد أنملة عن ذلك المنهج الرباني في الإتقان المطلوب مقياساً لنجاح أي عامل أو عمله، وارتبط الإتقان في منهج الإسلام برقابة الله تعالى وإحاطته بباطن الإنسان كما هي بظاهره، وارتقى بذلك منهج الإتقان الرباني بمنهج الجودة البشري، غير أن آليات التنفيذ لكلا المنهجين لدى ستيفن كوفي في تنظيم العادات وعقلنتها و(الأيزو) وجودته خرجا بمقاييس مرسومة وخطوات مقننة يمكن عند مقارنتها بمنجزات العصر تأتي ضمن أشكالها الميسرة للتطبيق والمعاينة لمواكبة ما وصل إليه الإنسان من منتجات وصناعات تهيئه لأن يبرمج خطواته وفق أسلوبها المعين له، بينما كان يعتمد منهج الإسلام في التعامل والإتقان في العمل على مكونات المرء العقلية والحسية والوجدانية، تلك التي هي مدار تفكيره ومن ثم يقينه ومن ثم عزمه ومن ثم جهاد نفسه ومن ثم أداء أدواره، إذ لم تكن مهيأة له المحابر والأوراق ولا الأجهزة ولا الآلات، لكن العقل الذي هو مناط الابتكار، والقدرات التي هي محور الدافعية للإنتاج والإنجاز ما خلقت في الإنسان عبثاً، وإنما لتكون مآل الأداء وصولاً للمنجز ليكون مسخراً لتلك المكونات الأولى لمنهج الحياة.. كنت أقول لصديقتي التي أنهكتها الأوراق تحصي فيها البنود والإشارات، وأنهكها الانكباب على أجهزة الطبع والنسخ والنقل والجمع، كيف يمكن أن يكون حال الإنسان وهو يسخر هذه المنجزات لخدمة منهج الله في الأرض بين الإنسان ونفسه، وبينه والآخر، وبينه وربه؟ منهج الإتقان بمعاييره السماوية في سلوك الإنسان، ومنهج الإنسان في توظيف عاداته المرتبطة به في خاصته وبالآخرين في تكافله؟..

أليس هناك تفريط ما، وانسلاخ ما، وإغراق ما..؟

فما وما يكون الجواب؟..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد