Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/05/2009 G Issue 13393
السبت 06 جمادىالآخرة 1430   العدد  13393
جداول
وبراً بوالدتي! -2-
حمد بن عبدالله القاضي

 

لا أدري كيف أحسُّ عندما أسمع إنساناً (كبيراً أو صغيراً) ينادي: أمي.، أحسُّ - عندها - أنّ نهراً من الحنان يتدفّق بين ناظري.

وأشعر أنّ جبالاً من الحرمان تسكن صدري.

هل لأنّ (الأم) هي كون الحنان.. وغدير الحب.. والخيمة التي يحتمي تحت ظلها أبناؤها من جور الزمان، وقسوة الناس.

أم أنّ من يُحرم حنان الأم يكون هو الأكثر ظمأ إلى حنانها وحبها ورحمتها.!.

منذ افتقدتُ (أمي).!

وأنا أحسُّ أنّ هناك شيئاً ينقص حياتي

أهو الحب.

أهو الحنان.

أهو الرحمة..!.

أهو شيء لا أدري ما أسميه ولكنه شيء يحرِّض على الحرمان.. إنه قد يكون كل ذلك أو بعضه.!.

إنني كلما ذهبت إلى مسقط رأسي (عنيزة)، ومررت بمقبرة (الطعيمية) التي أبلغني أقاربي أنّ والدتي دُفنت بها، إنني عندما أمر بها يخفق قلبي شوقاً إلى قبرها.. وتتحرّق طفولتي ظمأ إلى حضنها - أسكنها الله فسيح جناته -.!

ولمَ لا أحسُّ بكل هذه المشاعر نحوها، وهي التي كانت - رحمها الله - تريد أن تموت وأحيا أنا، كانت - رحمها الله - على الفراش مريضة، وكنت أنا بجانبها على الفراش، بسبب مرض خفيف.

وكان الزوار عندما يسألونها: كيف حالك (يا أم حمد)؟ فتجيب: أنا بخير (المهم وليدي حمد يكون بخير..!).

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته..!

* * *

** كلما قرأتُ سورة مريم ومررت بقصة نبي الله عيسى وبكلماته عن أمه {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}، أحسُّ بقشعريرة داخل قلبي وجسدي.

إنني لا أغبط أحداً إلاّ من كانت أمه إلى جانبه في حياته يسعد بها، وتسعد به، يحيا لها وتحيا له، تبارك له خطواته بدعواتها وحنانها..!.

* * *

-2-

بلدة مرات

بين حلمي المستشفى والطريق..!

** (مرات) البلدة الناعسة بجوار كميتها الأشم!.

تربطني بالعديد من أهلها الأخيار صلات جوار وزمالة وصداقة، والبعض منهم بيني وبينهم وشائج أدبية مثل الصديق الشاعر حمد الدعيج (أبو مشعل) نديم كميت وشاعره الذي طالما أمتعني بقصائده الجميلة.

هذه البلدة العريقة تاريخياً وإنساناً تعاني منذ سنوات من عدم تشغيل مستشفاها الذي مرّت عليه سنوات وهو بانتظار حقنه (بإبر التشغيل) ليخدم سكان هذه البلدة والمارين بها، وهي وهم أحوج ما يكونون إلى هذا المستشفى وخدماته.

أما أملها الثاني الذي طال انتظاره فهو انتهاء طريق الرياض الذي هو بحدود (100) كيل، ومع هذا فالعمل فيه يسير بشكل (زلفاوي) رغم أهمية هذا الطريق الذي يربط (مرات) وما حولها بالعاصمة فضلاً عن خطورته لكونه - حالياً - على مسار واحد سيئ.. فمتى ينتهي الطريق المزدوج الذي طال انتظار أهالي (مرات) العزيزة له.

* * *

-3-

هذه الأسرة والصلح خير..!

** أزعجني هذا التشهير بأسرة كريمة، وبرجل فاضل.. والمؤلم أنّ هذا التشهير جاء بسبب خلاف مادي بين أبناء رب هذه الأسرة.

كم نتمنى ألاّ يصل التشهير بالصحف.. وكم نتمنى أن يتدخل أحد وجهاء هذه الأسرة الفاضلة من أجل الصلح بين هؤلاء الإخوان بدلاً من التشهير والمحاكم وقبل ذلك حفاظاً على سمعتهم ودرءاً وحرصاً على عدم الإساءة إلى والدهم الكريم حفظه الله وشفاه، والدنيا ومرادها ومطالبها لا تستحق الخلاف بين من تجمعهم أم واحدة فضلاً عن الإساءة لمن أنجبهم.

والصلح خير.

* * *

-4-

آخر الجداول

** للشاعرة: زينب غاصب

( سأخطو بوهجي، بلا وجل.

فلا خيبة، هزمتني خلافا.

ولا رغبة، أهدرتني سفاحا.

ولا قط، لامست غيا..

رحيق البنفسج، أنفاس روحي.

ولحن الطيور.

غذاء شهيا..)

الرياض 11499 - ص. ب 40104
فاكس 014565576


hamad.alkadi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد