لست ممن يحب أن يخوض في مسائل لا تتعلق بالتخصص ولكن الظروف تحكم أحياناً للخوض في ما لا نريد خصوصاً وأن المسألة التي أعرضها لها علاقة بقطاع الأعمال والعاملين فيه من ملاك وتنفيذيين وموظفين تضطرهم ظروف عملهم للسفر المتكرر لإنجاز تلك الأعمال. حديثاً حصل لي موقف، وهو موقف أعتقد أن الكثير يتعرضون له، مع أحد السفارات الأوروبية التابعة لنظام الشنقن وهي جمهورية المجر والتي قدمت أوراق الطلب للحصول على تأشيرة زيارة بعد أن عمل مدير مكتبي لأكثر من (أسبوعين) متواصلين لكي يجمع تلك المتطلبات التي لم تسعها صفحة واحدة من أوراق السفارة فتعدت ذلك ولكن من باب (مكره أخاك لا بطل) تمت بعد عناء عملية التجميع التي تطلبت الكثير من الوقت والجهد وكأننا نطلب التصريح للدخول إلى غرفة للتحكم النووي وليس إلى دولة.
المشكلة أنه بعد كل هذا العناء والوقت الطويل قبل وبعد تقديم الطلب نفاجأ بأن التأشيرة تمنح لنفس الوقت المحدد للاجتماعات وحضور المؤتمر والذي تم بدعوة رسمية من شركة مجرية مسجلة ومعتمدة فتمنح التأشيرة لأيام معدودة هي المدة التي وردت في خطاب الدعوة من الشركة. الحقيقة أني تفاجأت فقمت بالاستفسار من القنصل عن ماذا لو حصل لي داع يمنعني من العودة عند نهاية مهمتي أما لأسباب عملية أو شخصية أو لأسباب خارجة عن الإرادة كالحجوزات والمرض وغيره وأنت لم تمنحني فرصة على الأقل لأيام معدودة قبل وبعد المهمة وهذه الظروف واردة جداً. وحقيقة أني تفاجأت برد أسوأ من الفعل الأول الذي فاجأني إذ إنه يرى أن علي حينها أن أراجع قسم الشرطة للإبلاغ عن (تخلفي) ومحاولة بدء إجراءات تمديد تأشيرة الزيارة، وكأنه كتب علينا أن نتحمل عناء العمل ومتابعة الإجراءات الروتينية في بلد لا نعرف عنه إلا القليل مما يعيننا على إنجاز المهمة الرئيسة.
كيف وصل هذا المسؤول وغيره الكثير من مسؤولي السفارات الأوروبية إلى هذا القدر من قلة الذوق والمس من كرامة المواطن السعودي بحيث يعامله وكأنه شخص غير مرغوب فيه؟ سؤال أسوقه إلى مسؤولي الخارجية السعودية علهم ينصفوننا نحن المواطنين وخصوصاً من أصحاب الأعمال والمصالح لأن هذه التأشيرة لو منحت لي بهذه الطريقة لغرض سياحي لا تلفتها أمامه فالخيارات السياحية -ولله الحمد- لم تنته بعد ليحقر الشخص ذاته مع هؤلاء، فدولتهم لهم وهنيئاً لهم بها. أما وأن الرحلة تتعلق بزيارة عمل رافقها دعوة رسمية من جهة رسمية فنقول لهم تصرفكم مع كامل الاحترام غير مقبول وليس لنا عزاء إلا أن نطالب حكومتنا عن طريق وزارة الخارجية بأن تتخذ المواقف اللازمة لإنصافنا من هؤلاء أو على أقل تقدير معاملة مواطنيهم بالمثل.
كما أنها مناسبة لتذكير أفواج السائحين السعوديين والصيف على الأبواب بأن يعلنوا الاحتجاج على هذا الوضع غير السوي وذلك بالإحجام عن السفر لتلك الدول حتى يصدر من تلك الدول ما يصحح هذا الوضع غير الحضاري خصوصاً وهي دول تتغنى بإرثها الحضاري وسياساتها الديموقراطية والإنسانية. لنصبر قليلاً ونحجم عن زيارة بلدانهم والتوجه إلى بلدان تحترم السائح السعودي، وأنا متأكد أن النتيجة ستكون سريعة خصوصاً وأن السائح السعودي على وجه الخصوص والخليجي على وجه العموم يعادل من ناحية الصرف عشر مرات ما يصرفه السائح وخصوصاً من الغربيين فهذه البلدان لا تنحني إلا أمام لغة الأرقام.
