الشهر الميلادي القادم يشهد انتخابات رئاسية في إيران وأخرى برلمانية في لبنان، وكون هذه الانتخابات تجري على مقربة منا، وأن نتائجها لابد وأن تؤثر إيجابياً أو سلبياً على الأوضاع الدولية في الإقليم العربي؛ إذ إن القوى الإقليمية أصبح تأثيرها واضحاً في مثل هذه الانتخابات؛ كان لا بد من الحديث عن الأطراف التي تخوض هذه الانتخابات، فإيران لم تُعد تخفي أطماعها وسعيها بأن تكون (السيد) المطاع في المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط عبر توظيف أدواتها واستثمارها لحماس بعض المعتنقين للمذهب الذي يرفع لواءه النظام الإيراني، وإن اختلفت المعتقدات والتوجهات، بل وحتى الايدلوجيات الفقهية.
وهذا ما أصبح واضحاً وجلياً لكل من يفهم فكر المذهب الشيعي الذي يستثمره نظام طهران بعد أن حرفه المستحدثون من المتأثرين بالاتجاه الصفوي الذي أصبح مرجعية من يمسكون بناصية المذهب في ايران. وهذا ما انعكس على توجهات وأفكار وأفعال الذين يدَّعون قيادتهم للشيعة، والذين أغلبهم -إن لم يكونوا جميعهم- من غير العرب والذين يرفعون ويتبنون شعارات الصفويين حتى أصبح المرء يشك: هل ما يريد هؤلاء نشره من تشيع صفوي له علاقة بالمذهب الشيعي، وبالدين الإسلامي..؟! فالمسلم الحق الذي يؤمن بما جاء به رسول الهداية محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يُقِرُّ أن يُسَب ويعرَّض بأصحاب الرسول؛ بدءاً من الشيخين الكريمين: أبوبكر الصديق وعمر الفاروق وزوجته الفاضلة أم المؤمنين عائشة.. وباقي الصحابة الأكرمين..!!
إذن، وقياساً على ما يقومون به، وما يفتون: هل هم ملتزمون بأصول العقيدة الإسلامية..؟!
إن أي مسلم لا يسعه إلا أن يرفض ما يقومون به من تعريض بالمبشرين بالجنة، والذين جاهدوا وتحمَّلوا الأذى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويتساءل بمرارة كيف يجرؤ من يحملون صفة المرجعية بتكفير صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذين شهد لهم وبشَّرهم بالجنة، ويزعمون أنهم في النار!! ولا ينزهون من الصحابة سوى قلة لا تتجاوز أصابع اليد وأنهم وحدهم الناجون من النار..!!
وأنا هنا لا أتكلم من فراغ، ومن يشكك فعليه أن يدخل إلى المواقع الإلكترونية للمراجع الصفوية ليقرأ العجب، كفرٌ صريح ورفض للإسلام الحق، ومع هذا إذا ما نبه عالم لهذا العمل احتجوا ورفعوا عقيرتهم بالصياح، والذي يسمع ويقرأ أدبيات وفتاوى المرجعيات الذين يكررون افتراءات الصفويين، ويتابع ما تبثه الفضائيات التي انتشرت بأموال النظام الإيراني يتساءل: ماذا يريد هؤلاء من وراء إثارة هذه الافتراءات والأكاذيب التي زادت هذه الأيام بسبب الحملات الانتخابية؛ سواء في لبنان التي يدَّعي المنافقون فيها أن أعداء المقاومة يعملون على تنفيذ مخطط الفتنة؛ متناسين أن رأس الفتنة في لبنان أو في العراق وفي كل الدول العربية التي ينشط فيها ناشرو التشيّع الصفوي، هم الذين يزودون الفتنة بحطبها ووقودها بعد أن أشعلوها أكثر من مرة وفي أكثر من مكان..!!
ألم يزعم كبيرهم بأن يوم استباحة بيروت وترويع أهل السنة فيها وباقي السكان يومٌ يجب الاحتفال به.. واعتباره يوماً من الأيام التي يُعتزُ بها، بل ويُحتفل بها..!!