استفسارات
* هل من مهام المدير التنفيذي وضع الخطة الإستراتيجية للشركة؟
(س العنزي - الشمال)
- بالتأكيد هي من أهم المهام والمسؤوليات التي يتولاها أي مدير تنفيذي القيام بوضع الخطط الإستراتيجية والتكتيكية، إما لإدارته إذا كان مديراً لأحد الإدارات أو لإدارة الشركة إذا كان التنفيذي هو القيادي الأول بالشركة.
* ما هو الوقت المناسب ليكون الشخص مديراً؟ وما هي أقصر مدة ممكنة؟
(ع ح - الرياض)
- ليس هناك قاعدة أو قياس يمكن تطبيقه لأن هناك أشخاصاً موهوبين ويمكن أن يبدؤوا العمل الإداري في سن مبكرة جداً ولكنهم قليلون جداً جداً. وجهة نظري الخاصة أنه من الأفضل لأي شخص حتى وإن كان مميزاً أن يقضي وقتاً لا يقل عن خمس سنوات في وظائف غير إشرافية ويقوم بأعمال متنوعة قبل أن يصبح مديراً لأنه عندها سيعرف كيف يدير العمل والأشخاص بشكل سليم عقلاني وبعيد عن العاطفية والمثالية.
* هناك مشكلة عند مقابلة المرشح لوظيفة تنفيذية أن من يقوم بالمقابلة والاختيار غير مؤهل فما هو الحل في رأيكم؟
(عبدالرحمن الجهني - الرياض)
- هذه مشكلة وتحصل في عدد ليس بالقليل من الحالات وأرى أنها مضرة بسمعة الشركة التي تريد أن توظف التنفيذيين لأن المرشح التنفيذي عندما يرى أن من يجري المقابلة معه ليس بشخص جدير فإنه عادة ما يتخذ القرار بعدم مناسبة تلك الشركة له ويرفض الاستمرار. وقد شاهدت أمثلة كثيرة لذلك لشركات خسروا مرشحين مميزين لأن من يجري المقابلات الأولية أشخاص غير جديرين أو مؤهلين. ولذا فأنا أرى أن من الضروري جداً على الشركات أن تراعي أن من يقوم بالمقابلات أشخاص غاية في التأهيل لإجرائها بالأصول الفنية والسلوكية لكي يعطوا المرشحين انطباعاً إيجابياً من البداية.
وقفات
* كل يوم يمر علي في مهنة الاستشارات اكتشف أن الشباب السعودي وخصوصاً من حديثي التخرج والتجربة يغلب عليهم قصر النظر في الأمور والركون إلى أقرانهم غير الخبراء في توجيه مستقبلهم وعدم الاستفادة من النصائح التي تقدم لهم من الخبراء أو المتخصصين وهذا فيه توكيد لنظريات تأثير الأقران والأصدقاء أو ما يعرف بPeer Influence والذي تعدى لدينا مراحل المراهقة إلى مراحل النضج.
* التساهل الذي أراه من قبل الكثير من الكوادر البشرية حيال التزاماتهم مع الشركات عند توقيع العروض الوظيفية ثم التنصل منها في آخر المطاف يثبت لنا أننا نعاني من أزمة أخلاقية كبيرة إما لجهة عدم فهم للمعايير الأخلاقية أو لتأصل طبيعة الأنانية عند الكثير حيث إن ما يهم الشخص إلا نفسه ومصالحه الخاصة والبقية ومصالحهم إلى الجحيم. ولهم أقول إن البركة والتصالح مع النفس تبدأ من تقدير واحترام الالتزامات أياً كانت شفهية أو مكتوبة، فكما تدين اليوم ستدان غداً.
ترسل الأسئلة إلى: alammash@yahoo.com